كُنْتُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بَعْدَ مَا كُفَّ بَصَرُهُ وَهُوَ بِمَكَّةَ , فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فِي صُفَّةِ زَمْزَمَ ؛ يَسُبُّونَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالَ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَهُوَ يَقُودُهُ : رُدَّنِي إِلَيْهِمْ , فَقَالَ : أَيُّكُمُ السَّابُّ اللَّهَ ؟ قَالُوا : سُبْحَانَ اللَّهِ ؛ مَا فِينَا أَحَدٌ يَسُبُّ اللَّهَ قَالَ : فَأَيُّكُمُ السَّابُّ رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالُوا : وَاللَّهِ مَا فِينَا أَحَدٌ يَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : فَأَيُّكُمُ السَّابُّ عَلِيًّا ؟ قَالُوا : أَمَّا هَذَا فَقَدْ كَانَ , فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَإِنِّي أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَنْ سَبَّ عَلِيًّا فَقَدْ سَبَّنِي , وَمَنْ سَبَّنِي فَقَدْ سَبَّ اللَّهَ , وَمَنْ سَبَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَكَبَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَنْخِرَيْهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ " ثُمَّ وَلَّى عَنْهُمْ فَقَالَ لِي : يَا بُنَيَّ مَا رَأَيْتَهُمْ صَنَعُوا ؟ فَقُلْتُ : يَا أَبَتِ نَظَرُوا إِلَيْكَ بِأَعْيُنٍ مُحْمَرَّةٍ نَظَرَ التِّيُوسِ إِلَى شِفَارِ الْجَازِرِ , قَالَ : زِدْنِي يَا بُنَيَّ , قُلْتُ : خَزَرَ الْعُيُونِ مُنَكِّسِي أَذْقَانِهُمْ , نَظَرَ الذَّلِيلِ إِلَى الْعَزِيزِ الْقَاهِرِ , قَالَ : زِدْنِي يَا بُنَيَّ , قُلْتُ : لَيْسَ عِنْدِي زِيَادَةٌ يَا أَبَتِ غَيْرَ الَّذِي قُلْتُ قَالَ : لَكِنْ عِنْدِي زِيَادَةٌ : أَحْيَاؤُهُمْ خِزْيٌ عَلَى أَمْوَاتِهِمْ , الْبَاقُونَ فَضِيحَةٌ لِلْغَابِرِ
حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ إِدْرِيسَ الْقَزْوِينِيُّ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلَابِيُّ الْبَصْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ , عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : كُنْتُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بَعْدَ مَا كُفَّ بَصَرُهُ وَهُوَ بِمَكَّةَ , فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فِي صُفَّةِ زَمْزَمَ ؛ يَسُبُّونَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالَ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَهُوَ يَقُودُهُ : رُدَّنِي إِلَيْهِمْ , فَقَالَ : أَيُّكُمُ السَّابُّ اللَّهَ ؟ قَالُوا : سُبْحَانَ اللَّهِ ؛ مَا فِينَا أَحَدٌ يَسُبُّ اللَّهَ قَالَ : فَأَيُّكُمُ السَّابُّ رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالُوا : وَاللَّهِ مَا فِينَا أَحَدٌ يَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : فَأَيُّكُمُ السَّابُّ عَلِيًّا ؟ قَالُوا : أَمَّا هَذَا فَقَدْ كَانَ , فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَإِنِّي أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ سَبَّ عَلِيًّا فَقَدْ سَبَّنِي , وَمَنْ سَبَّنِي فَقَدْ سَبَّ اللَّهَ , وَمَنْ سَبَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَكَبَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَنْخِرَيْهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ثُمَّ وَلَّى عَنْهُمْ فَقَالَ لِي : يَا بُنَيَّ مَا رَأَيْتَهُمْ صَنَعُوا ؟ فَقُلْتُ : يَا أَبَتِ نَظَرُوا إِلَيْكَ بِأَعْيُنٍ مُحْمَرَّةٍ نَظَرَ التِّيُوسِ إِلَى شِفَارِ الْجَازِرِ , قَالَ : زِدْنِي يَا بُنَيَّ , قُلْتُ : خَزَرَ الْعُيُونِ مُنَكِّسِي أَذْقَانِهُمْ , نَظَرَ الذَّلِيلِ إِلَى الْعَزِيزِ الْقَاهِرِ , قَالَ : زِدْنِي يَا بُنَيَّ , قُلْتُ : لَيْسَ عِنْدِي زِيَادَةٌ يَا أَبَتِ غَيْرَ الَّذِي قُلْتُ قَالَ : لَكِنْ عِنْدِي زِيَادَةٌ : أَحْيَاؤُهُمْ خِزْيٌ عَلَى أَمْوَاتِهِمْ , الْبَاقُونَ فَضِيحَةٌ لِلْغَابِرِ