عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ : " رَأَيْتُ جَارِيَةً عِنْدَ قَبْرٍ وَهِيَ تَقُولُ : {
} بِنَفْسِي فَتًى أَوْ بِالْبَرِيَّةِ كُلِّهَا {
}وَأَقْوَاهُمْ فِي الْمَوْتِ صَبْرًا عَلَى الْحُبِّ {
}فَقُلْتُ : بِمِرْصَادٍ أَقْوَاهُمْ وَأَوْفَاهُمْ قَالَتْ : هُوَيْنَى ، فَكَانَ أَهْلِي إِذَا جَاهَرَ بِحُبِّي لَامُوهُ ، وَإِذَا كَتَمَهُ عَنَّفُوهُ ، فَلَمَّا أَخَذَهُ الْأَمِيرُ قَالَ بَيْتَيْنِ مِنَ الشِّعْرِ وَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهُمَا إِلَى أَنْ مَاتَ . قُلْتُ : مَا هُمَا ؟ قَالَتْ : قَوْلُهُ : {
} يَقُولُونَ إِنْ جَاهَرْتُ : قَدْ عَضَّكَ الْهَوَى {
}وَإِنْ لَمْ أَبُحْ بِالْحُبِّ قَالُوا : تَصَبَّرَا {
}{
} فَمَا لِلَّذِي يَهْوَى وَيَكْتُمُ حُبَّهُ {
}مِنَ الْأَمْرِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ فَيُعْذَرَا {
}وَاللَّهِ يَا هَذَا ، لَا أَبْرَحُ أَوْ يَتَّصِلَ قَبْرَانَا ، ثُمَّ شَهِقَتْ شَهْقَةً فَصَاحَ النِّسَاءُ وَقُلْنَ : قَضَتْ وَالَّذِي اخْتَارَ لَهَا الْوَفَاةَ ، فَمَا رَأَيْتُ أَسْرَعَ وَلَا أَوْحَى مِنْ أَمْرِهَا "
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ الْعُمَرِيُّ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ : رَأَيْتُ جَارِيَةً عِنْدَ قَبْرٍ وَهِيَ تَقُولُ : بِنَفْسِي فَتًى أَوْ بِالْبَرِيَّةِ كُلِّهَا وَأَقْوَاهُمْ فِي الْمَوْتِ صَبْرًا عَلَى الْحُبِّ فَقُلْتُ : بِمِرْصَادٍ أَقْوَاهُمْ وَأَوْفَاهُمْ قَالَتْ : هُوَيْنَى ، فَكَانَ أَهْلِي إِذَا جَاهَرَ بِحُبِّي لَامُوهُ ، وَإِذَا كَتَمَهُ عَنَّفُوهُ ، فَلَمَّا أَخَذَهُ الْأَمِيرُ قَالَ بَيْتَيْنِ مِنَ الشِّعْرِ وَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهُمَا إِلَى أَنْ مَاتَ . قُلْتُ : مَا هُمَا ؟ قَالَتْ : قَوْلُهُ : يَقُولُونَ إِنْ جَاهَرْتُ : قَدْ عَضَّكَ الْهَوَى وَإِنْ لَمْ أَبُحْ بِالْحُبِّ قَالُوا : تَصَبَّرَا فَمَا لِلَّذِي يَهْوَى وَيَكْتُمُ حُبَّهُ مِنَ الْأَمْرِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ فَيُعْذَرَا وَاللَّهِ يَا هَذَا ، لَا أَبْرَحُ أَوْ يَتَّصِلَ قَبْرَانَا ، ثُمَّ شَهِقَتْ شَهْقَةً فَصَاحَ النِّسَاءُ وَقُلْنَ : قَضَتْ وَالَّذِي اخْتَارَ لَهَا الْوَفَاةَ ، فَمَا رَأَيْتُ أَسْرَعَ وَلَا أَوْحَى مِنْ أَمْرِهَا