لا توجد بيانات
نَجَاةُ الْمُتَّبِعِينَ وَهَلَاكُ الْمُعْرِضِينَ فَمَنْ أَخَذَ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْمَحَجَّةِ , وَدَاوَمَ بِهَذِهِ الْحُجَجِ عَلَى مِنْهَاجِ الشَّرِيعَةِ ؛ أَمِنَ فِي دِينِهِ التَّبِعَةَ فِي الْعَاجِلَةِ وَالْآجِلَةِ , وَتَمَسَّكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى الَّتِي لَا انْفِصَامَ لَهَا , وَاتَّقَى بِالْجَنَّةِ الَّتِي يُتَّقَى بِمِثْلِهَا ؛ لِيَتَحَصَّنَ بِحِمَايَتِهِا , وَيَسْتَعْجِلَ بَرَكَتَهَا , وَيَحْمَدَ عَاقِبَتَهَا فِي الْمَعَادِ وَالْمَآلِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْهَا وَابْتَغَى فِي غَيْرِهَا مِمَّا يَهْوَاهُ , أَوْ يَرُومُ سِوَاهَا مِمَّا تَعَدَّاهُ ؛ أَخْطَأَ فِي اخْتِيَارِ بُغْيَتِهِ وَأَغْوَاهُ , وَسَلَكَهُ سَبِيلَ الضَّلَالَةِ , وَأَرَدْاهُ فِي مَهَاوِي الْهَلَكَةِ فِيمَا يَعْتَرِضُ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ بِضَرْبِ الْأَمْثَالِ وَدَفْعِهِمَا بِأَنْوَاعِ الْمِحَالِ وَالْحَيْدَةِ عَنْهُمَا بِالْقِيلِ وَالْقَالِ مِمَّا لَمْ يُنْزِلِ اللَّهُ بِهِ مِنْ سُلْطَانٍ , وَلَا عَرَفَهُ أَهْلُ التَّأْوِيلِ وَاللِّسَانِ , وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ عَاقِلٍ بِمَا يَقْتَضِيهِ مِنْ بُرْهَانٍ , وَلَا انْشَرَحَ لَهُ صَدْرُ مُوَحِّدٍ عَنْ فِكْرٍ أَوْ عِيَانٍ , فَقَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ , وَأَحَاطَ بِهِ الْخِذْلَانُ , وَأَغْوَاهُ بِعِصْيَانِ الرَّحْمَنِ , حَتَّى كَابَرَ نَفْسَهُ بِالزُّورِ وَالْبُهْتَانِ