أَنْشَدَنِي الصَّيْدَلَانِي : {
} قَالَتْ جُنِنْتَ عَلَى رَأْسِي , فَقُلْتُ لَهَا {
}الْعِشْقُ أَعْظَمُ مِمَّا بِالْمَجَانِينِ {
}{
} الْعِشْقُ لَيْسَ يُفِيقُ الدَّهْرَ صَاحِبُهُ {
}وَإِنَّمَا يُصْرَعُ الْمَجْنُونُ فِي الْحِينِ {
}
أَنْشَدَنِي الصَّيْدَلَانِي : قَالَتْ جُنِنْتَ عَلَى رَأْسِي , فَقُلْتُ لَهَا الْعِشْقُ أَعْظَمُ مِمَّا بِالْمَجَانِينِ الْعِشْقُ لَيْسَ يُفِيقُ الدَّهْرَ صَاحِبُهُ وَإِنَّمَا يُصْرَعُ الْمَجْنُونُ فِي الْحِينِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : قَرَأْتُ فِي بَعْضِ كُتُبِ الْحُكَمَاءِ : الْعِشْقُ نَوْعٌ وَالْمَحَبَّةُ جِنْسٌ لَهُ , كَمَا أَنَّ الشَّوْقَ جِنْسٌ وَالْمَحَبَّةُ نَوْعٌ مِنْهُ , أَلَا تَرَى أَنَّ كُلَّ مَحَبَّةٍ شَوْقٌ , وَلَيْسَ كُلُّ شَوْقٍ مَحَبَّةً , كَمَا أَنَّ كُلَّ عِشْقٍ مَحَبَّةٌ , وَلَيْسَ كُلُّ مَحَبَّةٍ عِشْقًا , كَقَوْلِنَا : كُلُّ نَاطِقٍ حَيٌّ , وَلَيْسَ كُلُّ حَيٍّ نَاطِقًا , فَالْحَيُّ جِنْسٌ لِلنَّاطِقِ مِنْهَا وَغَيْرِ الَنَّاطِقِ , وَالنُّطْقُ نَوْعٌ مِنَ الْحَيِّ الَّذِي هُوَ جِنْسٌ لَهُ , وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الْعِشْقَ مِنَ الْمَحَبَّةِ أَنَّكَ تَجِدُ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَبَاهُ وَوَلَدَهُ وَدَابَّتَهُ وَبَعِيرَهُ فَلَا يَبْعَثُهُ ذَلِكَ عَلَى مُبَاسَمَةِ مَا هُوَ مُحِبٌّ لَهُ , وَلَا مُلَاصَقَتِهِ , وَلَا عَلَى تَلَفِ نَفْسِهِ , وَسَائِرِ مَا يَجِدُ الْمَجْنُونُ بِأَنْوَاعِ مَحَابِهِمْ , وَلَأَنَّا لَمْ نَرَ أَحَدًا مَاتَ مِنْ شِدَّةِ مَحَبَّتِهِ لِأَخِيهِ , وَلَا ابْنِهِ , وَلَا قَاتِلًا نَفْسَهُ , وَقَدْ نَرَى الْعَاشِقَ يُتْلِفُ نَفْسَهُ مِنْ شِدَّةِ مَا يَلْقَى مِنْ بَرَحِ الْعِشْقِ الْفَادِحِ