لَمَّا فُتِحَتْ مَدَائِنُ قُبْرُسَ ، وَقَعَ النَّاسُ يَقْتَسِمُونَ السَّبْيَ ، وَيُفَرِّقُونَ بَيْنَهُمْ وَيَبْكِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، فَتَنَحَّى أَبُو الدَّرْدَاءِ ، ثُمَّ احْتَبَى بِحَمَائِلِ سَيْفِهِ ، فَجَعَلَ يَبْكِي ، فَأَتَاهُ جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ ، فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ ؟ أَتَبْكِي فِي يَوْمٍ أَعَزَّ اللَّهُ فِيهِ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ ؟ وَأَذَلَّ فِيهِ الْكُفْرَ وَأَهْلَهُ ، فَضَرَبَ عَلَى مَنْكِبَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا جُبَيْرُ بْنَ نُفَيْرٍ ، مَا أَهْوَنَ الْخَلْقَ عَلَى اللَّهِ إِذَا تَرَكُوا أَمْرَهُ ، بَيْنَا هِيَ أُمَّةٌ قَاهِرَةٌ ظَاهِرَةٌ عَلَى النَّاسِ ، لَهُمُ الْمُلْكُ حَتَّى تَرَكُوا أَمْرَ اللَّهِ ، فَصَارُوا إِلَى مَا تَرَى ، وَإِنَّهُ إِذَا سُلِّطَ السِّبَاءُ عَلَى قَوْمٍ فَقَدْ خَرَجُوا مِنْ عَيْنِ اللَّهِ , لَيْسَ لِلَّهِ بِهِمْ حَاجَةٌ "
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ : نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا فُتِحَتْ مَدَائِنُ قُبْرُسَ ، وَقَعَ النَّاسُ يَقْتَسِمُونَ السَّبْيَ ، وَيُفَرِّقُونَ بَيْنَهُمْ وَيَبْكِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، فَتَنَحَّى أَبُو الدَّرْدَاءِ ، ثُمَّ احْتَبَى بِحَمَائِلِ سَيْفِهِ ، فَجَعَلَ يَبْكِي ، فَأَتَاهُ جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ ، فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ ؟ أَتَبْكِي فِي يَوْمٍ أَعَزَّ اللَّهُ فِيهِ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ ؟ وَأَذَلَّ فِيهِ الْكُفْرَ وَأَهْلَهُ ، فَضَرَبَ عَلَى مَنْكِبَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا جُبَيْرُ بْنَ نُفَيْرٍ ، مَا أَهْوَنَ الْخَلْقَ عَلَى اللَّهِ إِذَا تَرَكُوا أَمْرَهُ ، بَيْنَا هِيَ أُمَّةٌ قَاهِرَةٌ ظَاهِرَةٌ عَلَى النَّاسِ ، لَهُمُ الْمُلْكُ حَتَّى تَرَكُوا أَمْرَ اللَّهِ ، فَصَارُوا إِلَى مَا تَرَى ، وَإِنَّهُ إِذَا سُلِّطَ السِّبَاءُ عَلَى قَوْمٍ فَقَدْ خَرَجُوا مِنْ عَيْنِ اللَّهِ , لَيْسَ لِلَّهِ بِهِمْ حَاجَةٌ