حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُخَرِّمِيُّ قَالَ : " اشْتَرَيْتُ لِهَارُونَ الرَّشِيدِ جَارِيَةً مَدِينِيَّةً ، فَأُعْجِبَ بِهَا ، فَأَمَرَ الْفَضْلَ بْنَ الرَّبِيعِ أَنْ يَبْعَثَ فِي حَمْلِ أَهْلِهَا وَمَوَالِيهَا لِيَنْصَرِفُوا بِجَوَائِزِهَا ، وَأَرَادَ بِذَلِكَ تَشْرِيفَهَا ، فَوَفَدَ إِلَى مَدِينَةِ السَّلَامِ ثَمَانُونَ رَجُلًا ، وَوَفَدَ مَعَهُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَاسْتَوْطَنَ الْمَدِينَةَ ، كَانَ يَهْوَى الْجَارِيَةَ ، فَلَمَّا بَلَغَ الرَّشِيدَ خَبَرُهُمْ أَمَرَ الْفَضْلَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لِيَكْتَتِبَ اسْمَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ وَحَاجَتَهُ ، فَفَعَلَ حَتَّى بَلَغَ إِلَى الْعِرَاقِيِّ فَقَالَ لَهُ : حَاجَتُكُ ؟ فَقَالَ : إِنْ أَنْتَ كَتَبْتَهَا وَضَمِنْتَ لِي عَرْضَهَا مَعَ مَا تَعْرِضُ أَنْبَأْتُكَ بِهَا ، فَقَالَ : أَفْعَلُ ذَلِكَ ، فَقَالَ : حَاجَتِي أَنْ أَجْلِسَ مَعَ فُلَانَةَ حَتَّى تُغَنِّينِي ثَلَاثَةَ أَصْوَاتٍ ، وَأَشْرَبُ ثَلَاثَةَ أَرْطَالٍ ، وَأُخْبِرُهَا بِمَا تُجِنُّهُ ضُلُوعِي مِنْ حُبِّهَا . فَقَالَ الْفَضْلُ : أَنْتَ مَوْسُوسٌ مَدْخُولٌ عَلَيْكَ فِي عَقْلِكِ قَالَ : يَا هَذَا ، قَدْ أُمِرْتَ أَنْ تَكْتُبَ مَا يَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا ، فَاكْتُبْ مَا أَقُولُ وَاعْرِضْهُ ، فَإِنْ أُجِبْتُ إِلَيْهِ ، وَإِلَّا فَأَنْتَ فِي أَوْسَعِ الْعُذْرِ ، فَدَخَلَ الْفَضْلُ مُغْضَبًا ، فَوَقَفَ بَيْنَ يَدَيِ الرَّشِيدِ ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ مَا كَتَبَ ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فِيهِمْ وَاحِدٌ مَجْنُونٌ سَأَلَ مَا أُجِلُّ مَجْلِسَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ التَّفَوُّهِ بِهِ ، فَقَالَ : قُلْ وَلَا تَجْزَعَنَّ . فَقَالَ كَذَا وَكَذَا قَالَ : اخْرُجْ إِلَيْهِ وَقُلْ لَهُ : إِذَا كَانَ بَعْدَ ثَلَاثٍ فَاحْضُرْ لِيُنْجَزَ لَكَ مَا سَأَلْتَ ، وَكُنْ أَنْتَ تَتَوَلَّى الِاسْتِئْذَانَ لَهُ ، وَدَعَا بِخَادِمٍ ، وَقَالَ : امْضِ إِلَى فُلَانَةَ وَقُلْ لَهَا : قَدْ حَضَرَ رَجُلٌ قَالَ كَذَا وَكَذَا ، وَقَدْ أَجَبْنَاهُ إِلَى مَا سَأَلَ فَكُونِي عَلَى أُهْبَةٍ . ثُمَّ خَرَجَ الْفَضْلُ إِلَى الْفَتَى فَأَدَّى إِلَيْهِ كَمَا قَالَ الرَّشِيدُ ، فَانْصَرَفَ ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَضَرَ وَعَرَفَ الرَّشِيدُ خَبَرَهُ ، فَقَالَ : يُلْقَى لَهُ بِحَيْثُ أَرَى كُرْسِيًّا مِنْ فِضَّةٍ وَلِلْجَارِيَةِ كُرْسِيًّا مِنْ ذَهَبٍ ، وَلْتَخْرُجْ إِلَيْهِ وَتُحْضِرْ ثَلَاثَةَ أَرْطَالٍ . فَجَلَسَ الْمُغَنِّي عَلَى كُرْسِيٍّ ، وَجَلَسَتِ الْجَارِيَةُ بِإِزَائِهِ ، فَحَدَّثَهَا وَالرَّشِيدُ يَرَاهُمَا فَقَالَ الْخَادِمُ : لَمْ تَدْخُلْ لِتَشْتَبِقَ وَتُضِيفَ . فَأَخَذَ رِطْلًا وَخَرَّ سَاجِدًا ، وَقَالَ : إِذَا شِئْتَ أَنْ تُغَنِّي فَغَنِّي : {
} خَلِيلِيَّ عُوجَا بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمَا {
}وَإِنْ لَمْ تَكُنْ هِنْدٌ بِأَرْضِكُمَا قَصْدَا {
}{
} وَقُولَا لَهَا : لَيْسَ الضَّلَالُ أَجَازَنَا {
}وَلَكِنَّمَا جُزْنَا لِنَلْقَاكُمَا عَمْدَا {
}{
} غَدًا يَكْثُرُ الْبَاكُونَ مِنَّا وَمِنْكُمُ {
}وَتْزَدادُ دَارِي مِنْ دِيَارَكُمُ بُعْدَا {
}فَغَنَّتْ ، ثُمَّ شَرِبَ الرِّطْلَ وَحَادَثَهَا سَاعَةً ، فَاسْتَحَثَّهُ الْخَادِمُ فَأَخَذَ الرِّطْلَ بِيَدِهِ وَقَالَ : غَنِّي ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكِ : {
} تَكَلَّمَ مِنَّا فِي الْوُجُوهِ عُيُونُنَا {
}فَنَحْنُ سُكُوتٌ وَالْهَوَى يَتَكَلَّمُ {
}{
} وَنْغَضُبُ أَحْيَانًا وَنَرْضَى بِطَرْفِنَا {
}وَذَلِكَ بِمَا بَيْنَنَا لَيْسَ يُعْلَمُ {
}فَغَنَّتْهُ ، وَشَرِبَ الرِّطْلَ الْبَاقِيَ ، وَحَادَثَتْهُ سَاعَةً ، فَاسْتَعْجَلَهُ الْخَادِمُ فَخَرَّ سَاجِدًا يَبْكِي ، وَأَخَذَ الرِّطْلَ بِيَدِهِ وَاسْتَوْدَعَهَا اللَّهَ ، وَقَامَ عَلَى رِجْلِهِ وَدُمُوعُهُ تَسْتَبِقُ اسْتِبَاقَ الْمَطَرِ وَقَالَ : إِذَا شِئْتِ أَنْ تُغَنِّي فَغَنِّي : {
} أَحْسَنَ مَا كُنَّا تَفَرَّقْنَا {
}وَخَانَنَا الدَّهْرُ وَمَا خُنَّا {
}{
} فَلَيْتَ ذَا الدَّهْرَ لَنَا مَرَّةً {
}عَادَ لَنَا يَوْمًا كَمَا كُنَّا {
}فَغَنَّتْهُ الصَّوْتَ ، فَقَلَبَ الْفَتَى طَرْفَهُ فَبَصُرَ فِي الصَّحْنِ فَأَمَّهَا ، وَأَتْبَعَهُ الْخَدَمُ لِيُهْدُوهُ الطَّرِيقَ ، فَفَاتَهُمْ وَصَعِدَ الدَّرَجَةَ فَأَلْقَى نَفْسَهُ إِلَى الْأَرْضِ عَلَى رَأْسِهِ فَخَرَّ مَيِّتًا ، فَقَالَ الرَّشِيدُ : عَجَّلَ الْفَتَى ، وَلَوْ لَمْ يُعَجِّلْ لَوَهَبْتُهَا لَهُ "
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْأَجَلُّ الْإِمَامُ الْعَالِمُ شِهَابُ الدِّينِ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَلِيٍّ الْغَزْنَوِيُّ أَيَّدَهُ اللَّهُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِالْقَاهِرَةِ ، ثَامِنَ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْكَرَمِ الْمُبَارَكُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الشَّهْرَزُورِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي شُهُورِ سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَاجِبُ الْجَلِيلُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَلَّافُ قِرَاءَةُ عَلَيْهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ الْكِنْدِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِمَكَّةَ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْخَرَائِطِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُخَرِّمِيُّ قَالَ : اشْتَرَيْتُ لِهَارُونَ الرَّشِيدِ جَارِيَةً مَدِينِيَّةً ، فَأُعْجِبَ بِهَا ، فَأَمَرَ الْفَضْلَ بْنَ الرَّبِيعِ أَنْ يَبْعَثَ فِي حَمْلِ أَهْلِهَا وَمَوَالِيهَا لِيَنْصَرِفُوا بِجَوَائِزِهَا ، وَأَرَادَ بِذَلِكَ تَشْرِيفَهَا ، فَوَفَدَ إِلَى مَدِينَةِ السَّلَامِ ثَمَانُونَ رَجُلًا ، وَوَفَدَ مَعَهُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَاسْتَوْطَنَ الْمَدِينَةَ ، كَانَ يَهْوَى الْجَارِيَةَ ، فَلَمَّا بَلَغَ الرَّشِيدَ خَبَرُهُمْ أَمَرَ الْفَضْلَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لِيَكْتَتِبَ اسْمَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ وَحَاجَتَهُ ، فَفَعَلَ حَتَّى بَلَغَ إِلَى الْعِرَاقِيِّ فَقَالَ لَهُ : حَاجَتُكُ ؟ فَقَالَ : إِنْ أَنْتَ كَتَبْتَهَا وَضَمِنْتَ لِي عَرْضَهَا مَعَ مَا تَعْرِضُ أَنْبَأْتُكَ بِهَا ، فَقَالَ : أَفْعَلُ ذَلِكَ ، فَقَالَ : حَاجَتِي أَنْ أَجْلِسَ مَعَ فُلَانَةَ حَتَّى تُغَنِّينِي ثَلَاثَةَ أَصْوَاتٍ ، وَأَشْرَبُ ثَلَاثَةَ أَرْطَالٍ ، وَأُخْبِرُهَا بِمَا تُجِنُّهُ ضُلُوعِي مِنْ حُبِّهَا . فَقَالَ الْفَضْلُ : أَنْتَ مَوْسُوسٌ مَدْخُولٌ عَلَيْكَ فِي عَقْلِكِ قَالَ : يَا هَذَا ، قَدْ أُمِرْتَ أَنْ تَكْتُبَ مَا يَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا ، فَاكْتُبْ مَا أَقُولُ وَاعْرِضْهُ ، فَإِنْ أُجِبْتُ إِلَيْهِ ، وَإِلَّا فَأَنْتَ فِي أَوْسَعِ الْعُذْرِ ، فَدَخَلَ الْفَضْلُ مُغْضَبًا ، فَوَقَفَ بَيْنَ يَدَيِ الرَّشِيدِ ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ مَا كَتَبَ ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فِيهِمْ وَاحِدٌ مَجْنُونٌ سَأَلَ مَا أُجِلُّ مَجْلِسَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ التَّفَوُّهِ بِهِ ، فَقَالَ : قُلْ وَلَا تَجْزَعَنَّ . فَقَالَ كَذَا وَكَذَا قَالَ : اخْرُجْ إِلَيْهِ وَقُلْ لَهُ : إِذَا كَانَ بَعْدَ ثَلَاثٍ فَاحْضُرْ لِيُنْجَزَ لَكَ مَا سَأَلْتَ ، وَكُنْ أَنْتَ تَتَوَلَّى الِاسْتِئْذَانَ لَهُ ، وَدَعَا بِخَادِمٍ ، وَقَالَ : امْضِ إِلَى فُلَانَةَ وَقُلْ لَهَا : قَدْ حَضَرَ رَجُلٌ قَالَ كَذَا وَكَذَا ، وَقَدْ أَجَبْنَاهُ إِلَى مَا سَأَلَ فَكُونِي عَلَى أُهْبَةٍ . ثُمَّ خَرَجَ الْفَضْلُ إِلَى الْفَتَى فَأَدَّى إِلَيْهِ كَمَا قَالَ الرَّشِيدُ ، فَانْصَرَفَ ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَضَرَ وَعَرَفَ الرَّشِيدُ خَبَرَهُ ، فَقَالَ : يُلْقَى لَهُ بِحَيْثُ أَرَى كُرْسِيًّا مِنْ فِضَّةٍ وَلِلْجَارِيَةِ كُرْسِيًّا مِنْ ذَهَبٍ ، وَلْتَخْرُجْ إِلَيْهِ وَتُحْضِرْ ثَلَاثَةَ أَرْطَالٍ . فَجَلَسَ الْمُغَنِّي عَلَى كُرْسِيٍّ ، وَجَلَسَتِ الْجَارِيَةُ بِإِزَائِهِ ، فَحَدَّثَهَا وَالرَّشِيدُ يَرَاهُمَا فَقَالَ الْخَادِمُ : لَمْ تَدْخُلْ لِتَشْتَبِقَ وَتُضِيفَ . فَأَخَذَ رِطْلًا وَخَرَّ سَاجِدًا ، وَقَالَ : إِذَا شِئْتَ أَنْ تُغَنِّي فَغَنِّي : خَلِيلِيَّ عُوجَا بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمَا وَإِنْ لَمْ تَكُنْ هِنْدٌ بِأَرْضِكُمَا قَصْدَا وَقُولَا لَهَا : لَيْسَ الضَّلَالُ أَجَازَنَا وَلَكِنَّمَا جُزْنَا لِنَلْقَاكُمَا عَمْدَا غَدًا يَكْثُرُ الْبَاكُونَ مِنَّا وَمِنْكُمُ وَتْزَدادُ دَارِي مِنْ دِيَارَكُمُ بُعْدَا فَغَنَّتْ ، ثُمَّ شَرِبَ الرِّطْلَ وَحَادَثَهَا سَاعَةً ، فَاسْتَحَثَّهُ الْخَادِمُ فَأَخَذَ الرِّطْلَ بِيَدِهِ وَقَالَ : غَنِّي ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكِ : تَكَلَّمَ مِنَّا فِي الْوُجُوهِ عُيُونُنَا فَنَحْنُ سُكُوتٌ وَالْهَوَى يَتَكَلَّمُ وَنْغَضُبُ أَحْيَانًا وَنَرْضَى بِطَرْفِنَا وَذَلِكَ بِمَا بَيْنَنَا لَيْسَ يُعْلَمُ فَغَنَّتْهُ ، وَشَرِبَ الرِّطْلَ الْبَاقِيَ ، وَحَادَثَتْهُ سَاعَةً ، فَاسْتَعْجَلَهُ الْخَادِمُ فَخَرَّ سَاجِدًا يَبْكِي ، وَأَخَذَ الرِّطْلَ بِيَدِهِ وَاسْتَوْدَعَهَا اللَّهَ ، وَقَامَ عَلَى رِجْلِهِ وَدُمُوعُهُ تَسْتَبِقُ اسْتِبَاقَ الْمَطَرِ وَقَالَ : إِذَا شِئْتِ أَنْ تُغَنِّي فَغَنِّي : أَحْسَنَ مَا كُنَّا تَفَرَّقْنَا وَخَانَنَا الدَّهْرُ وَمَا خُنَّا فَلَيْتَ ذَا الدَّهْرَ لَنَا مَرَّةً عَادَ لَنَا يَوْمًا كَمَا كُنَّا فَغَنَّتْهُ الصَّوْتَ ، فَقَلَبَ الْفَتَى طَرْفَهُ فَبَصُرَ فِي الصَّحْنِ فَأَمَّهَا ، وَأَتْبَعَهُ الْخَدَمُ لِيُهْدُوهُ الطَّرِيقَ ، فَفَاتَهُمْ وَصَعِدَ الدَّرَجَةَ فَأَلْقَى نَفْسَهُ إِلَى الْأَرْضِ عَلَى رَأْسِهِ فَخَرَّ مَيِّتًا ، فَقَالَ الرَّشِيدُ : عَجَّلَ الْفَتَى ، وَلَوْ لَمْ يُعَجِّلْ لَوَهَبْتُهَا لَهُ