لا توجد بيانات
مَا تَعَرَّضَتْ لَهُ الْقَدَرِيَّةُ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَالْحُكَّامِ ثُمَّ انْطَمَرَتْ هَذِهِ الْمَقَالَةُ , وَانْجَحَرَ مَنْ أَظْهَرَهَا فِي جُحْرِهِ , وَصَارَ مَنِ اعْتَقَدَهَا جَلِيسَ مَنْزِلِهِ , وَخَبَّأَ نَفْسَهُ فِي السِّرْدَابِ كَالْمَيِّتِ فِي قَبْرِهِ ؛ خَوْفًا مِنَ الْقَتْلِ وَالصَّلْبِ وَالنَّكَالِ وَالسَّلْبِ مِنْ طَلَبِ الْأَئِمَّةِ لَهُمْ ؛ لِإِقَامَةِ حُدُودِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِمْ , وَقَدْ أَقَامُوا فِي كَثِيرٍ مِنْهُمْ , وَنَذْكُرُ فِي مَوَاضِعِهِ أَسَامِيَهُمْ , وَحَثَّ الْعُلَمَاءِ عَلَى طَلَبِهِمْ , وَأَمَرُوا الْمُسْلِمِينَ بِمُجَانَبَتِهِمْ , وَنَهَوْهُمْ عَنْ مُكَالَمَتِهِمْ وَالِاسْتِمَاعِ إِلَيْهِمْ وَالِاخْتِلَاطِ بِهِمْ ؛ لِسَلَامَةِ أَدْيَانِهِمْ , وَشَهَرُوهُمْ عِنْدَهُمْ بِمَا انْتَحَلُوا مِنْ آرَائِهِمُ الْحَدِيثَةِ , وَمَذَاهِبِهِمُ الْخَبِيثَةِ ؛ خَوْفًا مِنْ مَكْرِهِمْ أَنْ يُضِلُّوا مُسْلِمًا عَنْ دِينِهِ بِشُبْهَةٍ وَامْتِحَانٍ , أَوْ بَرِيقِ قَوْلٍ مِنْ لِسَانٍ , وَكَانَتْ حَيَاتُهُمْ كَوَفَاةٍ , وَأَحْيَاؤُهُمْ عِنْدَ النَّاسِ كَالْأَمْوَاتِ , الْمُسْلِمُونَ مِنْهُمْ فِي رَاحَةٍ , وَأَدْيَانُهُمْ فِي سَلَامَةٍ , وَقُلُوبُهُمْ سَاكِنَةٌ , وَجَوَارِحُهُمْ هَادِيَةٌ , وَهَذَا حِينَ كَانَ الْإِسْلَامُ فِي نَضَارَةٍ , وَأُمُورُ الْمُسْلِمِينَ فِي زِيَادَةٍ