عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " بَاتَ الْخَلَائِقُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ وَأَصْبَحَتِ الْخَلَائِقُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ ، وَكَذَلِكَ هُمْ فِي الْمَوْقِفِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ ، وَالنَّاسُ ثَلَاثَةٌ ، وَالْعَبِيدُ ثَلَاثَةٌ ، وَإِنَّمَا الدُّنْيَا ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ ، فَأَمَّا الْأَصْنَافُ الَّذِينَ بَاتُوا : فَصِنْفٌ بَاتُوا نِيَامًا ، وَصِنْفٌ قِيَامًا يُصَلُّونَ ، وَصِنْفٌ السَّبِيلَ يَقْطَعُونَ ، لَيْسَ لَهُمْ هِمَّةٌ إِلَّا شُرْبُهُ يُسِرُّونَ ، فَإِمَّا إِنْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْمُصَلِّينَ ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ السَّارِقِينَ وَأَصْبَحُوا عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ : فَصِنْفٌ مِنَ الذَّنْبِ تَائِبٌ مُوَطِّنٌ نَفْسَهُ عَلَى هِجْرَانِ ذَنْبِهِ أَنْ لَا يَرْجِعَ إِلَى سَيِّئَةٍ ، فَهَذَا التَّائِبُ الْمُبَرَّزُ ، وَصِنْفٌ يُذْنِبُ وَيَنْدَمُ وَيُذْنِبُ وَيَحْزَنُ وَيُذْنِبُ وَيَبْكِي وَهُوَ يَشْتَهِي أَنْ يَكُونَ تَائِبًا فَهَذَا نَرْجُو لَهُ وَنَخَافُ عَلَيْهِ ، وَصِنْفٌ يُذْنِبُ وَلَا يَنْدَمُ وَيُذْنِبُ وَلَا يَحْزَنُ وَيُذْنِبُ وَلَا يَبْكِي فَهَذَا الْحَابِرُ النَّاسِي وَكَذَلِكَ هُمْ فِي الْمَوْقِفِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ : صِنْفٌ أُخِذَ بِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ رُكْبَانًا وَهُمُ الْوَفْدُ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ ، وَصِنْفٌ أُخِذَ بِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ مُشَاةً ، وَصِنْفٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ أُخِذَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ صُمًّا وَبُكْمًا وَعُمْيًا وَالنَّاسُ ثَلَاثَةٌ : زَاهِدٌ ، وَصَابِرٌ ، وَرَاغِبٌ ، فَأَمَّا الزَّاهِدُ فَقَدْ خَرَجَتِ الْأَحْزَانُ وَالْأَفْرَاحُ مِنْ صَدْرِهِ عَلَى مَتَاعِ هَذِهِ الْغُرُورِ ، فَهَذَا لَا يَحْزَنُ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا فَاتَهُ ، وَلَا يُبَالِي عَلَى يُسْرٍ أَصْبَحَ أَمْ عَلَى عُسْرٍ ، وَلَا يَفْرَحُ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا أَتَاهُ ، فَهَذَا الْمُبَرَّزُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ وَأَمَّا الصَّابِرُ فَهُوَ رَجُلٌ يَشْتَهِي الدُّنْيَا بِقَلْبِهِ وَيَتَمَنَّاهَا لِنَفْسِهِ ، وَإِذَا ظَفَرَ بِشَيْءٍ مِنْهَا أَلْجَمَ نَفْسَهُ مِنْهَا كَرَاهِيَةَ شَنَآنِهَا ، وَسُوءَ عَاقِبَتِهَا ، فَلَوْ تَطَّلِعُ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ تَعْجَبُ مِنْ نَزَاهَتِهِ وَعِفَّتِهِ وَصَبْرِهِ وَكَرَمِهِ وَأَمَّا الرَّاغِبُ فَإِنَّهُ لَا يُبَالِي مِنْ أَيْنَ جَاءَتْهُ الدُّنْيَا مِنْ مُحَرَّمِهَا ، لَا يُبَالِي مَا دَنَّسَ مِنْهَا عِرْضَهُ ، أَوْ ذَهَابُ مُرُوءَتِهِ ، أَوْ خُرُوجُ دِينِهِ ، أَوْ وَضْعٍ حَسَبُهُ ، فَهُمْ فِي غِرَّةٍ يَضْطَرِبُونَ ، وَهُمْ أَنْتَنُ مِنْ أَنْ يُذْكَرُوا لَا يَصْلُحُ إِلَّا أَنْ سُكِّرَ بِهِمُ الْأَسْوَدُ وَأَمَّا الْعَبِيدُ فَثَلَاثَةٌ : فَعَبْدٌ طَمِعٌ يَتَعَبَّدُ لِأَهْلِ الدُّنْيَا ، يَطَأُ أَعْقَابَهُمْ ، يَحْلِفُ بِجَنَائِهِمْ ، يَلْتَمِسُ فَضْلَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ لَيُصِيبَ شَيْئًا مِنْ دُنْيَاهُمُ اسْتَوْجَبَ الذُّلَّ فِي الدُّنْيَا وَالْعَذَابَ فِي الْآخِرَةِ ، وَعَبْدٌ أَذْنَبَ ذَنْبًا لَا يَدْرِي مَا اللَّهُ صَانِعٌ بِهِ فِيهِ فِيمَا أَعْطَى خَطَرَهُ ، وَعَبْدُ رَقٍّ يَنْتَظِرُ الْفَرَجَ وَأَمَّا الدُّنْيَا فَثَلَاثَةُ أَيَّامٍ : مَضَى أَمْسِ بِمَا فِيهِ فَلَا تَرْجُوهُ ، وَصَارَ الْيَوْمُ فِي يَدَيْكَ يَنْبَغِي أَنْ تَغْتَنِمَهُ ، وَغَدًا لَا تَدْرِي مِنْ أَهْلِهِ يَكُونُ أَمْ لَا ؟ فَأَمَّا أَمْسِ الْمَاضِي فَحَكِيمٌ مُؤَدِّبٌ ، وَأَمَّا الْيَوْمُ الْقَادِمُ عَلَيْهِ فَصَدِيقٌ مُوَدِّعٌ ، وَأَمَّا غَدًا فَلَيْسَ فِي يَدِكَ مِنْهُ إِلَّا أَمَلُهُ ، فَإِنْ كَانَ أَمْسِ الْمَاضِي فَعَجِّلْ بِنَفْسِكَ فَقَدْ أَبْقَى الْيَوْمُ فِي يَدِكَ حِكْمَةً يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَعْمَلَ بِهِ فَقَدْ كَانَ طَوِيلَ الْغَيبَةِ عَنْكَ ، وَهُوَ الْيَوْمَ سَرِيعُ الرِّحْلَةِ عَنْكَ فَأَمَّا غَدٌ فَلَيْسَ فِي يَدِكَ مِنْهُ إِلَّا أَمَلُهُ فَخُذِ النَّفَقَةَ بِالْعَمَلِ ، وَدَعِ الْغُرُورَ بِالْأَمَلِ "
حَدَّثَنِي خَالِي ، قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ الثَّقَفِيُّ ، قَالَ : ثنا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ ، قَالَ : ثنا يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ مَنْ ، سَمِعَ جُوَيْبِرَ ، عَنِ الضَّحَّاكِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : بَاتَ الْخَلَائِقُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ وَأَصْبَحَتِ الْخَلَائِقُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ ، وَكَذَلِكَ هُمْ فِي الْمَوْقِفِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ ، وَالنَّاسُ ثَلَاثَةٌ ، وَالْعَبِيدُ ثَلَاثَةٌ ، وَإِنَّمَا الدُّنْيَا ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ ، فَأَمَّا الْأَصْنَافُ الَّذِينَ بَاتُوا : فَصِنْفٌ بَاتُوا نِيَامًا ، وَصِنْفٌ قِيَامًا يُصَلُّونَ ، وَصِنْفٌ السَّبِيلَ يَقْطَعُونَ ، لَيْسَ لَهُمْ هِمَّةٌ إِلَّا شُرْبُهُ يُسِرُّونَ ، فَإِمَّا إِنْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْمُصَلِّينَ ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ السَّارِقِينَ وَأَصْبَحُوا عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ : فَصِنْفٌ مِنَ الذَّنْبِ تَائِبٌ مُوَطِّنٌ نَفْسَهُ عَلَى هِجْرَانِ ذَنْبِهِ أَنْ لَا يَرْجِعَ إِلَى سَيِّئَةٍ ، فَهَذَا التَّائِبُ الْمُبَرَّزُ ، وَصِنْفٌ يُذْنِبُ وَيَنْدَمُ وَيُذْنِبُ وَيَحْزَنُ وَيُذْنِبُ وَيَبْكِي وَهُوَ يَشْتَهِي أَنْ يَكُونَ تَائِبًا فَهَذَا نَرْجُو لَهُ وَنَخَافُ عَلَيْهِ ، وَصِنْفٌ يُذْنِبُ وَلَا يَنْدَمُ وَيُذْنِبُ وَلَا يَحْزَنُ وَيُذْنِبُ وَلَا يَبْكِي فَهَذَا الْحَابِرُ النَّاسِي وَكَذَلِكَ هُمْ فِي الْمَوْقِفِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ : صِنْفٌ أُخِذَ بِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ رُكْبَانًا وَهُمُ الْوَفْدُ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ ، وَصِنْفٌ أُخِذَ بِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ مُشَاةً ، وَصِنْفٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ أُخِذَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ صُمًّا وَبُكْمًا وَعُمْيًا وَالنَّاسُ ثَلَاثَةٌ : زَاهِدٌ ، وَصَابِرٌ ، وَرَاغِبٌ ، فَأَمَّا الزَّاهِدُ فَقَدْ خَرَجَتِ الْأَحْزَانُ وَالْأَفْرَاحُ مِنْ صَدْرِهِ عَلَى مَتَاعِ هَذِهِ الْغُرُورِ ، فَهَذَا لَا يَحْزَنُ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا فَاتَهُ ، وَلَا يُبَالِي عَلَى يُسْرٍ أَصْبَحَ أَمْ عَلَى عُسْرٍ ، وَلَا يَفْرَحُ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا أَتَاهُ ، فَهَذَا الْمُبَرَّزُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ وَأَمَّا الصَّابِرُ فَهُوَ رَجُلٌ يَشْتَهِي الدُّنْيَا بِقَلْبِهِ وَيَتَمَنَّاهَا لِنَفْسِهِ ، وَإِذَا ظَفَرَ بِشَيْءٍ مِنْهَا أَلْجَمَ نَفْسَهُ مِنْهَا كَرَاهِيَةَ شَنَآنِهَا ، وَسُوءَ عَاقِبَتِهَا ، فَلَوْ تَطَّلِعُ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ تَعْجَبُ مِنْ نَزَاهَتِهِ وَعِفَّتِهِ وَصَبْرِهِ وَكَرَمِهِ وَأَمَّا الرَّاغِبُ فَإِنَّهُ لَا يُبَالِي مِنْ أَيْنَ جَاءَتْهُ الدُّنْيَا مِنْ مُحَرَّمِهَا ، لَا يُبَالِي مَا دَنَّسَ مِنْهَا عِرْضَهُ ، أَوْ ذَهَابُ مُرُوءَتِهِ ، أَوْ خُرُوجُ دِينِهِ ، أَوْ وَضْعٍ حَسَبُهُ ، فَهُمْ فِي غِرَّةٍ يَضْطَرِبُونَ ، وَهُمْ أَنْتَنُ مِنْ أَنْ يُذْكَرُوا لَا يَصْلُحُ إِلَّا أَنْ سُكِّرَ بِهِمُ الْأَسْوَدُ وَأَمَّا الْعَبِيدُ فَثَلَاثَةٌ : فَعَبْدٌ طَمِعٌ يَتَعَبَّدُ لِأَهْلِ الدُّنْيَا ، يَطَأُ أَعْقَابَهُمْ ، يَحْلِفُ بِجَنَائِهِمْ ، يَلْتَمِسُ فَضْلَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ لَيُصِيبَ شَيْئًا مِنْ دُنْيَاهُمُ اسْتَوْجَبَ الذُّلَّ فِي الدُّنْيَا وَالْعَذَابَ فِي الْآخِرَةِ ، وَعَبْدٌ أَذْنَبَ ذَنْبًا لَا يَدْرِي مَا اللَّهُ صَانِعٌ بِهِ فِيهِ فِيمَا أَعْطَى خَطَرَهُ ، وَعَبْدُ رَقٍّ يَنْتَظِرُ الْفَرَجَ وَأَمَّا الدُّنْيَا فَثَلَاثَةُ أَيَّامٍ : مَضَى أَمْسِ بِمَا فِيهِ فَلَا تَرْجُوهُ ، وَصَارَ الْيَوْمُ فِي يَدَيْكَ يَنْبَغِي أَنْ تَغْتَنِمَهُ ، وَغَدًا لَا تَدْرِي مِنْ أَهْلِهِ يَكُونُ أَمْ لَا ؟ فَأَمَّا أَمْسِ الْمَاضِي فَحَكِيمٌ مُؤَدِّبٌ ، وَأَمَّا الْيَوْمُ الْقَادِمُ عَلَيْهِ فَصَدِيقٌ مُوَدِّعٌ ، وَأَمَّا غَدًا فَلَيْسَ فِي يَدِكَ مِنْهُ إِلَّا أَمَلُهُ ، فَإِنْ كَانَ أَمْسِ الْمَاضِي فَعَجِّلْ بِنَفْسِكَ فَقَدْ أَبْقَى الْيَوْمُ فِي يَدِكَ حِكْمَةً يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَعْمَلَ بِهِ فَقَدْ كَانَ طَوِيلَ الْغَيبَةِ عَنْكَ ، وَهُوَ الْيَوْمَ سَرِيعُ الرِّحْلَةِ عَنْكَ فَأَمَّا غَدٌ فَلَيْسَ فِي يَدِكَ مِنْهُ إِلَّا أَمَلُهُ فَخُذِ النَّفَقَةَ بِالْعَمَلِ ، وَدَعِ الْغُرُورَ بِالْأَمَلِ قَالَ سَعِيدٌ : هَذَا الْحَدِيثُ رَتَّبُوهُ وَدَبَّرُوهُ