قَالَ مُصْعَبٌ : وَذُكِرَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ كَرِيزٍ أُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صَغِيرٌ ، فَقَالَ : هَذَا شَبَهُنَا وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتْفُلُ عَلَيْهِ ، وَيُعَوِّذُهُ فَجَعَلَ عَبْدُ اللَّهِ يَتَسَوَّغُ رِيقَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّهُ لَمَسْقِيٌّ " فَكَانَ لَا يُعَالِجُ أَرْضًا إِلَّا ظَهَرَ لَهُ الْمَاءُ ، وَلَهُ النِّبَاحُ الَّذِي يُقَالُ : بِنِبَاحِ عَامِرٍ ، وَلَهُ الْجُحْفَةُ وَلَهُ بُسْتَانُ ابْنُ عَامِرٍ بِنَخْلِهِ عَلَى لَيْلَةٍ مِنْ مَكَّةَ ، وَلَهُ آبَارٌ فِي الْأَرْضِ كَثِيرَةٌ ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ زَوَّجَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ ابْنَتَهُ هِنْدًا فَكَانَتْ هِنْدُ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ أَبَرَّ شَيْءٍ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ ، وَأَنَّهَا جَاءَتْهُ يَوْمًا بِالْمِرْآةِ وَالْمِشْطِ وَكَانَتْ تَتَوَلَّى خِدْمَتَهُ بِنَفْسِهَا فَنَظَرَ فِي الْمَرْآةِ فَالْتَقَى وَجْهُهُ وَجْهَهَا فَرَأَى شَبَابَهَا وَجَمَالَهَا وَرَأَى الشَّيْبَ فِي لِحْيَتِهِ قَدْ أَلْحَقَهُ بِالشِّيُوخِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : الْحَقِي بِأَبِيكِ ، فَانْطَلَقَتْ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى أَبِيهَا فَأَخْبَرَتْهُ ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : وَهَلْ تُطَلَّقُ الْحَرَّةُ ؟ فَقَالَتْ : مَا أَتَى مِنْ قِبَلِي ، فَأَخْبَرَتْهُ خَبَرَهَا فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ ، فَقَالَ : أَكْرَمْتُكَ بِابْنَتِي ، ثُمَّ رَدَدْتَهَا عَلَيَّ ، فَقَالَ : أُخْبِرُكَ عَنْ ذَاكَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَنَّ عَلَيَّ بِفَضْلِهِ وَجَعَلَنِي كَرِيمًا ، وَلَا أُحِبُّ إِلَّا كَرِيمًا لَا أُحِبُّ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيَّ أَحَدٌ ، وَإِنَّ ابْنَتَكَ أَعْجَزَتْنِي بِمُكَافَأَتِهَا لَحُسْنِ صُحْبَتِهَا ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا شَيْخٌ وَهِيَ شَابَّةٌ لَا أَزِيدُهَا مَالًا وَلَا شَرَفًا إِلَى شَرَفِهَا ، فَرَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّهَا إِلَيْكَ لِتُزَوِّجَهَا فَتًى مِنْ فِتْيَانِكَ كَأَنَّ وَجْهَهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ
قَالَ مُصْعَبٌ : وَذُكِرَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ كَرِيزٍ أُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ صَغِيرٌ ، فَقَالَ : هَذَا شَبَهُنَا وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَتْفُلُ عَلَيْهِ ، وَيُعَوِّذُهُ فَجَعَلَ عَبْدُ اللَّهِ يَتَسَوَّغُ رِيقَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّهُ لَمَسْقِيٌّ فَكَانَ لَا يُعَالِجُ أَرْضًا إِلَّا ظَهَرَ لَهُ الْمَاءُ ، وَلَهُ النِّبَاحُ الَّذِي يُقَالُ : بِنِبَاحِ عَامِرٍ ، وَلَهُ الْجُحْفَةُ وَلَهُ بُسْتَانُ ابْنُ عَامِرٍ بِنَخْلِهِ عَلَى لَيْلَةٍ مِنْ مَكَّةَ ، وَلَهُ آبَارٌ فِي الْأَرْضِ كَثِيرَةٌ ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ زَوَّجَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ ابْنَتَهُ هِنْدًا فَكَانَتْ هِنْدُ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ أَبَرَّ شَيْءٍ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ ، وَأَنَّهَا جَاءَتْهُ يَوْمًا بِالْمِرْآةِ وَالْمِشْطِ وَكَانَتْ تَتَوَلَّى خِدْمَتَهُ بِنَفْسِهَا فَنَظَرَ فِي الْمَرْآةِ فَالْتَقَى وَجْهُهُ وَجْهَهَا فَرَأَى شَبَابَهَا وَجَمَالَهَا وَرَأَى الشَّيْبَ فِي لِحْيَتِهِ قَدْ أَلْحَقَهُ بِالشِّيُوخِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : الْحَقِي بِأَبِيكِ ، فَانْطَلَقَتْ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى أَبِيهَا فَأَخْبَرَتْهُ ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : وَهَلْ تُطَلَّقُ الْحَرَّةُ ؟ فَقَالَتْ : مَا أَتَى مِنْ قِبَلِي ، فَأَخْبَرَتْهُ خَبَرَهَا فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ ، فَقَالَ : أَكْرَمْتُكَ بِابْنَتِي ، ثُمَّ رَدَدْتَهَا عَلَيَّ ، فَقَالَ : أُخْبِرُكَ عَنْ ذَاكَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَنَّ عَلَيَّ بِفَضْلِهِ وَجَعَلَنِي كَرِيمًا ، وَلَا أُحِبُّ إِلَّا كَرِيمًا لَا أُحِبُّ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيَّ أَحَدٌ ، وَإِنَّ ابْنَتَكَ أَعْجَزَتْنِي بِمُكَافَأَتِهَا لَحُسْنِ صُحْبَتِهَا ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا شَيْخٌ وَهِيَ شَابَّةٌ لَا أَزِيدُهَا مَالًا وَلَا شَرَفًا إِلَى شَرَفِهَا ، فَرَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّهَا إِلَيْكَ لِتُزَوِّجَهَا فَتًى مِنْ فِتْيَانِكَ كَأَنَّ وَجْهَهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ