عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ الزُّهْرِيِّ قَالَ : هَوِيَ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ جَارِيَةً طَرِيفَةً مُغَنِّيَّةً بِالْمَدِينَةِ , فَهَامَ بِهَا دَهْرًا وَهُوَ لَا يُعْلِمُهَا ذَلِكَ , ثُمَّ إِنَّهُ ضَجَرَ بِالْمُكَاتَمَةِ فَتَعَرَّضَ لَهَا عَشِيَّةً , فَلَمَّا خَرَجَتْ قَالَ لَهَا : بِأَبِي أَنْتَ , تَغَنِّينَ بِهَذَا الشِّعْرِ قَالَتْ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : {
} أُحِبُّكُمُ حُبًّا بِكُلِّ جَوَارِحِي {
}فَهَلْ لَكُمْ عِلْمٌ بِمَا لَكُمْ عِنْدِي {
}{
} أَتَجْزُونَ بِالْوُدِّ الْمُضَاعَفِ مِثْلَهُ {
}فَإِنَّ كَرِيمًا مَنْ جَزَى الْوُدَّ بِالْوُدِّ {
}قَالَتْ : نَعَمْ , وَأُغَنِّي أَيْضًا : {
} الَّذِي وَدَّنَا الْمَوَدَّةَ بِالضِّعْـ {
}ـفِ وَفَضْلُ الْبَادِي بِهِ لَا يُجَازَى {
}{
} لَوْ بَدَا مَا بِنَا لَكُمْ لَمَلَأَ الْأَرْ {
}ضَ وَأَقْطَارَهَا مَعًا وَالْحِجَازَا {
}قَالَ : فَبَلَغَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الْمَدِينَةِ , فَابْتَاعَهَا بِمَالٍ كَثِيرٍ فَأَهْدَاهَا إِلَيْهِ , فَمَكَثَتْ عِنْدَهُ سَنَةً ثُمَّ مَاتَتْ , فَبَقِيَ بَعْدَهَا شَهْرًا ثُمَّ مَاتَ أَسَفًا , فَقَالَ أَبُو السَّائِبِ الْمَخْزُومِيُّ : هَذَا سَيِّدُ شُهَدَاءِ الْهَوَى , فَامْضُوا بِنَا نَنْحَرْ عَلَى قَبْرِهِ سَبْعِينَ بَدَنَةً , كَمَا كَبَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَمْزَةَ سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ سَبْعِينَ تَكْبِيرَةً
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ غَسَّانَ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الْأَشْتَرُ , عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ الزُّهْرِيِّ قَالَ : هَوِيَ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ جَارِيَةً طَرِيفَةً مُغَنِّيَّةً بِالْمَدِينَةِ , فَهَامَ بِهَا دَهْرًا وَهُوَ لَا يُعْلِمُهَا ذَلِكَ , ثُمَّ إِنَّهُ ضَجَرَ بِالْمُكَاتَمَةِ فَتَعَرَّضَ لَهَا عَشِيَّةً , فَلَمَّا خَرَجَتْ قَالَ لَهَا : بِأَبِي أَنْتَ , تَغَنِّينَ بِهَذَا الشِّعْرِ قَالَتْ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : أُحِبُّكُمُ حُبًّا بِكُلِّ جَوَارِحِي فَهَلْ لَكُمْ عِلْمٌ بِمَا لَكُمْ عِنْدِي أَتَجْزُونَ بِالْوُدِّ الْمُضَاعَفِ مِثْلَهُ فَإِنَّ كَرِيمًا مَنْ جَزَى الْوُدَّ بِالْوُدِّ قَالَتْ : نَعَمْ , وَأُغَنِّي أَيْضًا : الَّذِي وَدَّنَا الْمَوَدَّةَ بِالضِّعْـ ـفِ وَفَضْلُ الْبَادِي بِهِ لَا يُجَازَى لَوْ بَدَا مَا بِنَا لَكُمْ لَمَلَأَ الْأَرْ ضَ وَأَقْطَارَهَا مَعًا وَالْحِجَازَا قَالَ : فَبَلَغَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الْمَدِينَةِ , فَابْتَاعَهَا بِمَالٍ كَثِيرٍ فَأَهْدَاهَا إِلَيْهِ , فَمَكَثَتْ عِنْدَهُ سَنَةً ثُمَّ مَاتَتْ , فَبَقِيَ بَعْدَهَا شَهْرًا ثُمَّ مَاتَ أَسَفًا , فَقَالَ أَبُو السَّائِبِ الْمَخْزُومِيُّ : هَذَا سَيِّدُ شُهَدَاءِ الْهَوَى , فَامْضُوا بِنَا نَنْحَرْ عَلَى قَبْرِهِ سَبْعِينَ بَدَنَةً , كَمَا كَبَّرَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى حَمْزَةَ سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ سَبْعِينَ تَكْبِيرَةً