حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ قَالَ : كُنْتُ يَوْمًا عِنْدَ ابْنِ وَاثِقٍ يَعْنِي الْمَهْدِيَّ وَهُوَ يَنْظُرُ فِي الْمَظَالِمِ ، فَبَقِيتُ أَعْجَبُ مِنْهُ وَمِنْ نَظَرِهِ قَالَ : فَكَأَنَّهُ فَهِمَ مَا فِي نَفْسِي ، فَلَمَّا انْفَضَّ الْمَجْلِسُ وَثَبْتُ لِأَقُومَ ، فَقَالَ لِي : " اجْلِسْ يَا صَالِحُ " ثُمَّ قَالَ لِي : " تُخْبِرُنِي بِمَا فِي نَفْسِكَ أَوْ أُخْبِرُكَ " قَالَ : قُلْتُ : يَقُولُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّ الْقَوْلَ مِنْهُ أَحْسَنُ قَالَ : قَالَ لِي : " كَأَنِّي بِكَ وَقَدْ قُلْتَ أَيُّ رَجُلٍ هُوَ لَوْلَا أَنَّهُ عَلَى مَذْهَبِ أَبِيهِ " قَالَ : قُلْتُ صِدْقًا جَاءَ هُوَ وَاللَّهِ مَا قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ . قَالَ : فَقَالَ : إِنِّي أُخْبِرُكَ ، كُنْتُ يَوْمًا عِنْدَ الْوَاثِقِ وَعِنْدَهُ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي دُؤَادٍ ، إِذْ دَخَلَ إِلَيْهِ شَيْخٌ خَضِيبٌ مُقَيَّدٌ قَدْ حُمِلَ مِنْ أُذُنِهِ فِي الْمِحَفَّةِ فَلَمَّا رَآهُ الْوَاثِقُ رَقَّ لَهُ فَقَالَ : اجْلِسْ يَا شَيْخُ ، قَالَ : فَجَلَسَ ، ثُمَّ قَالَ : نَاظِرْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ لَهُ الشَّيْخُ : أَحْمَدُ بْنُ أَبِي دُؤَادٍ ؟ قَالَ : فَقَالَ لَهُ الْوَاثِقُ : نَعَمْ ، وَنَاظَرَهُ ، فَقَالَ فِي مُنَاظَرَتِهِ إِيَّاهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، اللَّهُ لَكَ ، فَالْتَفَتَ إِلَى أَحْمَدَ فَقَالَ : أَخْبِرْنِي يَا أَحْمَدُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكِ }} بَلَّغَنَا أَمْ لَمْ يُبَلِّغْنَا قَالَ : فَقَالَ لَهُ أَحْمَدُ : قَدْ بَلَّغَنَا قَالَ : فَكَانَ فِيمَا بَلَّغَنَا الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ ؟ قَالَ : فَسَكَتَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي دُؤَادٍ ، ثُمَّ ذَرَّ كَلَامًا سَقَطَ عَنِّي .
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَرَّاءُ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ قَالَ : كُنْتُ يَوْمًا عِنْدَ ابْنِ وَاثِقٍ يَعْنِي الْمَهْدِيَّ وَهُوَ يَنْظُرُ فِي الْمَظَالِمِ ، فَبَقِيتُ أَعْجَبُ مِنْهُ وَمِنْ نَظَرِهِ قَالَ : فَكَأَنَّهُ فَهِمَ مَا فِي نَفْسِي ، فَلَمَّا انْفَضَّ الْمَجْلِسُ وَثَبْتُ لِأَقُومَ ، فَقَالَ لِي : اجْلِسْ يَا صَالِحُ ثُمَّ قَالَ لِي : تُخْبِرُنِي بِمَا فِي نَفْسِكَ أَوْ أُخْبِرُكَ قَالَ : قُلْتُ : يَقُولُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّ الْقَوْلَ مِنْهُ أَحْسَنُ قَالَ : قَالَ لِي : كَأَنِّي بِكَ وَقَدْ قُلْتَ أَيُّ رَجُلٍ هُوَ لَوْلَا أَنَّهُ عَلَى مَذْهَبِ أَبِيهِ قَالَ : قُلْتُ صِدْقًا جَاءَ هُوَ وَاللَّهِ مَا قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ . قَالَ : فَقَالَ : إِنِّي أُخْبِرُكَ ، كُنْتُ يَوْمًا عِنْدَ الْوَاثِقِ وَعِنْدَهُ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي دُؤَادٍ ، إِذْ دَخَلَ إِلَيْهِ شَيْخٌ خَضِيبٌ مُقَيَّدٌ قَدْ حُمِلَ مِنْ أُذُنِهِ فِي الْمِحَفَّةِ فَلَمَّا رَآهُ الْوَاثِقُ رَقَّ لَهُ فَقَالَ : اجْلِسْ يَا شَيْخُ ، قَالَ : فَجَلَسَ ، ثُمَّ قَالَ : نَاظِرْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ لَهُ الشَّيْخُ : أَحْمَدُ بْنُ أَبِي دُؤَادٍ ؟ قَالَ : فَقَالَ لَهُ الْوَاثِقُ : نَعَمْ ، وَنَاظَرَهُ ، فَقَالَ فِي مُنَاظَرَتِهِ إِيَّاهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، اللَّهُ لَكَ ، فَالْتَفَتَ إِلَى أَحْمَدَ فَقَالَ : أَخْبِرْنِي يَا أَحْمَدُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكِ }} بَلَّغَنَا أَمْ لَمْ يُبَلِّغْنَا قَالَ : فَقَالَ لَهُ أَحْمَدُ : قَدْ بَلَّغَنَا قَالَ : فَكَانَ فِيمَا بَلَّغَنَا الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ ؟ قَالَ : فَسَكَتَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي دُؤَادٍ ، ثُمَّ ذَرَّ كَلَامًا سَقَطَ عَنِّي . سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنَ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى بْنِ الْفَضْلِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ بْنِ مَيْمُونٍ الْهِلَالِيَّ يَقُولُ : سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَعِمْرَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَمَخْلَدُ بْنُ عُيَيْنَةَ أُخْوَةُ سُفْيَانَ كُنْيَتُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمُ أَبُو إِسْحَاقَ وَعِمْرَانُ أَبُو سَهْلٍ وَأَصْلُهُمَا كُوفِيٌّ