عَنِ السَّرِيِّ بْنِ الْمُطَّلِبِ قَالَ : كَانَ الْحَارِثُ بْنُ الشَّرِيدِ مَفْتُونًا بِعَفْرَاءَ بِنْتِ أَحْمَرَ ، فَبَقِيَ سَقِيمًا بُرْهَةً مِنْ دَهْرِهِ ، وَكَانَتْ تُحِبُّهُ ، فَلَمَّا أَجْهَدَهُ الْأَمْرُ كَتَبَ إِلَيْهَا : {
} صَبَرْتُ عَلَى كِتْمَانِ حُبِّكِ بُرْهَةً {
}وَبِي مِنْكِ فِي الْأَحْشَاءِ أَصْدَقُ شَاهِدِ {
}{
} هُوَ الْمَوْتُ إِنْ لَمْ تَأْتِنِي مِنْكِ رُقْعَةٌ {
}تَقُومُ لِقَلْبِي فِي مَقَامِ الْعَوَائِدِ {
}فَكَتَبَتْ إِلَيْهِ : {
} كُفِيتَ الَّذِي نَخْشَى وَصِرْتَ إِلَى الْمُنَى {
}وَنِلْتَ الَّذِي تَهْوَى بِرَغْمِ الْحَوَاسِدِ {
}{
} وَوَاللَّهِ لَوْلَا أَنْ يُقَالَ تَظَنُّنًا {
}بِيَ السُّوءَ مَا جَانَبْتُ فِعْلَ الْعَوَائِدِ {
}فَلَمَّا وَصَلَّتِ الرُّقْعَةُ وَضَعَهَا عَلَى وَجْهِهِ ، فَلَمَّا شَمَّ رَائِحَةَ يَدِهَا وَكَانَتْ مِنْ أَعْطَرِ النِّسَاءِ فِي زَمَانِهَا شَهِقَ شَهْقَةً قَضَى نَحْبَهُ ، فَقِيلَ لِعَفْرَاءَ : مَا كَانَ يَضُرُّكِ لَوْ رَوَّحْتِ عَنْ قَلْبِهِ وَأَجَبْتِيهِ بِزَوْرَةٍ ؟ قَالَتْ : مَنَعَنِي مِنْ ذَلِكَ قَوْلُكُمْ : عَفْرَاءُ قَدْ صَبَتْ إِلَى الْحَارِثِ ، وَوَاللَّهِ لَأَقْتُلَنَّ نَفْسِي عَلَى أَثَرِهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ بِي إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ . فَفَعَلَتْ ذَلِكَ "
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ تَمِيمٍ الْخُزَاعِيُّ ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ الْمُطَّلِبِ قَالَ : كَانَ الْحَارِثُ بْنُ الشَّرِيدِ مَفْتُونًا بِعَفْرَاءَ بِنْتِ أَحْمَرَ ، فَبَقِيَ سَقِيمًا بُرْهَةً مِنْ دَهْرِهِ ، وَكَانَتْ تُحِبُّهُ ، فَلَمَّا أَجْهَدَهُ الْأَمْرُ كَتَبَ إِلَيْهَا : صَبَرْتُ عَلَى كِتْمَانِ حُبِّكِ بُرْهَةً وَبِي مِنْكِ فِي الْأَحْشَاءِ أَصْدَقُ شَاهِدِ هُوَ الْمَوْتُ إِنْ لَمْ تَأْتِنِي مِنْكِ رُقْعَةٌ تَقُومُ لِقَلْبِي فِي مَقَامِ الْعَوَائِدِ فَكَتَبَتْ إِلَيْهِ : كُفِيتَ الَّذِي نَخْشَى وَصِرْتَ إِلَى الْمُنَى وَنِلْتَ الَّذِي تَهْوَى بِرَغْمِ الْحَوَاسِدِ وَوَاللَّهِ لَوْلَا أَنْ يُقَالَ تَظَنُّنًا بِيَ السُّوءَ مَا جَانَبْتُ فِعْلَ الْعَوَائِدِ فَلَمَّا وَصَلَّتِ الرُّقْعَةُ وَضَعَهَا عَلَى وَجْهِهِ ، فَلَمَّا شَمَّ رَائِحَةَ يَدِهَا وَكَانَتْ مِنْ أَعْطَرِ النِّسَاءِ فِي زَمَانِهَا شَهِقَ شَهْقَةً قَضَى نَحْبَهُ ، فَقِيلَ لِعَفْرَاءَ : مَا كَانَ يَضُرُّكِ لَوْ رَوَّحْتِ عَنْ قَلْبِهِ وَأَجَبْتِيهِ بِزَوْرَةٍ ؟ قَالَتْ : مَنَعَنِي مِنْ ذَلِكَ قَوْلُكُمْ : عَفْرَاءُ قَدْ صَبَتْ إِلَى الْحَارِثِ ، وَوَاللَّهِ لَأَقْتُلَنَّ نَفْسِي عَلَى أَثَرِهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ بِي إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ . فَفَعَلَتْ ذَلِكَ