Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/production/pages/hadith.php on line 215

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/production/pages/hadith.php on line 215
أرشيف الإسلام - موسوعة الحديث - حديث () - طبقات المحدثين بأصبهان لأبي الشيخ الأصبهاني حديث رقم: 483
  • 1953
  • سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عِيسَى الزَّاهِدَ , يَقُولُ : " تَعَلَّمْتُ هَذَا الدُّعَاءَ فِي الْمَنَامِ : يَا جَلِيلُ , يَا جَمِيلُ , يَا غَوْثُ , يَا غَيَّاثُ , يَا مُغِيثُ , يَا سَنَدُ , يَا مَنْ إِلَيْهِ الْمُسْتَنَدُ , يَا حَبِيبَ التَّائِبِينَ , يَا قُرَّةَ عَيْنِ الْعَابِدِينَ , يَا مُنْقِذَ الْغَرِقِينَ , يَا مُدْرِكَ الْهَارِبِينَ , أَسْأَلُكَ بِجَلَالِكَ , وَجَمَالِكَ , وَبِحَقِّكَ عَلَى الْمُصْطَفَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَوَعْدِكَ إِيَّاهُ أَنْ لَا تُسِيءَ بِهِ فِي أُمَّتِهِ , أَنْ تَصْرِفَ عَنْهُ الْبَلَاءَ وَالْعَذَابَ , اللَّهُمَّ اهْدِنَا مِنْ عِنْدِكَ , وَأَفِضِ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلِكَ , وَانْشُرْ عَلَيْنَا مِنْ رَحْمَتِكَ , وَأَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ , اللَّهُمَّ اكْفِنَا بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ , وَأَغْنِنَا بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ , وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يَفْتَقِرُ إِلَيْكَ , وَيَسْتَغْنِي بِكَ , اللَّهُمَّ اشْفِنَا بِشِفَائِكَ , وَدَاوِنَا بِدَوَائِكَ , وَعَافِنَا مِنْ بَلَائِكَ , وَثَبِّتْنَا بِرَحْمَتِكَ , وَأَيِّدْنَا بِقُوَّتِكَ , وَتَمِّمْ عَلَيْنَا نِعْمَتِكَ , وَهَبْنَا كَرَامَاتِكَ , اللَّهُمَّ أَغْنِنَا بِالتَّقْوَى , وَزَيِّنَّا بِالْحِلْمِ , وَارْفَعْنَا بِالْعِلْمِ , وَاسْتُرْنَا بِالْعَافِيَةِ , عَافِيَةٍ كَافِيَةٍ عَافِيَةٍ شَافِيَةٍ , ظَاهِرَةٍ بَاطِنَةٍ , يَتْبَعُهَا عَافِيَةٌ تَجُرُّ إِلَى عَافِيَةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ , اللَّهُمَّ هَبْ لَنَا أَنْفُسًا مُطْمَئِنَّةً , تُؤْمِنُ بِلِقَائِكَ , وَتَقْنَعُ بِعَطَائِكَ , وَتَرْضَى بِقَضَائِكَ , وَتَصْبِرُ عَلَى بَلَائِكَ , اللَّهُمَّ اجْمَعْ عَلَى الْهُدَى أَمْرَنَا , وَاجْعَلِ التَّقْوَى زَادَنَا , وَالْجَنَّةَ مَآبَنَا , اللَّهُمَّ قُلُوبُنَا وَنَوَاصِينَا بِيَدِكَ , لَمْ تُمُلِّكْنَا مِنْهَا شَيْئًا , فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ بِهِمَا فَاهْدِهِمَا إِلَى سَوَاءِ السَّبِيلِ , اللَّهُمَّ أَوْسِعْ لَنَا مِنَ الدُّنْيَا حَلَالًا , وَزَهِّدْنَا فِيهَا , وَلَا تُرَغِّبْنَا فِيهَا {{ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }} "

    فَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا , قَالَ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عِيسَى الزَّاهِدَ , يَقُولُ : تَعَلَّمْتُ هَذَا الدُّعَاءَ فِي الْمَنَامِ : يَا جَلِيلُ , يَا جَمِيلُ , يَا غَوْثُ , يَا غَيَّاثُ , يَا مُغِيثُ , يَا سَنَدُ , يَا مَنْ إِلَيْهِ الْمُسْتَنَدُ , يَا حَبِيبَ التَّائِبِينَ , يَا قُرَّةَ عَيْنِ الْعَابِدِينَ , يَا مُنْقِذَ الْغَرِقِينَ , يَا مُدْرِكَ الْهَارِبِينَ , أَسْأَلُكَ بِجَلَالِكَ , وَجَمَالِكَ , وَبِحَقِّكَ عَلَى الْمُصْطَفَى مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , وَوَعْدِكَ إِيَّاهُ أَنْ لَا تُسِيءَ بِهِ فِي أُمَّتِهِ , أَنْ تَصْرِفَ عَنْهُ الْبَلَاءَ وَالْعَذَابَ , اللَّهُمَّ اهْدِنَا مِنْ عِنْدِكَ , وَأَفِضِ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلِكَ , وَانْشُرْ عَلَيْنَا مِنْ رَحْمَتِكَ , وَأَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ , اللَّهُمَّ اكْفِنَا بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ , وَأَغْنِنَا بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ , وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يَفْتَقِرُ إِلَيْكَ , وَيَسْتَغْنِي بِكَ , اللَّهُمَّ اشْفِنَا بِشِفَائِكَ , وَدَاوِنَا بِدَوَائِكَ , وَعَافِنَا مِنْ بَلَائِكَ , وَثَبِّتْنَا بِرَحْمَتِكَ , وَأَيِّدْنَا بِقُوَّتِكَ , وَتَمِّمْ عَلَيْنَا نِعْمَتِكَ , وَهَبْنَا كَرَامَاتِكَ , اللَّهُمَّ أَغْنِنَا بِالتَّقْوَى , وَزَيِّنَّا بِالْحِلْمِ , وَارْفَعْنَا بِالْعِلْمِ , وَاسْتُرْنَا بِالْعَافِيَةِ , عَافِيَةٍ كَافِيَةٍ عَافِيَةٍ شَافِيَةٍ , ظَاهِرَةٍ بَاطِنَةٍ , يَتْبَعُهَا عَافِيَةٌ تَجُرُّ إِلَى عَافِيَةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ , اللَّهُمَّ هَبْ لَنَا أَنْفُسًا مُطْمَئِنَّةً , تُؤْمِنُ بِلِقَائِكَ , وَتَقْنَعُ بِعَطَائِكَ , وَتَرْضَى بِقَضَائِكَ , وَتَصْبِرُ عَلَى بَلَائِكَ , اللَّهُمَّ اجْمَعْ عَلَى الْهُدَى أَمْرَنَا , وَاجْعَلِ التَّقْوَى زَادَنَا , وَالْجَنَّةَ مَآبَنَا , اللَّهُمَّ قُلُوبُنَا وَنَوَاصِينَا بِيَدِكَ , لَمْ تُمُلِّكْنَا مِنْهَا شَيْئًا , فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ بِهِمَا فَاهْدِهِمَا إِلَى سَوَاءِ السَّبِيلِ , اللَّهُمَّ أَوْسِعْ لَنَا مِنَ الدُّنْيَا حَلَالًا , وَزَهِّدْنَا فِيهَا , وَلَا تُرَغِّبْنَا فِيهَا {{ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }} بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ : قَرَأْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي عِظَةَ : كِتَابٌ مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْعَبَّاسِ أَبِي عُثْمَانَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى : آنَسَ اللَّهُ يَا أَخِي وَحْشَتَكَ , وَسَكَّنَ رَوْعَتَكَ , وَسَتَرَ الَّذِي خِفْتَ كَشْفَهُ مِنْكَ , وَأَقَامَكَ مَقَامَ أَهْلِ الصِّدْقِ بِرَحْمَتِهِ , وَسَرَّكَ بِجَمِيعِ مَوَاهِبِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ , وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِهِ وَنَبِيِّهِ , وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ , الَّذِينَ طَهَّرَهُمُ اللَّهُ تَطْهِيرًا , وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ , وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا , وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا فَكَتَبَ إِلَيْهِ : مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى الْحَقِيرِ فِي نَفْسِهِ , الذَّلِيلِ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ , الْفَقِيرِ إِلَى رَحْمَةِ مَوْلَاهُ , إِلَى أَبِي عُثْمَانَ سَعِيدِ بْنِ الْعَبَّاسِ , أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِالتَّقْوَى , وَجَنَّبَهُ الرَّدَى , وَغَفَرَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ وَالْأُولَى , السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَخِي , تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيْبَةً , فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ , خَالِقَ الْخَلْقِ , وَوَلِيَّهُ , وَمُنْتَهَى الْحَمْدِ , وَهُوَ بِهِ لَمْ يَزَلْ , وَلَا يَزَالُ وَاحِدًا فِي مُلْكِهِ , مَاجِدًا فِي عِزِّهِ , أَحَدًا صَمَدًا {{ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ }} , سَبَقَتْ مَشِيئَتُهُ فِي خَلْقِهِ , خَلَقَ الْخَلْقَ كَمَا شَاءَ , وَدَبَّرَ الْأُمُورَ عَلَى مَا أَرَادَ , وَجَرَتِ الْمَقَادِيرُ عَلَى مَا أَحَبَّ , قَدَّرَ الْأَرْزَاقَ , وَوَقَّتَ الْآجَالَ , وَعَدَّ الْأَنْفَاسَ وَالْآثَارَ بِقَضَاءٍ , وَقَدَّرَ فِي عِلْمِهِ السَّابِقِ , لَا يُسْأَلُ رَبُّنَا جَلَّ جَلَالُهُ , وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ , وَلَا إِلَهَ غَيْرُهُ , {{ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ }} , خَصَّ مِنْ عِبَادِهِ بِفَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ قَوْمًا , جَعَلَهُمْ وَرَثَةَ الْأَنْبِيَاءِ , وَحَمَلَةَ الْعِلْمِ , أَزْهَدَهُمْ فِي الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ , وَأَرْغَبَهُمْ فِي الْآخِرَةِ الْبَاقِيَةِ , مَذْكُورِينَ فِي الْمَلَأِ الْأَعْلَى , مَحْبُوبِينَ فِي النَّاسِ , مَعْرُوفِينَ فِي الْآفَاقِ , يُحِبُّهُمْ مَنْ لَمْ يَرَهُمْ , وَيَذْكُرُهُمْ مَنْ لَمْ يُخَالِطْهُمْ , {{ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }} , جَعَلَكَ اللَّهُ يَا أَخِي مِنْهُمْ , وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى خَيْرِ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ , أَكْرَمِ الْأَنْبِيَاءِ , وَأَفْضَلِ الْمُرْسَلِينَ فِي الْخَلْقِ , أَوَّلِ الْأَنْبِيَاءِ فِي الْبَعْثِ , آخِرِ الْأَنْبِيَاءِ , مُحَمَّدٍ عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ , وَالنَّجِيبِ الْمُرْتَضَى , خَاتَمِ الْأَنْبِيَاءِ , وَالنُّورِ السَّاطِعِ , وَالْمِصْبَاحِ الْوَاقِدِ , وَالضِّيَاءِ الْأَبْلَجِ , وَالسَّبِيلِ الْمَنْهَجِ , وَالدَّلِيلِ عَلَى الْمَخْرَجِ , وَالْقَائِدِ إِلَى الْحَقِّ , وَالدَّاعِي إِلَى اللَّهِ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ , ذَاكَ السَّيِّدُ الْمُسَّودُ , أَشَدُّ الْعَرَبِ , وَأَكْرِمُ النَّسَبِ , الْقُرَشِيُّ الْهَاشِمِيُّ , الْمَكِّيُّ الْمَدَنِيُّ , الشَّافِعُ وَالْمُشَفَّعُ , الصَّادِقُ الْمُصَدَّقُ , النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ , الْمَعْرُوفُ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ الَّذِي {{ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }} , حَبِيبُ رَبِّ الْعَالَمِينَ كَمَا وَصَفَهُ {{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }} صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ , وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الْأَخْيَارِ , أَفْضَلَ وَأَطْهَرَ وَأَزْكَى صَلَاةٍ , صَلَّاهَا عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ , وَعَلَى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ , وَالْمَلَائِكَةِ الْمَخْصُوصِينَ بِطَاعَتِهِ . أَمَّا بَعْدُ , حَفِظَكَ اللَّهُ يَا أَخِي حِفْظَ الْعَامِلِينَ بِطَاعَتِهِ , الْمُوفِينَ بِعَهْدِهِ , الْمُقِيمِينَ لِحُدُودِهِ , الْقَائِمِينَ بِحَقِّهِ , الزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا , الرَّاغِبِينَ فِي الْآخِرَةِ , الْمُجْتَهِدِينَ فِي الْعِبَادَةِ , الْمُقِيمِينَ عَلَى سُنَّةِ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , حَتَّى يَجْعَلَ دَرَجَتَكَ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ مَعَ الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ الْمَسْطُورِ , وَكَلَامِهِ الشِّفَاءِ , وَالْحَقِّ الْمُبِينِ , وَهُوَ خَيْرُ الْقَائِلِينَ {{ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ( ) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا }} جَعَلَكَ اللَّهُ مِنْهُمْ , فَإِنْ تَفْعَلْ فَقَدْ عَظُمَتْ بِهَا النِّعْمَةُ , وَإِلَّا فَهُوَ الْهَلَاكُ , قَدْ كُنْتُ يَا أَخِي أَسْمَعُ بِذِكْرِكَ , وَقَدْ مَرَرْتُ بِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , فَجَعَلْتُ أَسْتَعْذِرُ نَفْسِي أَنْ أُسَائِلَ مِثْلَكَ مَعَ مَا ارْتَكَبْتُ مِنَ الذُّنُوبِ , وَلَا أَزْدَادُ إِلَّا شَرًّا وَقَدْ أَخْبَرَنَا بَعْضُ الْمَشَايِخِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ : أَقِلُّوا مِنْ مَعْرِفَةِ الصَّالِحِينَ أَنْ لَا تَفْتَضِحُوا فِي أَعْيُنِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , لَا أَخْلَفَ اللَّهُ ظَنَّكَ , وَلَا قَطَعَ رَجَاءَكَ , وَلَا فَضَحَنِي فِي عَيْنَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَمَا ذَكَرْتَ فِي كِتَابِكَ مِنْ أَمْرِ الْعَدُوِّ فَمَقْصُومٌ وَمَخْذُولٌ , وَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ جَلَّ وَجْهُهُ , أَنْ لَا يَقْوَى الْمَخْلُوقُ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ إِلَّا بِمَعُونَتِهِ , وَالْعَدُوُّ مُسَلَّطٌ , فَإِنْ سُلِّطَ كَانَ لَهُ سُلْطَانٌ , وَلَا رَادَّ لِقَضَائِهِ , وَإِنْ عَصَمَ الْعَبْدَ فَالْعَدُوُّ ذَلِيلٌ حَقِيرٌ , وَنَسْتَعِينُ بِاللَّهِ بِالْكَلِمَةِ الَّتِي أَلْهَمَهَا اللَّهُ حَمَلَةَ الْعَرْشِ , لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ , وَاعْلَمْ يَا أَخِي أَنَّكَ فِي الزَّمَانِ الَّذِي وَصَفَهُ اللَّهُ فَقَالَ : {{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ }} , وَالزَّمَانِ الَّذِي لَا تَدْرِي ذَا الْمَالِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَ مَالَهُ , أَمِنْ حَلَالٍ أَمْ مِنْ حَرَامٍ , يَأْكُلُ الرِّبَا , فَإِنْ لَمْ يَأْكُلْ أَصَابَهُ مِنْ غُبَارِهِ , وَالزَّمَانِ الَّذِي قَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يُكَذَّبُ فِيهِ الصَّادِقُ , وَيُصَدَّقُ فِيهِ الْكَاذِبُ , وَالزَّمَانِ الَّذِي كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَالتَّابِعُونَ يَخَافُونَهُ , فَقَدِ ابْتُلِينَا بِكَثْرَةِ الْهَوَى وَالْخُصُومَاتِ فِي اللَّهِ , وَالْمُجَادَلَةِ فِي الْقُرْآنِ , وَقَدْ أُمِيتَتِ السُّنَنُ , وَأُحْيِيَتِ الْبِدَعُ , وَأَرْجُو , إِنْ شَاءَ اللَّهُ , لَوْ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ فِي الدُّنْيَا إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ لَكَانَ أَكْثَرَ , لِأَنَّهُ دِينُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ , الَّذِي أَظْهَرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ , وَقَدْ يَنْبَغِي يَا أَخِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَعْرِفَ أَهْلَ زَمَانِهِ , وَلَا يَأْتَمِنَ عَلَى دِينِهِ أَحَدًا , فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَلِمَ أَنَّهُ خُلِقَ وَحْدَهُ , وَيَمُوتُ وَحْدَهُ , وَيُحَاسَبُ وَحْدَهُ , وَمَا قَدِّرَ اللَّهُ لَهُ مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا لَا يَحْمِلُهُ عَنْهُ غَيْرُهُ , يَكُونُ حَذِرًا , وَيَتَوَقَّعُ رَسُولَ رَبِّ الْعَالَمِينَ عِنْدَ كُلِّ نَفَسٍ , وَعِنْدَ كُلِّ كَلِمَةٍ , وَعِنْدَ كُلِّ خُطْوَةٍ , وَالدُّنْيَا مَيْدَانُ اللَّهِ , وَالْمُؤْمِنُونَ خَيْلُ اللَّهِ , الْيَوْمَ الْمِضْمَارُ , وَغَدًا السِّبَاقُ , وَلَا يُجَاوِزُ الصِّرَاطَ إِلَّا كُلُّ ضَامِرٍ مَهْزُولٍ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ , وَاعْلَمْ يَا أَخِي أَنَّ الْأَمْرَ جِدٌّ لَيْسَ بِالْهَزْلِ , وَاسْأَلِ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ مُرَافَقَتَكَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَعُمَرَ الْفَارُوقِ , وَمَعَ عُثْمَانَ ذِي النُّورَيْنِ , وَمَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَخِي رَسُولِ اللَّهِ , وَابْنِ عَمِّهِ خَتَنِ رَسُولِهِ , وَسَيْفِ رَسُولِهِ , يُبَارِزُ الْأَقْرَانَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَهَؤُلَاءِ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ , الَّذِينَ عَمِلُوا بِطَاعَةِ اللَّهِ وَبِكِتَابِهِ , وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ

    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات