قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَثَلُ الَّذِي يُعِينُ قَوْمًا عَلَى الظُّلْمِ مَثَلُ الْبَعِيرِ الَّذِي يَتَرَدَّى فِي الرَّكِيِّ ، يَنْزِعُ بِذَنَبِهِ "
أَخْبَرَنَا الْحَضْرَمِيُّ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ ، ثنا حَفْصُ بْنُ جَمِيعٍ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَثَلُ الَّذِي يُعِينُ قَوْمًا عَلَى الظُّلْمِ مَثَلُ الْبَعِيرِ الَّذِي يَتَرَدَّى فِي الرَّكِيِّ ، يَنْزِعُ بِذَنَبِهِ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : الرَّكِيُّ : الْبِئْرُ الصَّغِيرَةُ ، تَقُولُ : رَكِيَّةٌ وَرَكِّيُّ وَرَكَايَا ، وَأَحْسَبُ الرَّكِيَّ - بِطَرْحِ الْهَاءِ - فِي مَعْنَى الْجَمِيعِ ، وَالنَّزْعُ : قَلْعُكَ الشَّيْءَ مِنَ الشَّيْءِ ، وَهَذَا مَثَلٌ فِي ذَمِّ الْحَمِيَّةِ وَالتَّعَاوُنِ عَلَى الْعَصَبِيَّةِ وَمَثَّلَ بِالْبَعِيرِ الَّذِي يَتَرَدَّى فِي الْبِئْرِ فُيُحَاوُلُ نَجَاةَ نَفْسِهِ بِهَلَاكِ بَعْضِهِ ، وَكَانَ هَذَا مِنْ شَأْنِ الْعَرَبِ وَمَذْهَبِهَا . قَالَ وَدَّاكُ بْنُ ثُمَيلٍ الْمَازِنِيُّ يَذْكُرُ قَوْمَهُ : مَقَادِيمُ وَصَّالُونَ فِي الرَّوْعِ خَطْوُهُمْ بِكُلِّ رَقِيقِ الشَّفْرَتَيْنِ يَمَانِ إِذَا اسْتُنْجِدُوا لَمْ يَسْأَلُوا مَنْ دَعَاهُمُ لِأَيَّةِ حَرْبٍ أَوْ لِأَيِّ مَكَانِ وَقَالَ أَخَرُ يُعَيِّرُ قَوْمَهُ بِاللِّينِ ، وَيُذْكَرُ غَيْرَهُمْ بِالْحَمِيَّةِ : لَا يَسْأَلُونَ أَخَاهُمْ حِينَ يَنْدُبُهُمْ فِي النَّائِبَاتِ عَلَى مَا قَالَ بُرْهَانَا قَوْمٌ إِذَا الشَّرُّ أَبْدَى نَاجِذَيْهِ لَهُمْ طَارُوا إِلَيْهِ زَرَافَاتٍ وَوِحْدَانَا وَهَذَا كَثِيرٌ