أَتَى ابْنَ مَسْعُودٍ رَجُلٌ فَقَالَ : إِنِّي مَرَرْتُ بِمَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ بَنِي حَنِيفَةَ ، فَسَمِعْتُ يُقْرَأُ فِيهَا بِقِرَاءَةٍ مَا أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : مَا يَقُولُونَ ؟ قَالَ : يَقُولُونَ : وَالطَّاحِنَاتِ طَحْنًا ، وَالْعَاجِنَاتِ عَجْنًا ، وَالْخَابِزَاتِ خَبْزًا ، وَالثَّارِدَاتِ ثَرْدًا ، وَاللَّاقِمَاتِ لَقْمًا ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ ، فَأَتَى بِسَبْعِينَ مِنْهُمْ ، وَأَمِيرُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ النَّوَّاحَةِ ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ : " أَلَمْ تَكُنْ تُخْبِرُنَا أَنَّكَ عَلَى دِينِنَا ؟ " قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنْ كُنْتُ أُسِرُّ هَذَا قَالَ : فَأَمَرَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ : " مَا نَحْنُ بِمُحَدِّرِي هَؤُلَاءِ الشَّيَاطِينِ ، أَجْلُوهُمْ إِلَى الشَّامِ ، فَإِمَّا أَنْ يَفْنِيَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِالطَّاعُونِ ، وَإِمَّا أَنْ يَتُوبَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ "
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، أَتَى ابْنَ مَسْعُودٍ رَجُلٌ فَقَالَ : إِنِّي مَرَرْتُ بِمَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ بَنِي حَنِيفَةَ ، فَسَمِعْتُ يُقْرَأُ فِيهَا بِقِرَاءَةٍ مَا أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : مَا يَقُولُونَ ؟ قَالَ : يَقُولُونَ : وَالطَّاحِنَاتِ طَحْنًا ، وَالْعَاجِنَاتِ عَجْنًا ، وَالْخَابِزَاتِ خَبْزًا ، وَالثَّارِدَاتِ ثَرْدًا ، وَاللَّاقِمَاتِ لَقْمًا ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ ، فَأَتَى بِسَبْعِينَ مِنْهُمْ ، وَأَمِيرُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ النَّوَّاحَةِ ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ : أَلَمْ تَكُنْ تُخْبِرُنَا أَنَّكَ عَلَى دِينِنَا ؟ قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنْ كُنْتُ أُسِرُّ هَذَا قَالَ : فَأَمَرَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ : مَا نَحْنُ بِمُحَدِّرِي هَؤُلَاءِ الشَّيَاطِينِ ، أَجْلُوهُمْ إِلَى الشَّامِ ، فَإِمَّا أَنْ يَفْنِيَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِالطَّاعُونِ ، وَإِمَّا أَنْ يَتُوبَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ حَدَّثَنَا الْعَسْقَلَانِيُّ أَبُو يَحْيَى ، أنا يَزِيدُ ، أنا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، بِنَحْوِهِ ، لَمْ يَذْكُرِ الْقِرَاءَةَ قَالَ : فَقَالَ لِقَرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ : انْطَلِقْ فَأَحِطْ بِالدَّارِ ، فَخُذْهُمْ فَأْتِنِي بِهِمْ قَالَ : فَأَخَذَهُمْ ، فَجَاءَ بِهِمْ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ : أَكِتَابٌ بَعْدَ كِتَابِ اللَّهِ ، وَرَسُولٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ؟ قَالَ : فَقَالَ لِقَرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ : انْطَلِقْ بِهِ إِلَى السُّوقِ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ ، ثُمَّ انْطَلَقْ بِرَأْسِهِ حَتَّى تَجْعَلَهُ فِي حِجْرِ أُمِّهِ ؛ فَإِنِّي أُرَاهَا كَانَتْ تَعْلَمُ مِنْهُ عِلْمًا قَالَ : فَقَالَ الْقَوْمُ : فَإِنَّا نَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَنَتُوبُ إِلَيْهِ ، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُسَيْلِمَةَ هُوَ الْكَذَّابُ ، قَالَ : فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : فَلَقِيتُ شَيْخًا مِنْهُمْ بِالشَّامِ طَوِيلَ اللِّحْيَةِ ، فَقَالَ لِي : يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَاكَ ، لَوْ قَتَلَنَا جَمِيعًا لَدَخَلْنَا النَّارَ