• 2207
  • كُنْتُ أَسْأَلُ النَّاسَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ وَهُوَ إِلَى جَنْبِي بِالْكُوفَةِ ، فَأَتَيْتُهُ ، فَقُلْتُ : مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ ؟ فَقَالَ : بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بُعِثَ ، فَكُنْتُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ لَهُ كَرَاهَةً ، حَتَّى انْطَلَقْتُ هَارِبًا ، حَتَّى لَحِقْتُ بِأَرْضِ الشَّامِ ، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ بَلَغَنَا أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ قَدْ وُجِّهَ إِلَيْنَا ، فَانْطَلَقْتُ هَارِبًا حَتَّى لَحِقْتُ بِأَرْضِ الرُّومِ ، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ فِي ظِلِّ حَائِطٍ قَاعِدًا إِذَا أَنَا بِظَعِينَةٍ قَدْ أَقْبَلَتْ ، فَقُمْتُ إِلَيْهَا ، فَإِذَا هِيَ عَمَّتِي ، فَقَالَتْ : يَا عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ، هَرَبْتَ وَتَرَكْتَنِي ، مَا هُوَ إِلَّا أَنْ خَرَجْتَ مِنْ عِنْدِنَا ، فَصَبَّحَنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَسَبَى الذُّرِّيَّةَ ، وَقَتَلَ الْمُقَاتِلَةَ ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا الْمَدِينَةَ . فَبَيْنَا أَنَا ذَاتُ يَوْمٍ قَاعِدَةٌ إِذْ مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ يُرِيدُ الصَّلَاةَ ، فَقُلْتُ : يَا مُحَمَّدُ ، هَلَكَ الْوَالِدُ ، وَهَرَبَ الْوَافِدُ ، أَعْتِقْنِي أَعْتَقَكَ اللَّهُ قَالَ : " وَمَنْ وَافِدُكِ ؟ " ، قُلْتُ : عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ : " الْهَارِبُ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ؟ " وَمَضَى ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّانِي مَرَّ بِي ، وَهُوَ يُرِيدُ الصَّلَاةَ ، فَقُلْتُ : يَا مُحَمَّدُ ، هَلَكَ الْوَالِدُ ، وَهَرَبَ الْوَافِدُ ، أَعْتِقْنِي أَعْتَقَكَ اللَّهُ قَالَ : " وَمَنْ وَافِدُكَ ؟ " قُلْتُ : عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ : " الْهَارِبُ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ " وَمَضَى ، وَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ مَرَّ ، فَاحْتَشَمْتُ أَنْ أَقُولَ لَهُ شَيْئًا ، فَغَمَزَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، فَقُلْتُ : يَا مُحَمَّدُ ، هَلَكَ الْوَالِدُ ، وَهَرَبَ الْوَافِدُ ، أَعْتَقَنِي ، أَعْتَقَكَ اللَّهُ قَالَ : " وَمَنْ وَافِدُكَ ؟ " قُلْتُ : عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ : " الْهَارِبُ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ " ، قُلْتُ : نَعَمْ قَالَ : " فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْتَقَكَ ، فَأَقِيمِي ، وَلَا تَبْرَحِي حَتَّى يَجِيئُنَا شَيْءٌ فَنُجَهِّزُكِ " ، فَأَقَمْتُ ثَلَاثًا ، فَقَدِمَتْ رُفْقَةٌ مِنْ سَرْحٍ تَحْمِلُ الطَّعَامَ ، فَحَمَلَنِي عَلَى هَذَا الْقَعُودِ ، وَزَوَّدَنِي ، يَا عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ائْتِهِ ، ائْتِهِ ، فَخُذْ نَصِيبَكَ مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَكَ إِلَيْهِ مَنْ لَيْسَ مِثْلُكَ مِنْ قَوْمِكَ ، فَأَقْبَلْتُ حَتَّى أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَاسْتَشْرَفَنِي النَّاسُ ، وَقَالُوا : جَاءَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " يَا عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ، أَنْتَ الْهَارِبُ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ؟ " ، قُلْتُ : إِنَّ لِي دِينًا قَالَ : " أَنَا أَعْلَمُ بِدِينِكَ مِنْكَ ، أَلَسْتَ رَكُوسِيًّا ، أَوَ لَسْتَ رَئِيسَ قَوْمٍ ، أَوَ لَسْتَ تَأْخُذُ الْمِرْبَاعَ ؟ " فَأَخَذَنِي لِذَلِكَ غَضَاضَةٌ قَالَ : " أَمَا إِنَّهُ لَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُسْلِمَ إِلَّا أَنَّكَ تَرَى لِمَنْ حَوْلَنَا خَصَاصَةٌ ، وَتَرَى النَّاسَ عَلَيْنَا إِلْبًا وَاحِدًا ، يَا عَدِيُّ يُوشِكُ أَنْ تَرَى الظَّعِينَةَ تَخْرُجُ مِنَ الْحِيرَةِ حَتَّى تَأْتِيَ الْبَيْتَ بِغَيْرِ جِوَارٍ ، وَيُوشِكُ أَنْ تُفْتَحَ عَلَيْنَا كُنُوزُ كِسْرَى " قَالَ : قُلْتُ : كِسْرَى بْنُ هُرْمُزٍ ؟ قَالَ : " كِسْرَى بْنُ هُرْمُزٍ ، وَيُوشِكُ أَنْ يُخْرِجَ الرَّجُلُ الصَّدَقَةَ مِنْ مَالِهِ وَلَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا مِنْهُ "

    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ابْنُ الْإِمَامِ ، ثَنَا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ قَالَ : كُنْتُ أَسْأَلُ النَّاسَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ وَهُوَ إِلَى جَنْبِي بِالْكُوفَةِ ، فَأَتَيْتُهُ ، فَقُلْتُ : مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ ؟ فَقَالَ : بَعَثَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حِينَ بُعِثَ ، فَكُنْتُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ لَهُ كَرَاهَةً ، حَتَّى انْطَلَقْتُ هَارِبًا ، حَتَّى لَحِقْتُ بِأَرْضِ الشَّامِ ، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ بَلَغَنَا أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ قَدْ وُجِّهَ إِلَيْنَا ، فَانْطَلَقْتُ هَارِبًا حَتَّى لَحِقْتُ بِأَرْضِ الرُّومِ ، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ فِي ظِلِّ حَائِطٍ قَاعِدًا إِذَا أَنَا بِظَعِينَةٍ قَدْ أَقْبَلَتْ ، فَقُمْتُ إِلَيْهَا ، فَإِذَا هِيَ عَمَّتِي ، فَقَالَتْ : يَا عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ، هَرَبْتَ وَتَرَكْتَنِي ، مَا هُوَ إِلَّا أَنْ خَرَجْتَ مِنْ عِنْدِنَا ، فَصَبَّحَنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَسَبَى الذُّرِّيَّةَ ، وَقَتَلَ الْمُقَاتِلَةَ ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا الْمَدِينَةَ . فَبَيْنَا أَنَا ذَاتُ يَوْمٍ قَاعِدَةٌ إِذْ مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَهُوَ يُرِيدُ الصَّلَاةَ ، فَقُلْتُ : يَا مُحَمَّدُ ، هَلَكَ الْوَالِدُ ، وَهَرَبَ الْوَافِدُ ، أَعْتِقْنِي أَعْتَقَكَ اللَّهُ قَالَ : وَمَنْ وَافِدُكِ ؟ ، قُلْتُ : عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ : الْهَارِبُ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ؟ وَمَضَى ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّانِي مَرَّ بِي ، وَهُوَ يُرِيدُ الصَّلَاةَ ، فَقُلْتُ : يَا مُحَمَّدُ ، هَلَكَ الْوَالِدُ ، وَهَرَبَ الْوَافِدُ ، أَعْتِقْنِي أَعْتَقَكَ اللَّهُ قَالَ : وَمَنْ وَافِدُكَ ؟ قُلْتُ : عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ : الْهَارِبُ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَضَى ، وَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ مَرَّ ، فَاحْتَشَمْتُ أَنْ أَقُولَ لَهُ شَيْئًا ، فَغَمَزَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، فَقُلْتُ : يَا مُحَمَّدُ ، هَلَكَ الْوَالِدُ ، وَهَرَبَ الْوَافِدُ ، أَعْتَقَنِي ، أَعْتَقَكَ اللَّهُ قَالَ : وَمَنْ وَافِدُكَ ؟ قُلْتُ : عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ : الْهَارِبُ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، قُلْتُ : نَعَمْ قَالَ : فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْتَقَكَ ، فَأَقِيمِي ، وَلَا تَبْرَحِي حَتَّى يَجِيئُنَا شَيْءٌ فَنُجَهِّزُكِ ، فَأَقَمْتُ ثَلَاثًا ، فَقَدِمَتْ رُفْقَةٌ مِنْ سَرْحٍ تَحْمِلُ الطَّعَامَ ، فَحَمَلَنِي عَلَى هَذَا الْقَعُودِ ، وَزَوَّدَنِي ، يَا عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ائْتِهِ ، ائْتِهِ ، فَخُذْ نَصِيبَكَ مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَكَ إِلَيْهِ مَنْ لَيْسَ مِثْلُكَ مِنْ قَوْمِكَ ، فَأَقْبَلْتُ حَتَّى أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَاسْتَشْرَفَنِي النَّاسُ ، وَقَالُوا : جَاءَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ، أَنْتَ الْهَارِبُ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ؟ ، قُلْتُ : إِنَّ لِي دِينًا قَالَ : أَنَا أَعْلَمُ بِدِينِكَ مِنْكَ ، أَلَسْتَ رَكُوسِيًّا ، أَوَ لَسْتَ رَئِيسَ قَوْمٍ ، أَوَ لَسْتَ تَأْخُذُ الْمِرْبَاعَ ؟ فَأَخَذَنِي لِذَلِكَ غَضَاضَةٌ قَالَ : أَمَا إِنَّهُ لَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُسْلِمَ إِلَّا أَنَّكَ تَرَى لِمَنْ حَوْلَنَا خَصَاصَةٌ ، وَتَرَى النَّاسَ عَلَيْنَا إِلْبًا وَاحِدًا ، يَا عَدِيُّ يُوشِكُ أَنْ تَرَى الظَّعِينَةَ تَخْرُجُ مِنَ الْحِيرَةِ حَتَّى تَأْتِيَ الْبَيْتَ بِغَيْرِ جِوَارٍ ، وَيُوشِكُ أَنْ تُفْتَحَ عَلَيْنَا كُنُوزُ كِسْرَى قَالَ : قُلْتُ : كِسْرَى بْنُ هُرْمُزٍ ؟ قَالَ : كِسْرَى بْنُ هُرْمُزٍ ، وَيُوشِكُ أَنْ يُخْرِجَ الرَّجُلُ الصَّدَقَةَ مِنْ مَالِهِ وَلَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا مِنْهُ قَالَ : فَكُنْتُ فِي أَوَّلِ خَيْلٍ أَغَارَتْ عَلَى كُنُوزِ كِسْرَى ، وَرَأَيْتُ الظَّعِينَةَ تَخْرُجُ مِنَ الْحِيرَةِ حَتَّى تَأْتِيَ مَكَّةَ بِغَيْرِ جِوَارٍ ، وَايْمُ اللَّهِ لَتَكُونَنَّ الثَّالِثَةُ ، إِنَّ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَقٌّ لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ قَتَادَةَ إِلَّا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ ، تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ

    تبرحي: برح المكان : زال عنه وغادره
    رفقة: الرفقة : الصحبة
    فاستشرفني: استشرف : رفع نظره ورغب وتطلع
    ركوسيا: الركوسية : دين بين النصارى والصابئين
    المرباع: المرباع : الربع
    غضاضة: الغضاضة : الذلة والمنقصة والعيب
    خصاصة: الخصاصة : الفقر والحاجة وسوء الحال
    الظعينة: الظعينة : المرأة في الهودج أثناء السفر
    أَلَمْ أَجْعَلْ لَكَ سَمْعًا وَبَصَرًا ؟ فَيَقُولُ : بَلَى ، فَيَقُولُ
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات