حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْيَشْكُرِيُّ ، قَالَ : " كُنْتُ ذَاتَ يَوْمٍ وَاقِفًا بِبَابِ أَبِي دُلَفَ الْعِجْلِيِّ فِي الْكَرْخِ ، فِي نَاسٍ مِنَ الشُّعَرَاءِ وَالْمُسْتَرْفِدِينَ ، قَدْ أَخَذْنَا ظُهُورَ دَوَابِّنَا مَسَاطِبَ ، نُطَالِبُ بِالْإِذْنِ لَنَا عَلَيْهِ ، إِذْ خَرَجَ خَادِمٌ لَهُ ، فَسَلَّمَ عَلَيْنَا ، ثُمَّ قَالَ : الْأَمِيرُ يُقْرِئُ عَلَيْكُمُ السَّلَامَ ، وَيَقُولُ : إِنَّهُ لَا شَيْءَ لَكُمْ عِنْدَنَا ؛ فَانْصَرِفُوا فَوَرَدَ عَلَيْنَا جَوَابٌ لَا نَحِيرُ عَنْهُ جَوَابًا ، فَإِنَّا لَكَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ غُلَامٌ آخَرُ ، فَقَالَ : ادْخُلُوا فَدَخَلْنَا ، فَأَلْفَيْنَاهُ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ ، يَنْكُتُ بِخَيْزُرَانَةٍ الْأَرْضَ ، فَسَلَّمْنَا ، فَرَدَّ ، وَأَشَارَ إِلَيْنَا ، فَجَلَسْنَا ، فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا أَجَبْتُكُمْ بِالْجَوَابِ عَلَى لِسَانِ الْخَادِمِ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ ضِيقَةٍ قَدْ عَلِمَهَا اللَّهُ ، وَبَعْدَ أَنْ خَرَجَ الْخَادِمُ بِالْجَوَابِ إِلَيْكُمْ ذَكَرْتُ بَيْتًا ، وَهُوَ قَوْلُ الشَّاعِرِ : {
} وَقَدْ نُبِّئْتُ أَنَّ عَلَيْكَ دَيْنًا {
}فَزِدْ فِي رَقْمِ دَيْنِكَ وَاقْضِ دَيْنِي {
}وَاللَّهِ لَأَزِيدَنَّ فِي رَقْمِ دَيْنِي ، وَلَأَقْضِيَنَّ دَيْنَكُمْ وَقَالَ : يَا غُلَامُ ، أَحْضِرْنِي تُجَّارَ الْكَرْخِ فَحَضَرُوا ، فَعَامَلَهُمْ عَلَى مَالٍ أَرْضَانَا بِهِ عَنْ آخِرِنَا "
حَدَّثَنَا يَمُوتُ بْنُ الْمُوَرِّعِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْيَشْكُرِيُّ ، قَالَ : كُنْتُ ذَاتَ يَوْمٍ وَاقِفًا بِبَابِ أَبِي دُلَفَ الْعِجْلِيِّ فِي الْكَرْخِ ، فِي نَاسٍ مِنَ الشُّعَرَاءِ وَالْمُسْتَرْفِدِينَ ، قَدْ أَخَذْنَا ظُهُورَ دَوَابِّنَا مَسَاطِبَ ، نُطَالِبُ بِالْإِذْنِ لَنَا عَلَيْهِ ، إِذْ خَرَجَ خَادِمٌ لَهُ ، فَسَلَّمَ عَلَيْنَا ، ثُمَّ قَالَ : الْأَمِيرُ يُقْرِئُ عَلَيْكُمُ السَّلَامَ ، وَيَقُولُ : إِنَّهُ لَا شَيْءَ لَكُمْ عِنْدَنَا ؛ فَانْصَرِفُوا فَوَرَدَ عَلَيْنَا جَوَابٌ لَا نَحِيرُ عَنْهُ جَوَابًا ، فَإِنَّا لَكَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ غُلَامٌ آخَرُ ، فَقَالَ : ادْخُلُوا فَدَخَلْنَا ، فَأَلْفَيْنَاهُ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ ، يَنْكُتُ بِخَيْزُرَانَةٍ الْأَرْضَ ، فَسَلَّمْنَا ، فَرَدَّ ، وَأَشَارَ إِلَيْنَا ، فَجَلَسْنَا ، فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا أَجَبْتُكُمْ بِالْجَوَابِ عَلَى لِسَانِ الْخَادِمِ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ ضِيقَةٍ قَدْ عَلِمَهَا اللَّهُ ، وَبَعْدَ أَنْ خَرَجَ الْخَادِمُ بِالْجَوَابِ إِلَيْكُمْ ذَكَرْتُ بَيْتًا ، وَهُوَ قَوْلُ الشَّاعِرِ : وَقَدْ نُبِّئْتُ أَنَّ عَلَيْكَ دَيْنًا فَزِدْ فِي رَقْمِ دَيْنِكَ وَاقْضِ دَيْنِي وَاللَّهِ لَأَزِيدَنَّ فِي رَقْمِ دَيْنِي ، وَلَأَقْضِيَنَّ دَيْنَكُمْ وَقَالَ : يَا غُلَامُ ، أَحْضِرْنِي تُجَّارَ الْكَرْخِ فَحَضَرُوا ، فَعَامَلَهُمْ عَلَى مَالٍ أَرْضَانَا بِهِ عَنْ آخِرِنَا