عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ : إِنَّا لَمَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ , عَشِّيَةَ عَرَفَةَ , إِذْ أَقْبَلَ فِتْيَةٌ أُدْمَانُ يَحْمِلُونَ فَتًى أَدْمَنَ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ قَدْ بَلِيَ بَدَنُهُ وَكَانَتْ لَهُ حَلَاوَةٌ وَجَمَالٌ حَتَّى وَقَفُوهُ بَيْنَ يَدَيْهِ , ثُمَّ قَالُوا : اسْتَشْفِ لِهَذَا يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ : " وَمَا بِهِ ؟ " قَالَ : فَتَرَنَّمَ الْفَتَى بِصَوْتٍ ضَعِيفٍ حَتَّى لَا يُبَيِّنَ وَهُوَ يَقُولُ : {
} بِنَا مِنْ جَوَى الْأَحْزَانِ وَالْحُبِّ لَوْعَةٌ {
}تَكَادُ لَهَا نَفْسُ الشَّفِيقِ تَذُوبُ {
}{
} وَلَكِنَّمَا أَبْقَى حَشَاشَةَ مِعْوَلٍ {
}عَلَى مَا بِهِ عُودٌ هُنَاكَ صَلِيبُ {
}{
} وَمَا عَجَبٌ مَوْتُ الْمُحِبِّينَ فِي الْهَوَى {
}وَلَكِنْ بَقَاءُ الْعَاشِقِينَ عَجِيبُ {
}ثُمَّ شَهَقَ شَهْقَةً فَمَاتَ . قَالَ عِكْرِمَةُ : فَمَا زَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ يَتَعَوَّذُ بِاللَّهِ مِنَ الْحُبِّ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الزُّهْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ بَكَّارٍ , عَنْ فُلَيْحِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَالِحٍ , عَنْ عَمِّهِ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ , عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ : إِنَّا لَمَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ , عَشِّيَةَ عَرَفَةَ , إِذْ أَقْبَلَ فِتْيَةٌ أُدْمَانُ يَحْمِلُونَ فَتًى أَدْمَنَ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ قَدْ بَلِيَ بَدَنُهُ وَكَانَتْ لَهُ حَلَاوَةٌ وَجَمَالٌ حَتَّى وَقَفُوهُ بَيْنَ يَدَيْهِ , ثُمَّ قَالُوا : اسْتَشْفِ لِهَذَا يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ . قَالَ : وَمَا بِهِ ؟ قَالَ : فَتَرَنَّمَ الْفَتَى بِصَوْتٍ ضَعِيفٍ حَتَّى لَا يُبَيِّنَ وَهُوَ يَقُولُ : بِنَا مِنْ جَوَى الْأَحْزَانِ وَالْحُبِّ لَوْعَةٌ تَكَادُ لَهَا نَفْسُ الشَّفِيقِ تَذُوبُ وَلَكِنَّمَا أَبْقَى حَشَاشَةَ مِعْوَلٍ عَلَى مَا بِهِ عُودٌ هُنَاكَ صَلِيبُ وَمَا عَجَبٌ مَوْتُ الْمُحِبِّينَ فِي الْهَوَى وَلَكِنْ بَقَاءُ الْعَاشِقِينَ عَجِيبُ ثُمَّ شَهَقَ شَهْقَةً فَمَاتَ . قَالَ عِكْرِمَةُ : فَمَا زَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ يَتَعَوَّذُ بِاللَّهِ مِنَ الْحُبِّ