عَنْ أَخِيهِ , عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ : بَلَغَ عُمَرَ بنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّ غَيْلَانَ يَقُولُ فِي الْقَدْرِ , فَبَعَثَ إِلَيْهِ فَحَجَبَهُ أَيَّامًا ثُمَّ أَدْخَلَهُ عَلَيْهِ فَقَالَ : يَا غَيْلَانُ مَا هَذَا الَّذِي بَلَغَنِي عَنْكَ ؟ . قَالَ عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ : فَأَشَرْتُ إِلَيْهِ أَنْ لَا تَقُولَ شَيْئًا , فَقَالَ : نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ : {{ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا , إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا }} قَالَ عُمَرُ : اقْرَأْ آخِرَ السُّورَةِ : {{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }} ثُمَّ قَالَ : مَا تَقُولُ يَا غَيْلَانُ ؟ . قَالَ : أَقُولُ : قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَبَصَّرْتَنِي , وَأَصَمَّ فَأَسْمَعْتَنِي , وَضَالًّا فَهَدَيْتَنِي , فَقَالَ عُمَرُ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ غَيْلَانُ عِنْدَكَ صَادِقًا وَإِلَّا فَاصْلُبْهُ . قَالَ : فَأَمْسَكَ عَنِ الْكَلَامِ فِي الْقَدَرِ , فَوَلَّاهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ دَارَ الضَّرْبِ بِدِمَشْقَ , فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَفْضَتِ الْخِلَافَةُ إِلَى هِشَامٍ تَكَلَّمَ فِي الْقَدَرِ , فَبَعَثَ إِلَيْهِ هِشَامٌ فَقَطَعَ يَدَهُ فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ وَالذُّبَابُ عَلَى يَدِهِ فَقَالَ : يَا غَيْلَانُ هَذَا قَضَاءٌ وَقَدْرٌ ؛ قَالَ : كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ مَا هَذَا قَضَاءٌ وَلَا قَدْرٌ , فَبَعَثَ إِلَيْهِ هِشَامٌ فَصَلَبَهُ
وَأَنْبَأَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْحِمْصِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ , عَنْ أَخِيهِ , عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ : بَلَغَ عُمَرَ بنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّ غَيْلَانَ يَقُولُ فِي الْقَدْرِ , فَبَعَثَ إِلَيْهِ فَحَجَبَهُ أَيَّامًا ثُمَّ أَدْخَلَهُ عَلَيْهِ فَقَالَ : يَا غَيْلَانُ مَا هَذَا الَّذِي بَلَغَنِي عَنْكَ ؟ . قَالَ عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ : فَأَشَرْتُ إِلَيْهِ أَنْ لَا تَقُولَ شَيْئًا , فَقَالَ : نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ : {{ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا , إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا }} قَالَ عُمَرُ : اقْرَأْ آخِرَ السُّورَةِ : {{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }} ثُمَّ قَالَ : مَا تَقُولُ يَا غَيْلَانُ ؟ . قَالَ : أَقُولُ : قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَبَصَّرْتَنِي , وَأَصَمَّ فَأَسْمَعْتَنِي , وَضَالًّا فَهَدَيْتَنِي , فَقَالَ عُمَرُ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ غَيْلَانُ عِنْدَكَ صَادِقًا وَإِلَّا فَاصْلُبْهُ . قَالَ : فَأَمْسَكَ عَنِ الْكَلَامِ فِي الْقَدَرِ , فَوَلَّاهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ دَارَ الضَّرْبِ بِدِمَشْقَ , فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَفْضَتِ الْخِلَافَةُ إِلَى هِشَامٍ تَكَلَّمَ فِي الْقَدَرِ , فَبَعَثَ إِلَيْهِ هِشَامٌ فَقَطَعَ يَدَهُ فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ وَالذُّبَابُ عَلَى يَدِهِ فَقَالَ : يَا غَيْلَانُ هَذَا قَضَاءٌ وَقَدْرٌ ؛ قَالَ : كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ مَا هَذَا قَضَاءٌ وَلَا قَدْرٌ , فَبَعَثَ إِلَيْهِ هِشَامٌ فَصَلَبَهُ