• 1467
  • قَالَ : كُنْتُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَلْقَةٍ فِيهَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، إِذْ مَرَّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ فَسَلَّمَ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ الْقَوْمُ ، وَسَكَتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، ثُمَّ رَفَعَ ابْنُ عَمْرٍو صَوْتَهُ بَعْدَ مَا سَكَتَ الْقَوْمُ ، فَقَالَ : وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ ، فَقَالَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ ؟ قَالُوا : بَلَى قَالَ : هُوَ هَذَا الْمُقَفَّى ، وَاللَّهِ مَا كَلَّمْتُهُ كَلِمَةً ، وَلَا كَلَّمَنِي كَلِمَةً مُنْذُ لَيَالِي صِفِّينَ ، وَوَاللَّهِ لَأَنْ يَرْضَى عَنِّي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي مِثْلُ أُحُدٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ : أَلَا تَغْدُو إِلَيْهِ ؟ قَالَ : بَلَى فَتَوَاعَدَا أَنْ يَغْدُوَا إِلَيْهِ وَغَدَوْتُ مَعَهُمَا ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو سَعِيدٍ : فَأَذِنَ لَهُ ، فَدَخَلْنَا ، فَاسْتَأْذَنَ لِابْنِ عَمْرٍو ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَذِنَ لَهُ الْحُسَيْنُ ، فَدَخَلَ ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو سَعِيدٍ زَحَلَ لَهُ ، وَهُوَ جَالِسٌ إِلَى جَنْبِ الْحُسَيْنِ فَمَدَّهُ الْحُسَيْنُ إِلَيْهِ ، فَقَامَ ابْنُ عَمْرٍو فَلَمْ يَجْلِسْ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ خَلَّى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ فَأَزْحَلَ لَهُ فَجَلَسَ بَيْنَهُمَا فَقَصَّ أَبُو سَعِيدٍ الْقِصَّةَ فَقَالَ : أَكَذَلِكَ يَا ابْنَ عَمْرٍو ؟ أَتَعْلَمُ أَنِّي أَحَبُّ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ ؟ قَالَ : إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ، إِنَّكَ لَأَحَبُّ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ قَالَ : فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ قَاتَلَتْنِي وَأَبِي يَوْمَ صِفِّينَ ؟ وَاللَّهِ لَأَبِي خَيْرٌ مِنِّي قَالَ : أَجَلْ ، وَلَكِنَّ عَمْرًا شَكَانِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ يَقُومُ اللَّيْلَ ، وَيَصُومُ النَّهَارَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " صَلِّ ، وَنَمْ ، وَصُمْ ، وَأَفْطِرْ ، وَأَطِعْ عَمْرًا " فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ أَقْسَمَ عَلَيَّ ، وَاللَّهِ مَا كَثَّرْتُ لَهُمْ سَوَادًا ، وَلَا اخْتَرَطْتُ لَهُمْ سَيْفًا ، وَلَا طَعَنْتُ بِرُمْحٍ وَلَا رَمَيْتُ بِسَهْمٍ ، فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ قَالَ : بَلَى قَالَ : فَكَأَنَّهُ قَبِلَ مِنْهُ

    حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ قَالَ : نا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَسَدِيُّ قَالَ : نا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدُ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كُنْتُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي حَلْقَةٍ فِيهَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، إِذْ مَرَّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ فَسَلَّمَ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ الْقَوْمُ ، وَسَكَتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، ثُمَّ رَفَعَ ابْنُ عَمْرٍو صَوْتَهُ بَعْدَ مَا سَكَتَ الْقَوْمُ ، فَقَالَ : وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ ، فَقَالَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ ؟ قَالُوا : بَلَى قَالَ : هُوَ هَذَا الْمُقَفَّى ، وَاللَّهِ مَا كَلَّمْتُهُ كَلِمَةً ، وَلَا كَلَّمَنِي كَلِمَةً مُنْذُ لَيَالِي صِفِّينَ ، وَوَاللَّهِ لَأَنْ يَرْضَى عَنِّي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي مِثْلُ أُحُدٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ : أَلَا تَغْدُو إِلَيْهِ ؟ قَالَ : بَلَى فَتَوَاعَدَا أَنْ يَغْدُوَا إِلَيْهِ وَغَدَوْتُ مَعَهُمَا ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو سَعِيدٍ : فَأَذِنَ لَهُ ، فَدَخَلْنَا ، فَاسْتَأْذَنَ لِابْنِ عَمْرٍو ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَذِنَ لَهُ الْحُسَيْنُ ، فَدَخَلَ ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو سَعِيدٍ زَحَلَ لَهُ ، وَهُوَ جَالِسٌ إِلَى جَنْبِ الْحُسَيْنِ فَمَدَّهُ الْحُسَيْنُ إِلَيْهِ ، فَقَامَ ابْنُ عَمْرٍو فَلَمْ يَجْلِسْ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ خَلَّى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ فَأَزْحَلَ لَهُ فَجَلَسَ بَيْنَهُمَا فَقَصَّ أَبُو سَعِيدٍ الْقِصَّةَ فَقَالَ : أَكَذَلِكَ يَا ابْنَ عَمْرٍو ؟ أَتَعْلَمُ أَنِّي أَحَبُّ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ ؟ قَالَ : إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ، إِنَّكَ لَأَحَبُّ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ قَالَ : فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ قَاتَلَتْنِي وَأَبِي يَوْمَ صِفِّينَ ؟ وَاللَّهِ لَأَبِي خَيْرٌ مِنِّي قَالَ : أَجَلْ ، وَلَكِنَّ عَمْرًا شَكَانِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ يَقُومُ اللَّيْلَ ، وَيَصُومُ النَّهَارَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : صَلِّ ، وَنَمْ ، وَصُمْ ، وَأَفْطِرْ ، وَأَطِعْ عَمْرًا فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ أَقْسَمَ عَلَيَّ ، وَاللَّهِ مَا كَثَّرْتُ لَهُمْ سَوَادًا ، وَلَا اخْتَرَطْتُ لَهُمْ سَيْفًا ، وَلَا طَعَنْتُ بِرُمْحٍ وَلَا رَمَيْتُ بِسَهْمٍ ، فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ قَالَ : بَلَى قَالَ : فَكَأَنَّهُ قَبِلَ مِنْهُ لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ إِلَّا هَاشِمُ بْنُ الْبَرِيدِ ، وَلَا رَوَاهُ عَنْ هَاشِمٍ إِلَّا ابْنُهُ عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ ، تَفَرَّدَ بِهِ : عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ

    تغدو: الغدو : السير والذهاب والتبكير أول النهار
    يغدوا: الغُدُو : السير أول النهار
    وغدوت: الغُدُو : السير أول النهار
    اخترطت: اخترط السيف : استله من غمده
    بسهم: السهم : عود من خشب يسوَّى في طرفه نصل يُرمَى به عن القوس
    أَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى اللَّهِ صَلاَةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، وَأَحَبُّ
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات