قَالَ أَبُو الْيَسَرِ الْأَنْصَارِيُّ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَتَاهُ أَبُو عَامِرٍ الْأَشْعَرِيُّ ، فَقَالَ : بَعَثَنِي فِي كَذَا وَكَذَا ، ثُمَّ أَتَيْتُ مُؤْتَةَ ، فَلَمَّا صَفَّ الْقَوْمُ رَكِبَ جَعْفَرٌ فَرَسَهُ وَلَبِسَ الدِّرْعَ وَأَخَذَ اللِّوَاءَ وَمَشَى حَتَّى أَتَى الْقَوْمَ ، ثُمَّ نَادَى : مَنْ يُبَلِّغُ هَذِهِ صَاحِبَهَا ؟ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : أَنَا ، فَبَعَثَ بِهَا ثُمَّ تَقَدَّمَ فَضَرَبَ بِسَيْفِهِ حَتَّى قُتِلَ ، فَتَحَدَّرَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُمُوعًا ، فَصَلَّى بِنَا الظُّهْرَ ، ثُمَّ دَخَلَ وَلَمْ يُكَلِّمْنَا ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الْعَصْرُ فَخَرَجَ فَصَلَّى ، ثُمَّ دَخَلَ وَلَمْ يُكَلِّمْنَا ، فَفَعَلَ كَذَلِكَ فِي الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فَدَخَلَ وَلَا يُكَلِّمُنَا ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا فِي الْفَجْرِ فِي السَّاعَةِ الَّتِي كَانَ يَخْرُجُ فِيهَا ، وَأَنَا وَأَبُو عَامِرٍ الْأَشْعَرِيُّ جُلُوسٌ فَجَلَسَ بَيْنَنَا وَقَالَ : " أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ رُؤْيَا رَأَيْتُهَا ؟ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ جَعْفَرًا ذَا جَنَاحَيْنِ مُضَرَّجَيْنِ بِالدِّمَاءِ ، وَزَيْدٌ مُقَابِلَهُ ، وَابْنُ رَوَاحَةَ مَعَهُمْ كَأَنَّهُ يُعْرِضُ عَنْهُمْ ، وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ ، إِنَّ جَعْفَرًا حِينَ تَقَدَّمَ فَرَأَى الْقَتْلَ لَمْ يَصْرِفْ وَجْهَهُ ، وَزَيْدٌ كَذَلِكَ ، وَابْنُ رَوَاحَةَ صَرَفَ وَجْهَهُ "
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ ، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ ، حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ دِينَارٍ ، ثنا سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ ، قَالَ : قَالَ أَبُو الْيَسَرِ الْأَنْصَارِيُّ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَتَاهُ أَبُو عَامِرٍ الْأَشْعَرِيُّ ، فَقَالَ : بَعَثَنِي فِي كَذَا وَكَذَا ، ثُمَّ أَتَيْتُ مُؤْتَةَ ، فَلَمَّا صَفَّ الْقَوْمُ رَكِبَ جَعْفَرٌ فَرَسَهُ وَلَبِسَ الدِّرْعَ وَأَخَذَ اللِّوَاءَ وَمَشَى حَتَّى أَتَى الْقَوْمَ ، ثُمَّ نَادَى : مَنْ يُبَلِّغُ هَذِهِ صَاحِبَهَا ؟ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : أَنَا ، فَبَعَثَ بِهَا ثُمَّ تَقَدَّمَ فَضَرَبَ بِسَيْفِهِ حَتَّى قُتِلَ ، فَتَحَدَّرَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ دُمُوعًا ، فَصَلَّى بِنَا الظُّهْرَ ، ثُمَّ دَخَلَ وَلَمْ يُكَلِّمْنَا ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الْعَصْرُ فَخَرَجَ فَصَلَّى ، ثُمَّ دَخَلَ وَلَمْ يُكَلِّمْنَا ، فَفَعَلَ كَذَلِكَ فِي الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فَدَخَلَ وَلَا يُكَلِّمُنَا ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا فِي الْفَجْرِ فِي السَّاعَةِ الَّتِي كَانَ يَخْرُجُ فِيهَا ، وَأَنَا وَأَبُو عَامِرٍ الْأَشْعَرِيُّ جُلُوسٌ فَجَلَسَ بَيْنَنَا وَقَالَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ رُؤْيَا رَأَيْتُهَا ؟ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ جَعْفَرًا ذَا جَنَاحَيْنِ مُضَرَّجَيْنِ بِالدِّمَاءِ ، وَزَيْدٌ مُقَابِلَهُ ، وَابْنُ رَوَاحَةَ مَعَهُمْ كَأَنَّهُ يُعْرِضُ عَنْهُمْ ، وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ ، إِنَّ جَعْفَرًا حِينَ تَقَدَّمَ فَرَأَى الْقَتْلَ لَمْ يَصْرِفْ وَجْهَهُ ، وَزَيْدٌ كَذَلِكَ ، وَابْنُ رَوَاحَةَ صَرَفَ وَجْهَهُ