عَنْ أَبِي نَوْفَلِ بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ قَالَ : لَمَّا قَتَلَ الْحَجَّاجُ ابْنَ الزُّبَيْرِ صَلَبَهُ عَلَى طَرِيقِ الْمَدِينَةِ ، يُغَايِظُ بِهِ قُرَيْشَ الْمَدِينَةِ ، فَمَرَّ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَوَقَفَ عَلَيْهِ ، وَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ أَبَا خُبَيْبٍ ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا ثَلَاثًا ، وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتَ صَوَّامًا قَوَّامًا ، وَصُولًا لِلرَّحِمِ ، وَاللَّهِ لَأُمَّةٌ أَنْتَ شَرُّهَا لَنِعْمَ تِلْكَ الْأُمَّةُ ، ثُمَّ مَضَى ، فَبَلَغَ الْحَجَّاجُ مَوْقِفَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَلَيْهِ فَأَرْسَلَ وَأَنْزَلَهُ ، وَأَلْقَاهُ فِي مَقْبَرَةِ الْيَهُودِ ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى أَسْمَاءَ فَقَالَ : لَتَأْتِيَنَّ أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكِ مَنْ يَسْحَبُكِ بِقُرُونِكِ قَالَتْ : وَاللَّهِ لَا آتِيكَ حَتَّى تَبْعَثَ إِلَيَّ مَنْ يَسْحَبُنِي بِقُرُونِي قَالَ : هَاتُوا سَبَلَتِي فَانْتَعَلَ بِهِمَا ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا ، وَذَلِكَ بَعْدَ مَا ذَهَبَ بَصَرُهَا ، فَقَالَ لَهَا : كَيْفَ رَأَيْتِ صَنِيعَتِي بِعَدُوِّ اللَّهِ ابْنِ الزُّبَيْرِ ؟ قَالَتْ : رَأَيْتُكَ أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ ، وَأَفْسَدَ عَلَيْكَ آخِرَتَكَ ، وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ كُنْتَ تُعَيِّرُهُ بِابْنِ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ ، فَأَمَّا نِطَاقٌ وَاحِدٌ فَكُنْتُ أَحْمِلُ فِيهِ طَعَامًا لِأَبِي وَلِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمَا فِي الْغَارِ ، وَأَمَّا النِّطَاقُ الْآخَرُ فَلَا بُدَّ لِلْمَرْأَةِ مِنْ نِطَاقٍ ، ثُمَّ ذَكَرَتْ أَحْسَبُهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : يَكُونُ مِنْ ثَقِيفٍ مُبِيرٌ وَكَذَّابٌ ، فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَقَدْ رَأَيْنَا ، وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَلَا أَخَالُهُ إِلَّا أَنْتَ ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا وَهُوَ صَغِيرٌ وَجْهُهُ
نا ابْنُ سَعِيدٍ ، نا غَسَّانُ بْنُ عُبَيْدٍ ، نا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ السَّدُوسِيُّ ، عَنْ أَبِي نَوْفَلِ بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ قَالَ : لَمَّا قَتَلَ الْحَجَّاجُ ابْنَ الزُّبَيْرِ صَلَبَهُ عَلَى طَرِيقِ الْمَدِينَةِ ، يُغَايِظُ بِهِ قُرَيْشَ الْمَدِينَةِ ، فَمَرَّ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَوَقَفَ عَلَيْهِ ، وَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ أَبَا خُبَيْبٍ ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا ثَلَاثًا ، وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتَ صَوَّامًا قَوَّامًا ، وَصُولًا لِلرَّحِمِ ، وَاللَّهِ لَأُمَّةٌ أَنْتَ شَرُّهَا لَنِعْمَ تِلْكَ الْأُمَّةُ ، ثُمَّ مَضَى ، فَبَلَغَ الْحَجَّاجُ مَوْقِفَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَلَيْهِ فَأَرْسَلَ وَأَنْزَلَهُ ، وَأَلْقَاهُ فِي مَقْبَرَةِ الْيَهُودِ ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى أَسْمَاءَ فَقَالَ : لَتَأْتِيَنَّ أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكِ مَنْ يَسْحَبُكِ بِقُرُونِكِ قَالَتْ : وَاللَّهِ لَا آتِيكَ حَتَّى تَبْعَثَ إِلَيَّ مَنْ يَسْحَبُنِي بِقُرُونِي قَالَ : هَاتُوا سَبَلَتِي فَانْتَعَلَ بِهِمَا ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا ، وَذَلِكَ بَعْدَ مَا ذَهَبَ بَصَرُهَا ، فَقَالَ لَهَا : كَيْفَ رَأَيْتِ صَنِيعَتِي بِعَدُوِّ اللَّهِ ابْنِ الزُّبَيْرِ ؟ قَالَتْ : رَأَيْتُكَ أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ ، وَأَفْسَدَ عَلَيْكَ آخِرَتَكَ ، وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ كُنْتَ تُعَيِّرُهُ بِابْنِ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ ، فَأَمَّا نِطَاقٌ وَاحِدٌ فَكُنْتُ أَحْمِلُ فِيهِ طَعَامًا لِأَبِي وَلِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُمَا فِي الْغَارِ ، وَأَمَّا النِّطَاقُ الْآخَرُ فَلَا بُدَّ لِلْمَرْأَةِ مِنْ نِطَاقٍ ، ثُمَّ ذَكَرَتْ أَحْسَبُهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : يَكُونُ مِنْ ثَقِيفٍ مُبِيرٌ وَكَذَّابٌ ، فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَقَدْ رَأَيْنَا ، وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَلَا أَخَالُهُ إِلَّا أَنْتَ ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا وَهُوَ صَغِيرٌ وَجْهُهُ