عَنْ أَبِي الْمِنْجَابِ قَالَ : رَأَيْتُ فِيَ الطَّوَافِ فَتًى نَحِيفَ الْجِسْمِ ، بَيِّنَ الضَّعْفِ يَلُوذُ وَيَتَعَوَّذُ , وَيَقُولُ : " {
} وَدِدْتُ بِأَنَّ الْحُبَّ يُجْمَعُ كُلُّهُ {
}وَيُقْذَفُ فِي قَلْبِي وَيَنْغَلِقُ الصَّدْرُ {
}{
} فَلَا يَنْقَضِي مَا فِي فُؤَادِي مِنَ الْهَوَى {
}وَمِنْ فَرَحِي بِالْحُبِّ أَوْ يَنْقَضِي الْعُمْرُ {
}فَقُلْتُ : يَا فَتًى , مَا لِهَذِهِ الْبَنِيَّةِ حُرْمَةٌ تَمْنَعُكَ مِنْ هَذَا الْكَلَامِ ؟ فَقَالَ : " بَلَى وَاللَّهِ , وَلَكِنَّ الْحُبَّ مَلَأَ قَلْبِي بِفَرَحِ التَّذَكُّرِ , فَفَاضَتِ الْفِكْرَةُ فِي سُرْعَةِ الْأَوْبَةِ إِلَى مَنْ لَا تَشِذُّ عَنْهُ مَعْرِفَةُ مَا بِي , تَمَنَّيْتُ الْمُنَى , وَاللَّهِ مَا يَسُرُّنِي بِمَا بِقَلْبِي مِنْهُ مَا فِيهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْمُلْكِ , وَإِنِّي لَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُثُبِّتَهُ فِي قَلْبِي عُمُرِي , وَيَجْعَلَهُ ضَجِيعِي فِي قَبْرِي , دَرَيْتُ بِهِ أَوْ لَمْ أَدْرِ , هَذَا دُعَائِي أَوْ أَنْصَرِفُ مِنْ حَجِّي . ثُمَّ بَكَا , فَقُلْتُ : مَا يُبْكِيكَ ؟ قَالَ : خَوْفٌ أَلَّا يُسْتَجَابَ دُعَائِي , وَلَهُ قَصَدْتُ , وَفِيهِ رَغِبْتُ فِيمَا يُعْطَى اللَّهُ سَائِرَ خَلْقِهِ " . ثُمَّ مَضَى "
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَمْرُوسٍ , عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْحَنَفِيِّ , عَنْ أَبِي الْمِنْجَابِ قَالَ : رَأَيْتُ فِيَ الطَّوَافِ فَتًى نَحِيفَ الْجِسْمِ ، بَيِّنَ الضَّعْفِ يَلُوذُ وَيَتَعَوَّذُ , وَيَقُولُ : وَدِدْتُ بِأَنَّ الْحُبَّ يُجْمَعُ كُلُّهُ وَيُقْذَفُ فِي قَلْبِي وَيَنْغَلِقُ الصَّدْرُ فَلَا يَنْقَضِي مَا فِي فُؤَادِي مِنَ الْهَوَى وَمِنْ فَرَحِي بِالْحُبِّ أَوْ يَنْقَضِي الْعُمْرُ فَقُلْتُ : يَا فَتًى , مَا لِهَذِهِ الْبَنِيَّةِ حُرْمَةٌ تَمْنَعُكَ مِنْ هَذَا الْكَلَامِ ؟ فَقَالَ : بَلَى وَاللَّهِ , وَلَكِنَّ الْحُبَّ مَلَأَ قَلْبِي بِفَرَحِ التَّذَكُّرِ , فَفَاضَتِ الْفِكْرَةُ فِي سُرْعَةِ الْأَوْبَةِ إِلَى مَنْ لَا تَشِذُّ عَنْهُ مَعْرِفَةُ مَا بِي , تَمَنَّيْتُ الْمُنَى , وَاللَّهِ مَا يَسُرُّنِي بِمَا بِقَلْبِي مِنْهُ مَا فِيهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْمُلْكِ , وَإِنِّي لَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُثُبِّتَهُ فِي قَلْبِي عُمُرِي , وَيَجْعَلَهُ ضَجِيعِي فِي قَبْرِي , دَرَيْتُ بِهِ أَوْ لَمْ أَدْرِ , هَذَا دُعَائِي أَوْ أَنْصَرِفُ مِنْ حَجِّي . ثُمَّ بَكَا , فَقُلْتُ : مَا يُبْكِيكَ ؟ قَالَ : خَوْفٌ أَلَّا يُسْتَجَابَ دُعَائِي , وَلَهُ قَصَدْتُ , وَفِيهِ رَغِبْتُ فِيمَا يُعْطَى اللَّهُ سَائِرَ خَلْقِهِ . ثُمَّ مَضَى