اجْتَمَعَ مَشْيَخَةُ الْحَيِّ إِلَى الْمُلَوِّحِ أَبِي قَيْسٍ الْمَجْنُونِ فَقَالُوا لَهُ : لَوْ حَجَجْتَ بِوَلَدِكَ فَلَاذَ بِالْبَيْتِ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَهُ مِمَّا بِهِ . فَفَعَلَ بِهِ ذَلِكَ , فَبَيْنَمَا هُوَ بِمِنًى إِذْ سَمِعَ صَائِحًا مِنْ تِلْكَ الْخِيَامِ يَا لَيْلَى , فَأَنْشَأَ يَقُولُ : {
} وَدَاعٍ دَعَا إِذْ نَحْنُ بِالْخَيْفِ مِنْ مِنًى {
}فَهَيَّجَ أَحْزَانَ الْفُؤَادِ وَمَا يَدْرِي {
}{
} دَعَى بِاسْمِ لَيْلَى غَيْرَهَا فَكَأَنَّمَا {
}لَطَارَ بِلَيْلَى طَائِرٌ كَانَ فِي صَدْرِي {
}ثُمَّ صَاحَ صَيْحَةً فَغُشِيَ عَلَيْهِ , فَجَعَلَ أَبُوهُ يَرُشُّ عَلَى وَجْهِهِ الْمَاءَ حَتَّى أَفَاقَ مِنْ غَشْيَتِهِ , فَأَنْشَأَ يَقُولُ : {
} دَعَا الْمُحْرِمُونَ اللَّهَ يَسْتَغْفِرُونَهُ {
} بِمَكَّةَ شُعْثًا أَنْ يَمْحِي ذُنُوبَهَا {
}{
} وَنَادَيْتُ يَا رَبَّاهُ أَوَّلُ مُنْيَتِي {
}لِنَفْسِيَ لَيْلَى ثُمَّ أَنْتَ حَسِيبُهَا {
}{
} فَإِنْ أُعْطَ لَيْلَى فِي حَيَاتِيَ لَمْ يَتُبْ {
}إِلَى اللَّهِ عَبْدٌ تَوْبَةً لَا أَتُوبُهَا {
}
حَدَّثَنِي السَّرِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَلَبِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو مَالِكٍ النَّخَعِيُّ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ : اجْتَمَعَ مَشْيَخَةُ الْحَيِّ إِلَى الْمُلَوِّحِ أَبِي قَيْسٍ الْمَجْنُونِ فَقَالُوا لَهُ : لَوْ حَجَجْتَ بِوَلَدِكَ فَلَاذَ بِالْبَيْتِ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَهُ مِمَّا بِهِ . فَفَعَلَ بِهِ ذَلِكَ , فَبَيْنَمَا هُوَ بِمِنًى إِذْ سَمِعَ صَائِحًا مِنْ تِلْكَ الْخِيَامِ يَا لَيْلَى , فَأَنْشَأَ يَقُولُ : وَدَاعٍ دَعَا إِذْ نَحْنُ بِالْخَيْفِ مِنْ مِنًى فَهَيَّجَ أَحْزَانَ الْفُؤَادِ وَمَا يَدْرِي دَعَى بِاسْمِ لَيْلَى غَيْرَهَا فَكَأَنَّمَا لَطَارَ بِلَيْلَى طَائِرٌ كَانَ فِي صَدْرِي ثُمَّ صَاحَ صَيْحَةً فَغُشِيَ عَلَيْهِ , فَجَعَلَ أَبُوهُ يَرُشُّ عَلَى وَجْهِهِ الْمَاءَ حَتَّى أَفَاقَ مِنْ غَشْيَتِهِ , فَأَنْشَأَ يَقُولُ : دَعَا الْمُحْرِمُونَ اللَّهَ يَسْتَغْفِرُونَهُ بِمَكَّةَ شُعْثًا أَنْ يَمْحِي ذُنُوبَهَا وَنَادَيْتُ يَا رَبَّاهُ أَوَّلُ مُنْيَتِي لِنَفْسِيَ لَيْلَى ثُمَّ أَنْتَ حَسِيبُهَا فَإِنْ أُعْطَ لَيْلَى فِي حَيَاتِيَ لَمْ يَتُبْ إِلَى اللَّهِ عَبْدٌ تَوْبَةً لَا أَتُوبُهَا