عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ وَبَرَةَ الْمِنْقَرِيِّ قَالَ : قُلْتُ لِهِنْدٍ بِنْتِ الْوَضَّاحِ الْمَنْقِرِيَّةِ : أَنْشِدِينِي بَعْضَ مَا قُلْتِ فِي الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ : وَلَمْ يَرَ النَّاسُ أَحَدًا بَلَغَ مِنَ الْهَوَى مَا بَلَغَ بِهَا قَالَ : فَأَنْشَدَتْنِي : " {
} يَحِنُّ إِلَى مَنْ بِالْعَقِيقَيْنِ قَلْبُهُ {
}حَنِينًا يُبَكِّي الْوَرْقَ فِي غُصْنِ السِّدْرِ {
}{
} تَيَقَّنْتُ لَمَّا هَاجَ قَلْبِي بِذِكْرِهِ {
}فَأَمْسَكْتُ مِنْ خَوْفِ الْحَرِيقِ عَلَى صَدْرِي {
}{
} وَوَاللَّهِ لَوْ فَاضَتْ عَلَى الْجَمْرِ لَوْعَتِي {
}لَأَحْرَقَ أَدْنَى حَرِّهَا لَهَبُ الْجَمْرِ {
}قُلْتُ : يَا هَذِهِ , أَكَلُّ هَذَا مِنَ الْحُبِّ ؟ قَالَتْ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي , فَكَيْفَ لَوْ رَأَيْتَنِي وَعُنْفُوَانِ هَوَايَ , لَرَأَيْتَ جَبَلًا يَذُوبُ لِحَرَارَتِهِ الْحَدِيدُ , وَلَقَدْ عَذَلَنِي بَعْضُ مَنْ يَغُمُّهُ مَا بِي , فَقُلْتُ : {
} لَحَا اللَّهُ مَنْ يَلْحَى عَلَى الْحُبِّ عَاشِقًا {
}وَلَا كَانَ فِي قُرْبٍ وَلَا زَالَ فِي بُعْدِ {
}{
} وَمَاذَا عَلَيْهِمْ أَنْ تَدَانَا وِصَالُنَا {
}فَإِنْ تَمَّ مَا كُنَّا نُسِرُّ مِنَ الْوَجْدِ {
}وَتَنَفَّسَتْ , فَحَسَسْتُ عَلَى بَدَنِي مِنْ حَرَارَةِ نَفَسِهَا , فَقُلْتُ : مَا هَذَا النَّفَسُ ؟ فَقَالَتْ : عَلَى حَلَاوَةِ ذَلِكَ الدَّهْرِ وَرُطُوبَةِ أَغْصَانِهِ , وَإِنِّي وَإِيَّاهُ لَكَمَا قَالَتْ هَالَةُ ابْنَةُ قَيْسٍ التَّمِيمِيَّةُ : {
} أُرَانِي قَدْ حَيِيتُ وَكُنْتُ مَيْتًا {
}إِذَا طَرَقَ الْخَيَالُ بِمَنْ هَوِيتُ {
}{
} رَضِيتُ ذَهَابَ نَفْسِيَ فِي هَوَاهُ {
}رَضِيتُ بِذَاكَ يَا رَبِّي رَضِيتُ {
}قَالَ : فَلَمْ أُعِدْ عَلَيْهَا شَيْئًا مِنَ السُّؤَالِ خَوْفًا مِنْ وَفَاتِهَا
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ وَبَرَةَ الْمِنْقَرِيِّ قَالَ : قُلْتُ لِهِنْدٍ بِنْتِ الْوَضَّاحِ الْمَنْقِرِيَّةِ : أَنْشِدِينِي بَعْضَ مَا قُلْتِ فِي الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ : وَلَمْ يَرَ النَّاسُ أَحَدًا بَلَغَ مِنَ الْهَوَى مَا بَلَغَ بِهَا قَالَ : فَأَنْشَدَتْنِي : يَحِنُّ إِلَى مَنْ بِالْعَقِيقَيْنِ قَلْبُهُ حَنِينًا يُبَكِّي الْوَرْقَ فِي غُصْنِ السِّدْرِ تَيَقَّنْتُ لَمَّا هَاجَ قَلْبِي بِذِكْرِهِ فَأَمْسَكْتُ مِنْ خَوْفِ الْحَرِيقِ عَلَى صَدْرِي وَوَاللَّهِ لَوْ فَاضَتْ عَلَى الْجَمْرِ لَوْعَتِي لَأَحْرَقَ أَدْنَى حَرِّهَا لَهَبُ الْجَمْرِ قُلْتُ : يَا هَذِهِ , أَكَلُّ هَذَا مِنَ الْحُبِّ ؟ قَالَتْ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي , فَكَيْفَ لَوْ رَأَيْتَنِي وَعُنْفُوَانِ هَوَايَ , لَرَأَيْتَ جَبَلًا يَذُوبُ لِحَرَارَتِهِ الْحَدِيدُ , وَلَقَدْ عَذَلَنِي بَعْضُ مَنْ يَغُمُّهُ مَا بِي , فَقُلْتُ : لَحَا اللَّهُ مَنْ يَلْحَى عَلَى الْحُبِّ عَاشِقًا وَلَا كَانَ فِي قُرْبٍ وَلَا زَالَ فِي بُعْدِ وَمَاذَا عَلَيْهِمْ أَنْ تَدَانَا وِصَالُنَا فَإِنْ تَمَّ مَا كُنَّا نُسِرُّ مِنَ الْوَجْدِ وَتَنَفَّسَتْ , فَحَسَسْتُ عَلَى بَدَنِي مِنْ حَرَارَةِ نَفَسِهَا , فَقُلْتُ : مَا هَذَا النَّفَسُ ؟ فَقَالَتْ : عَلَى حَلَاوَةِ ذَلِكَ الدَّهْرِ وَرُطُوبَةِ أَغْصَانِهِ , وَإِنِّي وَإِيَّاهُ لَكَمَا قَالَتْ هَالَةُ ابْنَةُ قَيْسٍ التَّمِيمِيَّةُ : أُرَانِي قَدْ حَيِيتُ وَكُنْتُ مَيْتًا إِذَا طَرَقَ الْخَيَالُ بِمَنْ هَوِيتُ رَضِيتُ ذَهَابَ نَفْسِيَ فِي هَوَاهُ رَضِيتُ بِذَاكَ يَا رَبِّي رَضِيتُ قَالَ : فَلَمْ أُعِدْ عَلَيْهَا شَيْئًا مِنَ السُّؤَالِ خَوْفًا مِنْ وَفَاتِهَا