بَيْنَمَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ يَنْظُرُ فِي مَظَالِمِ النَّاسِ وَقَعَتْ فِي يَدِهِ رُقْعَةٌ فَقَرَأَهَا , فَإِذَا فِيهَا مَكْتُوبٌ : {
} تَغَيَّرَ وَجْهُ الْبَدْرِ إِذْ غُيِّبَ الْبَدْرُ {
}وَحَالَفَنِي الْهِجْرَانُ لَا سُلِّمَ الْهَجْرُ {
}{
} عَلَى غَيْرِ جُرْمٍ كَانَ مِنِّي جَنَيْتُهُ {
}سِوَى أَنَّنِي نَوَّهْتُ إِذْ غُلِبَ الصَّبْرُ {
}{
} وَإِنَّ امَرَأً أَهْدَى رَيَاحِينَ قَلْبِهِ {
}إِلَى إِلْفِهِ إِذْ شَفَّهُ الشَّوْقُ وَالذِّكْرُ {
}{
} حَقِيقٌ بِأَنْ يَصْفُوَ لَهُ الرَّدُّ وَالْهَوَى {
}وَيُصْرَفَ عَنْهُ الْهَجْرُ إِذْ مُنِعَ الْعُذْرُ {
}{
} فَقُلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّمَا {
}أَتَيْنَاكَ لِلْفُتْيَا إِذَا وَضَحَ الْأَمْرُ {
}قَالَ : فَوَقَّعَ فِي ظَهْرِ الرُّقْعَةِ : {
} لَقَدْ وَضَحَتْ فِيكَ الْقَضِيَّةُ يَا عَمْرُو {
}وَأَنْتَ حَقِيقٌ أَنْ يَحِلَّ بِكَ الْهَجْرُ {
}{
} لِأَنَّكَ أَظْهَرْتَ الَّذِي كُنْتَ كَاتِمًا {
}وَنَوَّهْتَ بِالْحُبِّ الَّذِي ضَمِنَ الصَّبْرُ وَالصَّدْرُ {
}{
} فَبُحْتَ بِهِ فِي النَّاسِ حَتَّى إِذَا بَدَا {
}سِقَامُ الْهَوَى نَادَيْتَ أَنْ غُلِبَ الصَّبْرُ {
}{
} فَهَلَّا بِكِتْمَانِ الْهَوَى مِتَّ صَبْوَةً {
}فَتَهْلِكَ مَحْمُودًا وَفِي كَفِّكَ الْعُذْرُ {
}{
} فَلَسْتُ أَرَى إِنْ بُحْتَ بِالْحُبِّ وَالْهَوَى {
}جَزَاءَكَ إِلَّا أَنْ يُعَاقِبَكَ الْبَدْرُ {
}
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ قَالَ : بَيْنَمَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ يَنْظُرُ فِي مَظَالِمِ النَّاسِ وَقَعَتْ فِي يَدِهِ رُقْعَةٌ فَقَرَأَهَا , فَإِذَا فِيهَا مَكْتُوبٌ : تَغَيَّرَ وَجْهُ الْبَدْرِ إِذْ غُيِّبَ الْبَدْرُ وَحَالَفَنِي الْهِجْرَانُ لَا سُلِّمَ الْهَجْرُ عَلَى غَيْرِ جُرْمٍ كَانَ مِنِّي جَنَيْتُهُ سِوَى أَنَّنِي نَوَّهْتُ إِذْ غُلِبَ الصَّبْرُ وَإِنَّ امَرَأً أَهْدَى رَيَاحِينَ قَلْبِهِ إِلَى إِلْفِهِ إِذْ شَفَّهُ الشَّوْقُ وَالذِّكْرُ حَقِيقٌ بِأَنْ يَصْفُوَ لَهُ الرَّدُّ وَالْهَوَى وَيُصْرَفَ عَنْهُ الْهَجْرُ إِذْ مُنِعَ الْعُذْرُ فَقُلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّمَا أَتَيْنَاكَ لِلْفُتْيَا إِذَا وَضَحَ الْأَمْرُ قَالَ : فَوَقَّعَ فِي ظَهْرِ الرُّقْعَةِ : لَقَدْ وَضَحَتْ فِيكَ الْقَضِيَّةُ يَا عَمْرُو وَأَنْتَ حَقِيقٌ أَنْ يَحِلَّ بِكَ الْهَجْرُ لِأَنَّكَ أَظْهَرْتَ الَّذِي كُنْتَ كَاتِمًا وَنَوَّهْتَ بِالْحُبِّ الَّذِي ضَمِنَ الصَّبْرُ وَالصَّدْرُ فَبُحْتَ بِهِ فِي النَّاسِ حَتَّى إِذَا بَدَا سِقَامُ الْهَوَى نَادَيْتَ أَنْ غُلِبَ الصَّبْرُ فَهَلَّا بِكِتْمَانِ الْهَوَى مِتَّ صَبْوَةً فَتَهْلِكَ مَحْمُودًا وَفِي كَفِّكَ الْعُذْرُ فَلَسْتُ أَرَى إِنْ بُحْتَ بِالْحُبِّ وَالْهَوَى جَزَاءَكَ إِلَّا أَنْ يُعَاقِبَكَ الْبَدْرُ