عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ الْمَدِينِيِّ , مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَىٍّ , قَالَ : قَالَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةِ بْنِ رَبِيعَةَ لِأَبِيهَا : يَا أَبَةُ إِنِّي قَدْ مَلَكْتُ أَمْرِي , قَالَ : وَذَلِكَ حِينَ فَارَقَهَا الْفَاكِهُ بْنُ الْمُغِيرَةِ فَلَا تُزَوِّجْنِي رَجُلًا حَتَّى تَعْرِضَهُ عَلَيَّ , قَالَ : ذَلِكَ لَكِ ؛ قَالَ : فَقَالَ لَهَا ذَاتَ يَوْمٍ : يَا بُنَيَّةُ قَدْ خَطَبَكِ رَجُلَانِ مِنْ قَوْمِكِ وَلَسْتُ بِمُسَمٍّ لَكِ وَاحِدًا مِنْهُمَا حَتَّى أَصِفَهُ لَكِ , أَمَّا الْأَوَّلُ فَفِي الشَّرَفِ الصَّمِيمِ وَالْحَسَبِ الْكَرِيمِ تَخَالِينَ بِهِ هَوَجًا مِنْ غَفْلَتِهِ وَذَلِكَ أَسْجَاحٌ مِنْ شِيمَتِهِ , حَسَنُ الصُّحْبَةِ , سَرِيعُ الْإِجَابَةِ , إِنْ تَابَعْتِيهِ تَابَعَكِ ، وَإِنَّ مِلْتِ بِهِ كَانَ مَعَكِ , تَقْضِينَ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ وَتَكْتَفِينَ بِرَأْيِكَ عَنْ رَأْيِهِ , وَأَمَّا الْآخَرُ فَفِي الْحَسَبِ وَالرَّأْيِ الْأَرِيبِ بَدْرُ أَرُومَتِهِ وَعِزُّ عَشِيرَتِهِ , يُؤَدِّبُ أَهْلَهُ وَلَا يُؤَدِّبُونَهُ ، إِنِ اتَّبَعُوهُ أَسْهَلَ بِهِمْ , وَإِنْ جَابُوهُ تَوَعَّرَ بِهِمْ , شَدِيدُ الْغَيْرَةِ , سَرِيعُ الطَّيْرِ , صَعْبُ حِجَابِ الْقُبَّةِ , إِنْ حَاجَّ فَغَيْرُ مَنْزُورٍ , وَإِنْ نُوزِعَ فَغَيْرُ مَقْصُورٍ , قَدْ بَيَّنْتُ لَكِ أَمْرَهُمَا كِلَاهُمَا , قَالَتْ لَهُ : أَمَّا الْأَوَّلُ فَسَيِّدٌ مُطَاعٌ لِكَرِيمَتِهِ , مَوَاتٌ لَهَا فِيمَا عَسَى إِنْ لَمْ تَعْتَصِمْ أَنْ تَلِينَ بَعْدَ إِبَائِها وَتَضِيعَ تَحْتَ خِبَائِهَا , وَإِنْ جَاءَتْ لَهُ بِوَلَدٍ أَحْمَقَتْ , فَإِنْ أَنْجَبَتْ فَعَنْ حُطَاءٍ أَنْجَبَتْ , اطْوِ ذِكْرَ هَذَا عَنِّي , فَلَا تُسَمِّهِ لِي . وَأَمَّا الْآخَرُ فَبَعْلُ الْحُرَّةِ الْكَرِيمَةِ إِنِّي لِأَخْلَاقِ هَذَا لَوَاقِعَةٌ , وَإِنِّي لَهُ لَمُوَافِقَةٌ , وَإِنِّي لَآخُذُ بِأَدَبِ الْبَعْلِ مَعَ لُزُومِي لِقُبَّتِي وَقِلَّةِ بُلْغَتِي , وَإِنَّ السَّلِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَحَرِيٌّ أَنْ يَكُونَ الْمُدَافِعَ عَنْ حَرِيمِ عَشِيرَتِهِ ، الذَّائِدَ عَنْ كَتِيبَتِهَا ، الْمُحَامِي عَنْ حَفِيظَتِهَا ، الزَّائِنُ لِأَرُومَتِهَا ، غَيْرَ مُوَاكِلٍ وَلَا زُمَّيْلٍ عِنْدَ ضَعْضَعَةِ الْحَوَادِثِ فَمَنْ هُوَ ؟ قَالَ : ذَلِكَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ . قَالَتْ : زَوِّجْنِي مِنْهُ , وَلَا تُلْقِنِي إِلَيْهِ إِلْقَاءَ الْمُسْتَسْلِسِ السَّلِسِ ، وَلَا تَسِمْهُ بِي سَوْمَ الْمُغَاطِسِ الضَّرِسِ , وَاسْتَخِرِ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ يَخِرْ لَكَ بِعِلْمِهِ فِي الْقَضَاءِ
وَأَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ نَاجِيَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ زِيَادٍ الْهِلَالِيُّ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ الْمَدِينِيِّ , مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَىٍّ , قَالَ : قَالَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةِ بْنِ رَبِيعَةَ لِأَبِيهَا : يَا أَبَةُ إِنِّي قَدْ مَلَكْتُ أَمْرِي , قَالَ : وَذَلِكَ حِينَ فَارَقَهَا الْفَاكِهُ بْنُ الْمُغِيرَةِ فَلَا تُزَوِّجْنِي رَجُلًا حَتَّى تَعْرِضَهُ عَلَيَّ , قَالَ : ذَلِكَ لَكِ ؛ قَالَ : فَقَالَ لَهَا ذَاتَ يَوْمٍ : يَا بُنَيَّةُ قَدْ خَطَبَكِ رَجُلَانِ مِنْ قَوْمِكِ وَلَسْتُ بِمُسَمٍّ لَكِ وَاحِدًا مِنْهُمَا حَتَّى أَصِفَهُ لَكِ , أَمَّا الْأَوَّلُ فَفِي الشَّرَفِ الصَّمِيمِ وَالْحَسَبِ الْكَرِيمِ تَخَالِينَ بِهِ هَوَجًا مِنْ غَفْلَتِهِ وَذَلِكَ أَسْجَاحٌ مِنْ شِيمَتِهِ , حَسَنُ الصُّحْبَةِ , سَرِيعُ الْإِجَابَةِ , إِنْ تَابَعْتِيهِ تَابَعَكِ ، وَإِنَّ مِلْتِ بِهِ كَانَ مَعَكِ , تَقْضِينَ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ وَتَكْتَفِينَ بِرَأْيِكَ عَنْ رَأْيِهِ , وَأَمَّا الْآخَرُ فَفِي الْحَسَبِ وَالرَّأْيِ الْأَرِيبِ بَدْرُ أَرُومَتِهِ وَعِزُّ عَشِيرَتِهِ , يُؤَدِّبُ أَهْلَهُ وَلَا يُؤَدِّبُونَهُ ، إِنِ اتَّبَعُوهُ أَسْهَلَ بِهِمْ , وَإِنْ جَابُوهُ تَوَعَّرَ بِهِمْ , شَدِيدُ الْغَيْرَةِ , سَرِيعُ الطَّيْرِ , صَعْبُ حِجَابِ الْقُبَّةِ , إِنْ حَاجَّ فَغَيْرُ مَنْزُورٍ , وَإِنْ نُوزِعَ فَغَيْرُ مَقْصُورٍ , قَدْ بَيَّنْتُ لَكِ أَمْرَهُمَا كِلَاهُمَا , قَالَتْ لَهُ : أَمَّا الْأَوَّلُ فَسَيِّدٌ مُطَاعٌ لِكَرِيمَتِهِ , مَوَاتٌ لَهَا فِيمَا عَسَى إِنْ لَمْ تَعْتَصِمْ أَنْ تَلِينَ بَعْدَ إِبَائِها وَتَضِيعَ تَحْتَ خِبَائِهَا , وَإِنْ جَاءَتْ لَهُ بِوَلَدٍ أَحْمَقَتْ , فَإِنْ أَنْجَبَتْ فَعَنْ حُطَاءٍ أَنْجَبَتْ , اطْوِ ذِكْرَ هَذَا عَنِّي , فَلَا تُسَمِّهِ لِي . وَأَمَّا الْآخَرُ فَبَعْلُ الْحُرَّةِ الْكَرِيمَةِ إِنِّي لِأَخْلَاقِ هَذَا لَوَاقِعَةٌ , وَإِنِّي لَهُ لَمُوَافِقَةٌ , وَإِنِّي لَآخُذُ بِأَدَبِ الْبَعْلِ مَعَ لُزُومِي لِقُبَّتِي وَقِلَّةِ بُلْغَتِي , وَإِنَّ السَّلِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَحَرِيٌّ أَنْ يَكُونَ الْمُدَافِعَ عَنْ حَرِيمِ عَشِيرَتِهِ ، الذَّائِدَ عَنْ كَتِيبَتِهَا ، الْمُحَامِي عَنْ حَفِيظَتِهَا ، الزَّائِنُ لِأَرُومَتِهَا ، غَيْرَ مُوَاكِلٍ وَلَا زُمَّيْلٍ عِنْدَ ضَعْضَعَةِ الْحَوَادِثِ فَمَنْ هُوَ ؟ قَالَ : ذَلِكَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ . قَالَتْ : زَوِّجْنِي مِنْهُ , وَلَا تُلْقِنِي إِلَيْهِ إِلْقَاءَ الْمُسْتَسْلِسِ السَّلِسِ ، وَلَا تَسِمْهُ بِي سَوْمَ الْمُغَاطِسِ الضَّرِسِ , وَاسْتَخِرِ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ يَخِرْ لَكَ بِعِلْمِهِ فِي الْقَضَاءِ