نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ لَمْ يَنْزِلٍ فِي مِثْلَهَا قَطُّ ضَاحِكًا مُسْتَبْشِرًا ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ ، قَالَ : " وَعَلَيْكَ السَّلَامُ يَا جِبْرِيلُ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إِلَيْكَ بِهَدِيَّةِ كُنُوزِ الْعَرْشِ أَكْرَمَكَ اللَّهُ بِهِنَّ ، قَالَ : " وَمَا تِلْكَ الْهَدِيَّةُ يَا جِبْرِيلُ ، فَقَالَ جِبْرِيلُ قُلْ يَا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِيلَ وَسَتَرَ الْقَبِيحَ ، يَا مَنْ لَا يُؤَاخِذُ بِالْجَرِيرَةِ ، وَلَا يَهْتِكُ السِّتْرَ يَا عَظِيمَ الْعَفْوِ ، يَا حَسَنَ التَّجَاوُزِ ، يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ ، يَا بَاسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ ، يَا صَاحِبَ كُلِّ نَجْوَى ، وَيَا مُنْتَهَى كُلِّ شَكْوَى ، يَا كَرِيمَ الصَّفْحِ ، يَا عَظِيمَ الْمَنِّ ، يَا مُبْتَدِئَ النِّعَمِ قَبْلَ اسْتَحْقَاقِهَا ، يَا رَبَّنَا ، وَيَا سَيِّدَنَا ، وَيَا مَوْلَانَا ، وَيَا غَايَةَ رَغْبَتُنَا ، أَسْأَلُكَ يَا اللَّهَ أَنْ لَا تَشْوِي خَلْقِي بِالنَّارِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَمَا ثَوَابُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ "
حَدَّثَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ إِمْلَاءً غُرَّةَ صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَثَلَاثِ مِائَةٍ ، أَنْبَأَ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ ، بِمَرْوَ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الطَّرَسُوسِيُّ ، وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ ، بِبَغْدَادَ ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ ، قَالُوا : ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الصَّنْعَانِيُّ ، أَخْبَرَنِي أَفْلَحُ بْنُ كَثِيرٍ ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ لَمْ يَنْزِلٍ فِي مِثْلَهَا قَطُّ ضَاحِكًا مُسْتَبْشِرًا ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ ، قَالَ : وَعَلَيْكَ السَّلَامُ يَا جِبْرِيلُ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إِلَيْكَ بِهَدِيَّةِ كُنُوزِ الْعَرْشِ أَكْرَمَكَ اللَّهُ بِهِنَّ ، قَالَ : وَمَا تِلْكَ الْهَدِيَّةُ يَا جِبْرِيلُ ، فَقَالَ جِبْرِيلُ قُلْ يَا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِيلَ وَسَتَرَ الْقَبِيحَ ، يَا مَنْ لَا يُؤَاخِذُ بِالْجَرِيرَةِ ، وَلَا يَهْتِكُ السِّتْرَ يَا عَظِيمَ الْعَفْوِ ، يَا حَسَنَ التَّجَاوُزِ ، يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ ، يَا بَاسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ ، يَا صَاحِبَ كُلِّ نَجْوَى ، وَيَا مُنْتَهَى كُلِّ شَكْوَى ، يَا كَرِيمَ الصَّفْحِ ، يَا عَظِيمَ الْمَنِّ ، يَا مُبْتَدِئَ النِّعَمِ قَبْلَ اسْتَحْقَاقِهَا ، يَا رَبَّنَا ، وَيَا سَيِّدَنَا ، وَيَا مَوْلَانَا ، وَيَا غَايَةَ رَغْبَتُنَا ، أَسْأَلُكَ يَا اللَّهَ أَنْ لَا تَشْوِي خَلْقِي بِالنَّارِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : فَمَا ثَوَابُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ - ثُمَّ ذَكَرَ بَاقِي الْحَدِيثِ بَعْدَ الدُّعَاءِ بِطُولِهِ - . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ فَإِنَّ رُوَاتُهُ كُلُّهُمْ مَدَنِيُّونَ ثِقَاتٌ ، وَقَدْ ذَكَرْتُ فِيمَا تَقَدَّمَ الْخِلَافَ بَيْنَ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ فِي سَمَاعِ شُعَيْبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ جَدِّهِ