• 1239
  • عَنِ ابْنِ عُمَرَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، خَرَجَ فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَخْرُجُ فِيهَا ، ثُمَّ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ لَهُ : " مَا أَخْرَجَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ؟ " ، قَالَ : أَخْرَجَنِي الْجُوعُ ، قَالَ : " وَأَنَا أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكَ " ، قَالَ : ثُمَّ خَرَجَ عُمَرُ ، فَقَالَ لَهُ : " مَا أَخْرَجَكَ يَا عُمَرُ ؟ " ، قَالَ : أَخْرَجَنِي وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ الْجُوعُ ، ثُمَّ سَارَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَهُمْ : " انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى مَنْزِلِ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ " ، فَانْطَلَقُوا فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى مَنْزِلِ أَبِي الْهَيْثَمِ ، قَالَتِ امْرَأَتُهُ : إِنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ قَدْ ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ الْمَاءِ ، فَدُورُوا إِلَى الْحَائِطِ ، فَفَتَحَتْ لَهُمْ بَابَ الْحَائِطِ فَجَلَسُوا ، فَجَاءَ أَبُو الْهَيْثَمِ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ : تَدْرِي مَنْ عِنْدَكَ ؟ ، فَقَالَ : لَا ، فَقَالَتْ : عِنْدَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ ، فَدَخَلَ فَعَلَّقَ فَرَسَهُ عَلَى نَخْلَةٍ ، ثُمَّ أَتَاهُمْ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ حَيَّى وَرَحَّبَ ، ثُمَّ أَتَى مِخْرَفًا لَهُ فَأَتَى عَذْقًا فَاخْتَرَفَ لَهُمْ رُطَبًا ، فَأَتَاهُمْ بِهِ فَصَبَّهُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ، ثُمَّ إِنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ أَهْوَى إِلَى غُنَيْمَةٍ لَهُ فِي نَاحِيَةِ الْحَائِطِ لَيَذْبَحَ لَهُمْ مِنْهَا شَاةً ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَمَّا ذَاتُ دَرٍّ فَلَا " ، فَأَخَذَ شَاةً فَذَبَحَهَا وَسَلَخَهَا وَقَطَّعَهَا أَعْضَاءً فَطَبَخَهَا بِالْمَاءِ وَالْمِلْحِ ، ثُمَّ أَتَى امْرَأَتَهُ فَسَأَلَهَا : هَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ ؟ ، فَقَالَتْ : نَعَمْ ، عِنْدَنَا شَيْءٌ مِنْ شَعِيرٍ كُنَّا نُؤَخِّرُهُ ، فَطَحَنَاهُ بَيْنَهُمَا ، ثُمَّ عَجَنَتْهُ وَخَبَزَتْهُ ، فَكَسَرَهُ أَبُو الْهَيْثَمِ وَأَكْفَأَ عَلَيْهِ ذَلِكَ اللَّحْمَ الَّذِي طَبَخَهُ ، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ فَأَكَلُوا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا أَبَا الْهَيْثَمِ أَمَا لَكَ مِنْ خَادِمٍ ؟ " ، قَالَ : لَا ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، مَا لَنَا خَادِمٌ ، قَالَ : " فَإِذَا بَلَغَكَ أَنَّهُ جَاءَنَا سَبْيٌ فَائْتِنَا نَخْدِمُكَ " ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ فَأَتَاهُ أَبُو الْهَيْثَمِ ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ غُلَامَانِ ، أَوْ قَالَ : وَصِيفَانِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا أَبَا الْهَيْثَمِ اخْتَرْ مِنْهُمَا " ، أَوْ قَالَ : " تَخَايَرْ مِنْهُمَا " ، فَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ خِرْ لِي ، فَاحْتَاطَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى حَسَرَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ ، وَقَالَ : " الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ يَا أَبَا الْهَيْثَمِ خُذْ هَذَا " ، فَلَمَّا وَلَّى بِهِ أَبُو الْهَيْثَمِ ، قَالَ : " يَا أَبَا الْهَيْثَمِ أَحْسِنْ إِلَيْهِ ، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ يُصَلِّي " ، قَالَ : نَعَمْ ، نُطْعِمُهُ مِمَّا نَأْكُلُ وَنُلْبِسُهُ مِمَّا نَلْبَسُ ، وَلَا نُكَلِّفُهُ مِنَ الْعَمَلِ مَا لَا يُطِيقُ ، فَانْطَلَقَ أَبُو الْهَيْثَمِ إِلَى أَهْلِهِ فَفَرِحُوا بِهِ فَرَحًا شَدِيدًا وَقَالُوا : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَزَقَنَا خَادِمًا يَخْدِمُنَا وَيُعِينُنَا عَلَى ضَيْعَتِنَا ، فَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَوْصَانِي بِهِ ، قَالَتِ امْرَأَتُهُ : نَعَمْ ، نُطْعِمُهُ مِمَّا نَأْكُلُ وَنُلْبِسُهُ مِمَّا نَلْبَسُ ، وَلَا نُكَلِّفُهُ مِنَ الْعَمَلِ مَا لَا يُطِيقُ ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَانِي بِهِ ، قَالَتِ امْرَأَتُهُ : سُبْحَانَ اللَّهِ خَادِمٌ أَخْدَمَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ تُرِيدُ أَنْ تَحْرِمَنَاهُ ؟ ، فَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ لِلْغُلَامِ : أَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ ، فَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تُقِيمَ مَعَنَا نُطْعِمْكَ مِمَّا نَأْكُلُ وَنُلْبِسْكَ مِمَّا نَلْبَسُ وَلَا نُكَلِّفْكَ مِنَ الْعَمَلِ إِلَّا مَا تُطِيقُ ، وَإِنْ شِئْتَ فَاذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ

    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلَابِيُّ ، ثنا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّيرِينِيُّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، خَرَجَ فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَخْرُجُ فِيهَا ، ثُمَّ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ لَهُ : مَا أَخْرَجَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ؟ ، قَالَ : أَخْرَجَنِي الْجُوعُ ، قَالَ : وَأَنَا أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكَ ، قَالَ : ثُمَّ خَرَجَ عُمَرُ ، فَقَالَ لَهُ : مَا أَخْرَجَكَ يَا عُمَرُ ؟ ، قَالَ : أَخْرَجَنِي وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ الْجُوعُ ، ثُمَّ سَارَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَهُمْ : انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى مَنْزِلِ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ ، فَانْطَلَقُوا فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى مَنْزِلِ أَبِي الْهَيْثَمِ ، قَالَتِ امْرَأَتُهُ : إِنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ قَدْ ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ الْمَاءِ ، فَدُورُوا إِلَى الْحَائِطِ ، فَفَتَحَتْ لَهُمْ بَابَ الْحَائِطِ فَجَلَسُوا ، فَجَاءَ أَبُو الْهَيْثَمِ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ : تَدْرِي مَنْ عِنْدَكَ ؟ ، فَقَالَ : لَا ، فَقَالَتْ : عِنْدَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ ، فَدَخَلَ فَعَلَّقَ فَرَسَهُ عَلَى نَخْلَةٍ ، ثُمَّ أَتَاهُمْ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ حَيَّى وَرَحَّبَ ، ثُمَّ أَتَى مِخْرَفًا لَهُ فَأَتَى عَذْقًا فَاخْتَرَفَ لَهُمْ رُطَبًا ، فَأَتَاهُمْ بِهِ فَصَبَّهُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ، ثُمَّ إِنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ أَهْوَى إِلَى غُنَيْمَةٍ لَهُ فِي نَاحِيَةِ الْحَائِطِ لَيَذْبَحَ لَهُمْ مِنْهَا شَاةً ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَّا ذَاتُ دَرٍّ فَلَا ، فَأَخَذَ شَاةً فَذَبَحَهَا وَسَلَخَهَا وَقَطَّعَهَا أَعْضَاءً فَطَبَخَهَا بِالْمَاءِ وَالْمِلْحِ ، ثُمَّ أَتَى امْرَأَتَهُ فَسَأَلَهَا : هَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ ؟ ، فَقَالَتْ : نَعَمْ ، عِنْدَنَا شَيْءٌ مِنْ شَعِيرٍ كُنَّا نُؤَخِّرُهُ ، فَطَحَنَاهُ بَيْنَهُمَا ، ثُمَّ عَجَنَتْهُ وَخَبَزَتْهُ ، فَكَسَرَهُ أَبُو الْهَيْثَمِ وَأَكْفَأَ عَلَيْهِ ذَلِكَ اللَّحْمَ الَّذِي طَبَخَهُ ، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ فَأَكَلُوا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَبَا الْهَيْثَمِ أَمَا لَكَ مِنْ خَادِمٍ ؟ ، قَالَ : لَا ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، مَا لَنَا خَادِمٌ ، قَالَ : فَإِذَا بَلَغَكَ أَنَّهُ جَاءَنَا سَبْيٌ فَائْتِنَا نَخْدِمُكَ ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ فَأَتَاهُ أَبُو الْهَيْثَمِ ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ غُلَامَانِ ، أَوْ قَالَ : وَصِيفَانِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَبَا الْهَيْثَمِ اخْتَرْ مِنْهُمَا ، أَوْ قَالَ : تَخَايَرْ مِنْهُمَا ، فَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ خِرْ لِي ، فَاحْتَاطَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى حَسَرَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ ، وَقَالَ : الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ يَا أَبَا الْهَيْثَمِ خُذْ هَذَا ، فَلَمَّا وَلَّى بِهِ أَبُو الْهَيْثَمِ ، قَالَ : يَا أَبَا الْهَيْثَمِ أَحْسِنْ إِلَيْهِ ، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ يُصَلِّي ، قَالَ : نَعَمْ ، نُطْعِمُهُ مِمَّا نَأْكُلُ وَنُلْبِسُهُ مِمَّا نَلْبَسُ ، وَلَا نُكَلِّفُهُ مِنَ الْعَمَلِ مَا لَا يُطِيقُ ، فَانْطَلَقَ أَبُو الْهَيْثَمِ إِلَى أَهْلِهِ فَفَرِحُوا بِهِ فَرَحًا شَدِيدًا وَقَالُوا : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَزَقَنَا خَادِمًا يَخْدِمُنَا وَيُعِينُنَا عَلَى ضَيْعَتِنَا ، فَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَوْصَانِي بِهِ ، قَالَتِ امْرَأَتُهُ : نَعَمْ ، نُطْعِمُهُ مِمَّا نَأْكُلُ وَنُلْبِسُهُ مِمَّا نَلْبَسُ ، وَلَا نُكَلِّفُهُ مِنَ الْعَمَلِ مَا لَا يُطِيقُ ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَانِي بِهِ ، قَالَتِ امْرَأَتُهُ : سُبْحَانَ اللَّهِ خَادِمٌ أَخْدَمَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ تُرِيدُ أَنْ تَحْرِمَنَاهُ ؟ ، فَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ لِلْغُلَامِ : أَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ ، فَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تُقِيمَ مَعَنَا نُطْعِمْكَ مِمَّا نَأْكُلُ وَنُلْبِسْكَ مِمَّا نَلْبَسُ وَلَا نُكَلِّفْكَ مِنَ الْعَمَلِ إِلَّا مَا تُطِيقُ ، وَإِنْ شِئْتَ فَاذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ

    يستعذب: العذب : الماء الطيب الذي لا ملوحة فيه
    مخرفا: المخرف : بستان النخل المثمر
    عذقا: العَذْق بالفتح : النَّخْلة ، وبالكسر : العُرجُون بما فيه من الشَّمارِيخ ، ويُجْمع على عِذَاقٍ
    سبي: السبي : الأسرى من النساء والأطفال
    خر: خِر : اخْتَرْ
    ولى: ولى : انصرف
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات