لَمَّا قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بِرِسَالَةِ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ ، أَوْ : عَلِيِّ بْنِ عَوْفٍ ، قَالَ : فَلَقِيَ عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ ، قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُصَيِّرَ الْجَارُودَ بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ : بَيْنَ أَنْ أُقَدِّمَهُ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ ، وَبَيْنَ أَنْ أُسْنِدَهُ إِلَى الشَّامِ ، وَبَيْنَ أَنْ أَحْبِسَهُ عِنْدِي مُهَانًا مُقْصَيًا ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ : وَرُبَّمَا قَالَ : مُقْصًى ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا نَزَلْتُ لَهُ مُتَحَيِّزًا ، ثُمَّ مَالَ إِلَى الْجَارُودِ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ ، قَالَ : فَقَالَ الْجَارُودُ : وَيْلٌ كُلُّهُنَّ لِي خَيْرَةٌ ، إِمَّا أَنْ يُقَدِّمُنِيَ فَيَضْرِبَ عُنُقِي ، فَوَاللَّهِ مَا كَانَ لِيُؤَنِّبَنِي عَلَى نِعْمَةٍ ، وَإِمَّا أَنْ يُسْنِدَنِي إِلَى الشَّامِ فَأَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ ، وَإِمَّا أَنْ يَحْبِسَنِي عِنْدَهُ مُهَانًا مُقْصَيًا ، فَوَاللَّهِ مَا فِي جِوَارٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَزْوَاجِهِ مَا أَكْرَهُ ، قَالَ : فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى عُمَرَ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، اسْتَعْمَلْتَ عَلَيْنَا مَنْ يَشْرَبُ الْخَمْرَ ، فَقَالَ : مَنْ شُهُودُكَ ؟ قَالَ : أَبُو هُرَيْرَةَ ، قَالَ : خَتْنُكَ خَتْنُكَ ؟ ، قَالَ الْأَنْصَارِيُّ : وَكَانَتْ أُخْتُ الْجَارُودِ تَحْتَ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَأُوجِعَنَّ مَتْنَهُ بِالسَّوْطِ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ : مَا ذَاكَ فِي الْحَقِّ أَنْ يَشْرَبَ خَتْنُكَ وَتَجْلِدَ خَتْنِي ، قَالَ : وَمَنْ قَالَ : عَلْقَمَةُ ، فَشَهِدُوا عِنْدَهُ ، فَأَمَرَ بِجَلْدِهِ ، وَقَالَ : مَا حَبَيْتُ فِي إِمَارَتِي أَحَدًا مُنْذُ وُلِّيتُ غَيْرَهُ ، فَمَا بُورِكَ لِي فِيهِ ، فَاذْهَبُوا فَاجْلِدُوهُ
حَدَّثَنَا الْأَنْصَارِيِّ ، ثنا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، أَنَّ الْجَارُودَ ، لَمَّا قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بِرِسَالَةِ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ ، أَوْ : عَلِيِّ بْنِ عَوْفٍ ، قَالَ : فَلَقِيَ عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ ، قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُصَيِّرَ الْجَارُودَ بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ : بَيْنَ أَنْ أُقَدِّمَهُ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ ، وَبَيْنَ أَنْ أُسْنِدَهُ إِلَى الشَّامِ ، وَبَيْنَ أَنْ أَحْبِسَهُ عِنْدِي مُهَانًا مُقْصَيًا ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ : وَرُبَّمَا قَالَ : مُقْصًى ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا نَزَلْتُ لَهُ مُتَحَيِّزًا ، ثُمَّ مَالَ إِلَى الْجَارُودِ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ ، قَالَ : فَقَالَ الْجَارُودُ : وَيْلٌ كُلُّهُنَّ لِي خَيْرَةٌ ، إِمَّا أَنْ يُقَدِّمُنِيَ فَيَضْرِبَ عُنُقِي ، فَوَاللَّهِ مَا كَانَ لِيُؤَنِّبَنِي عَلَى نِعْمَةٍ ، وَإِمَّا أَنْ يُسْنِدَنِي إِلَى الشَّامِ فَأَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ ، وَإِمَّا أَنْ يَحْبِسَنِي عِنْدَهُ مُهَانًا مُقْصَيًا ، فَوَاللَّهِ مَا فِي جِوَارٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَزْوَاجِهِ مَا أَكْرَهُ ، قَالَ : فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى عُمَرَ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، اسْتَعْمَلْتَ عَلَيْنَا مَنْ يَشْرَبُ الْخَمْرَ ، فَقَالَ : مَنْ شُهُودُكَ ؟ قَالَ : أَبُو هُرَيْرَةَ ، قَالَ : خَتْنُكَ خَتْنُكَ ؟ ، قَالَ الْأَنْصَارِيُّ : وَكَانَتْ أُخْتُ الْجَارُودِ تَحْتَ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَأُوجِعَنَّ مَتْنَهُ بِالسَّوْطِ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ : مَا ذَاكَ فِي الْحَقِّ أَنْ يَشْرَبَ خَتْنُكَ وَتَجْلِدَ خَتْنِي ، قَالَ : وَمَنْ قَالَ : عَلْقَمَةُ ، فَشَهِدُوا عِنْدَهُ ، فَأَمَرَ بِجَلْدِهِ ، وَقَالَ : مَا حَبَيْتُ فِي إِمَارَتِي أَحَدًا مُنْذُ وُلِّيتُ غَيْرَهُ ، فَمَا بُورِكَ لِي فِيهِ ، فَاذْهَبُوا فَاجْلِدُوهُ