عَنْ أَبِيهِ قُرَّةَ قَالَ : لَمَّا كَانَ أَيَّامُ الْقَادِسِيَّةِ بَعَثَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ إِلَى صَاحِبِ فَارِسٍ فَقَالَ : ابْعَثُوا مَعِي عَشَرَةً ، قَالَ : فَشَدَّ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ وَأَخَذَ مَعَهُ جَحْفَةً ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى أَتَوْهُ ، فَقَالَ لِلْقَوْمِ : أَلْقُوا إِلَيَّ بُرْنُسًا فَجَلَسَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ الْعِلْجُ : إِنَّكُمْ مَعَاشِرَ الْعَرَبِ قَدْ عَرَفْتُ الَّذِي حَمَلَكُمْ عَلَى الْجِيئَةِ إِلَيْنَا ، أَنْتُمْ قَوْمٌ لَا تَجِدُونَ فِي بِلَادِكُمْ مِنَ الطَّعَامِ مَا تَشْبَعُونَ مِنْهُ ، فَخُذُوا نُعْطِكُمْ مِنَ الطَّعَامِ حَاجَتَكُمْ ، فَإِنَّا قَوْمٌ مَجُوسٌ وَإِنَّا نَكْرَهُ قَتْلَكُمْ ، إِنَّكُمْ تَتَحَسُّونَ عَلَيْنَا أَرْضَنَا ، فَقَالَ الْمُغِيرَةُ : وَاللَّهِ مَا ذَاكَ جَاءَ بِنَا ، وَلَكِنَّا كُنَّا قَوْمًا نَعْبُدُ الْحِجَارَةَ وَالْأَوْثَانَ ، فَإِذَا رَأَيْنَا حَجَرًا أَحْسَنَ مِنْ حَجَرٍ أَلْقَيْنَاهُ وَأَخَذْنَا غَيْرَهُ ، وَلَا نَعْرِفُ رَبًّا حَتَّى " بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِنَا " فَدَعَانَا إِلَى الْإِسْلَامِ فَاتَّبَعْنَاهُ ، وَأَمَرَنَا بِقِتَالِ عَدُوِّنَا مِمَّنْ تَرَكَ الْإِسْلَامَ " ، وَلَمْ نَجِئْ لِلطَّعَامِ وَلَكِنْ جِئْنَا نَقْتُلُ مُقَاتِلَتَكُمْ وَنَسْبِي ذَرَارِيَّكُمْ ، فَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الطَّعَامِ ، فَإِنَّا كُنَّا لَعَمْرِي لَا نَجْدُ مِنَ الطَّعَامِ مَا نَشْبَعُ بِهِ ، وَرُبَّمَا لَمْ نَجِدْ رِيًّا مِنَ الْمَاءِ أَحْيَانًا ، فَجِئْنَا إِلَى أَرْضِكُمْ هَذِهِ فَوَجَدْنَا فِيهَا طَعَامًا كَثِيرًا ، فَلَا وَاللَّهِ لَا نَبْرَحُهَا حَتَّى تَكُونَ لَنَا أَوْ لَكُمْ ، قَالَ الْعِلْجُ بِالْفَارِسِيَّةِ : صَدَقَ ، وَأَنْتَ تُفْقَأُ عَيْنُكَ غَدًا بِالْقَادِسِيَّةِ ، فَفُقِئَتْ عَيْنُهُ مِنَ الْغَدِ ، أَصَابَتْهُ نُشَّابَةٌ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُذُوعِيُّ الْقَاضِي ، وَدَاوُدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الْمَرْوَزِيُّ ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ قَالُوا : ثنا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، ثنا حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ ، حَدَّثَنِي أَبُو إِيَاسٍ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ قُرَّةَ قَالَ : لَمَّا كَانَ أَيَّامُ الْقَادِسِيَّةِ بَعَثَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ إِلَى صَاحِبِ فَارِسٍ فَقَالَ : ابْعَثُوا مَعِي عَشَرَةً ، قَالَ : فَشَدَّ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ وَأَخَذَ مَعَهُ جَحْفَةً ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى أَتَوْهُ ، فَقَالَ لِلْقَوْمِ : أَلْقُوا إِلَيَّ بُرْنُسًا فَجَلَسَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ الْعِلْجُ : إِنَّكُمْ مَعَاشِرَ الْعَرَبِ قَدْ عَرَفْتُ الَّذِي حَمَلَكُمْ عَلَى الْجِيئَةِ إِلَيْنَا ، أَنْتُمْ قَوْمٌ لَا تَجِدُونَ فِي بِلَادِكُمْ مِنَ الطَّعَامِ مَا تَشْبَعُونَ مِنْهُ ، فَخُذُوا نُعْطِكُمْ مِنَ الطَّعَامِ حَاجَتَكُمْ ، فَإِنَّا قَوْمٌ مَجُوسٌ وَإِنَّا نَكْرَهُ قَتْلَكُمْ ، إِنَّكُمْ تَتَحَسُّونَ عَلَيْنَا أَرْضَنَا ، فَقَالَ الْمُغِيرَةُ : وَاللَّهِ مَا ذَاكَ جَاءَ بِنَا ، وَلَكِنَّا كُنَّا قَوْمًا نَعْبُدُ الْحِجَارَةَ وَالْأَوْثَانَ ، فَإِذَا رَأَيْنَا حَجَرًا أَحْسَنَ مِنْ حَجَرٍ أَلْقَيْنَاهُ وَأَخَذْنَا غَيْرَهُ ، وَلَا نَعْرِفُ رَبًّا حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِنَا فَدَعَانَا إِلَى الْإِسْلَامِ فَاتَّبَعْنَاهُ ، وَأَمَرَنَا بِقِتَالِ عَدُوِّنَا مِمَّنْ تَرَكَ الْإِسْلَامَ ، وَلَمْ نَجِئْ لِلطَّعَامِ وَلَكِنْ جِئْنَا نَقْتُلُ مُقَاتِلَتَكُمْ وَنَسْبِي ذَرَارِيَّكُمْ ، فَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الطَّعَامِ ، فَإِنَّا كُنَّا لَعَمْرِي لَا نَجْدُ مِنَ الطَّعَامِ مَا نَشْبَعُ بِهِ ، وَرُبَّمَا لَمْ نَجِدْ رِيًّا مِنَ الْمَاءِ أَحْيَانًا ، فَجِئْنَا إِلَى أَرْضِكُمْ هَذِهِ فَوَجَدْنَا فِيهَا طَعَامًا كَثِيرًا ، فَلَا وَاللَّهِ لَا نَبْرَحُهَا حَتَّى تَكُونَ لَنَا أَوْ لَكُمْ ، قَالَ الْعِلْجُ بِالْفَارِسِيَّةِ : صَدَقَ ، وَأَنْتَ تُفْقَأُ عَيْنُكَ غَدًا بِالْقَادِسِيَّةِ ، فَفُقِئَتْ عَيْنُهُ مِنَ الْغَدِ ، أَصَابَتْهُ نُشَّابَةٌ