لَمَّا حَضَرَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْمَوْتُ أَمَرَ السِّتَّةَ النَّفْرَ بِالشُّورَى , وَكَانَ طَلْحَةُ غَائِبًا , وَأَمَرَ صُهَيْبًا أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ثَلَاثًا حَتَّى يَسْتَقِيمَ أَمْرُهُمْ عَلَى رَجُلٍ , قَالَ عُمَرُ : " إِنِ اسْتَقَامَ أَمْرُكُمْ قَبْلَ أَنْ يَقْدِمَ طَلْحَةُ فَأَمْضُوهُ عَلَى مَا اسْتَقَامَ أَمْرُكُمْ عَلَيْهِ , وَإِنْ قَدِمَ طَلْحَةُ قَبْلَ أَنْ يَسْتَقِيمَ أَمْرُكُمْ فَأَدْنُوهُ مِنْكُمْ , فَإِنَّهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ "
فَحَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ , عَنْ عَمْرو بْنِ مُرَّةَ , عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : لَمَّا حَضَرَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْمَوْتُ أَمَرَ السِّتَّةَ النَّفْرَ بِالشُّورَى , وَكَانَ طَلْحَةُ غَائِبًا , وَأَمَرَ صُهَيْبًا أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ثَلَاثًا حَتَّى يَسْتَقِيمَ أَمْرُهُمْ عَلَى رَجُلٍ , قَالَ عُمَرُ : إِنِ اسْتَقَامَ أَمْرُكُمْ قَبْلَ أَنْ يَقْدِمَ طَلْحَةُ فَأَمْضُوهُ عَلَى مَا اسْتَقَامَ أَمْرُكُمْ عَلَيْهِ , وَإِنْ قَدِمَ طَلْحَةُ قَبْلَ أَنْ يَسْتَقِيمَ أَمْرُكُمْ فَأَدْنُوهُ مِنْكُمْ , فَإِنَّهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ , فَلَمَّا اجْتَمَعُوا وَكَانُوا خَمْسَةً , فَإِذَا أَمْرُهُمْ لَا يَسْتَقِيمُ , فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : إِنَّكُمْ لَا تَسْتَقِيمُونَ عَلَى أَمْرٍ وَأَنْتُمْ خَمْسَةٌ . . , فَلْيُعَادِ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ , وَأَنَا عَدِيدُ الْغَائِبِ , فَتَعَادَ عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ , فَوَلَّى الزُّبَيْرُ أَمْرَهُ عَلِيًّا , وَتَعَادَ عُثْمَانُ وَسَعْدٌ , فَوَلَّى سَعْدٌ أَمْرَهُ عُثْمَانَ , فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لِلزُّبَيْرِ وَسَعْدٍ : وَلَّيْتُمَا أَمْرَكُمَا عَلِيًّا وَعُثْمَانَ , فَاعْتَزِلَا , وَخَلَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَلِيٌّ وَعُثْمَانُ , فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لِعَلِيٍّ وَعُثْمَانَ : أَنْتُمَا بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ , فَاخْتَارَا : إِمَّا أَنْ تَتَبَرَّءَا مِنَ الْإِمْرَةِ , فَأُوَلِّيَكُمَا الْأَمْرَ , فَتَخْتَارَا لَأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ رَجُلًا , وَإِمَّا أَنْ تُوَلِّيَانِي ذَلِكَ وَأَبْرَأُ مِنَ الْإِمْرَةِ . فَوَلَّيَاهُ ذَلِكَ , فَدَعَا رَبَّهُ سَاعَةً , وَرَفَعَ يَدَيْهِ , ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ فَقَالَ : اللَّهُ عَلَيْكَ رَاعٍ إِنْ أَنَا بَايَعْتُكَ لَتَعْدِلَنَّ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَلَتَتَّقِيَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَإِنْ أَنَا لَمْ أُبَايِعْكَ لَتَسْمَعَنَّ وَلَتُطِيعَنِّ لِمَنْ بَايَعْتُ . فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : نَعَمْ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ : اللَّهُ عَلَيْكَ رَاعٍ إِنْ أَنَا بَايَعْتُ غَيْرَكَ , لَتَسْمَعَنَّ وَلَتُطِيعَنَّ , قَالَ عُثْمَانُ : نَعَمْ , ثُمَّ صَفَّقَ عَلَى يَدِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ