فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : لَا أَرَى ذَلِكَ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ : " إِنَّا مَعْشَرُ الْأَنْبِيَاءِ لَا نُورَثُ ، مَا تَرَكْنَا فَهُوَ صَدَقَةٌ "
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ : نَا أَبُو مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ قَالَ : نَا تَلِيدُ بْنُ سُلَيْمٍانَ أَبُو إِدْرِيسَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ قَالَ : أَتَى الْعَبَّاسُ وَعَلِيٌّ أَبَا بَكْرٍ لَمَّا اسْتُخْلِفَ ، يَطْلُبَانِ مِيرَاثَهُمَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَجَاءَ عَلِيٌّ يَطْلُبُ نَصِيبَ فَاطِمَةَ ، وَجَاءَ الْعَبَّاسُ يَطْلُبُ نَصِيبَهُ مِمَّا كَانَ فِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : لَا أَرَى ذَلِكَ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ : إِنَّا مَعْشَرُ الْأَنْبِيَاءِ لَا نُورَثُ ، مَا تَرَكْنَا فَهُوَ صَدَقَةٌ ، فَقَامَ قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَشَهِدُوا بِذَلِكَ قَالُوا : فَدَعْنَا حَتَّى يَكُونَ فِي أَيْدِينَا عَلَى مَا كَانَتْ فِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : لَا أَرَى ذَلِكَ ، أَنَا الْوَالِي مِنْ بَعْدِهِ ، وَأَنَا أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْكُمَا ، أَضَعُهَا فِي مَوَاضِعِهَا الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَضَعُهَا فِيهِ ، فَأَبَى أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهِمَا شَيْئًا ، فَلَمَّا وَلِي عُمَرُ أَتَيَاهُ قَالَ : كَأَنِّي لَعِنْدَ عُمَرَ وَقَدْ أَتَاهُ مَالٌ ، فَقَالَ : خُذْ هَذَا الْمَالَ ، فَاقْسِمْهُ فِي قَوْمِكَ إِذْ جَاءَهُ الْإِذْنُ ، فَقَالَ : بِالْبَابِ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : ائْذَنْ لَهُمْ ، فَدَخَلُوا فَجَلَسُوا قَالَ : ثُمَّ أَتَاهُ ، فَقَالَ : عَلِيٌّ وَالْعَبَّاسُ بِالْبَابِ ، فَقَالَ : ائْذَنْ لَهُمْ فَدَخَلَا ، فَقَالَ عُمَرُ : مَا جَاءَ بِكُمَا ؟ مَا قَدْ طَلَبْتُمَاهُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَدْفَعْهُ إِلَيْكُمَا ؟ قَالَ : فَتَرَدَّدَا عَلَيْهِ فِيهَا فَقَالَ : أَدْفَعُهَا إِلَيْكُمَا عَلَى أَنِّي آخُذُ عَلَيْكُمَا عَهْدًا وَمِيثَاقًا ، أَنْ تَعْمَلَا فِيهِ مَا كَانَ يَعْمَلُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَخُذَاهَا ، فَأَعْطَاهُمَا فَقَبَضَاهَا ، ثُمَّ مَكَثَا مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ إِنَّهُمَا اخْتَصَمَا فِيمَا بَيْنَهُمَا إِلَى عُمَرَ ، وَعِنْدَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَاخْتَصَمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَا ، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ : اقْضِ بَيْنَهُمَا وَأَرِحْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ ، فَقَالَ عُمَرُ : وَاللَّهِ لَا أَقْضِي فِيهَا أَبَدًا إِلَّا قَضَاءً قَضَيْتُهُ ، فَإِنْ عَجَزْتُمَا عَنْهَا ، فَرُدَّاهَا إِلَيَّ ، كَمَا دَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا ، فَقَامَا مِنْ عِنْدَهُ . لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ إِلَّا تَلِيدُ بْنُ سُلَيْمٍانَ ، تَفَرَّدَ بِهِ : أَبُو مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ