عَنْ رُكَيْنٍ ، يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : عَرَضَ الْحَجَّاجُ سِجْنَهُ يَوْمًا : " فَأُتِيَ بِرَجُلٍ فَقَالَ لَهُ : مَا كَانَ جُرْمُكَ ؟ فَقَالَ : أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ ، أَخَذَنِي عَسَسُ الْأَمِيرِ ، وَأَنَا مُخْبِرٌ بِخَبَرِي ، فَإِنْ يَكُنِ الْكَذِبُ يُنَجِّي فِالصِّدْقُ أَوْلَى بِالنَّجَاةِ ، فَقَالَ : وَمَا قِصَّتُكَ ؟ قَالَ : كُنْتُ أَخًا لِفُلَانٍ فَضَرَبَ الْأَمِيرُ عَلَيْهِ الْبَعْثَ إِلَى خُرَاسَانَ ، وَكَانَتِ امْرَأَتُهُ تَهْوَانِي وَأَنَا لَا أَشْعُرُ ، فَبَعَثَتْ إِلَيَّ ذَاتَ يَوْمٍ رَسُولًا أَنْ قَدْ جَاءَنَا كِتَابُ صَاحِبِكَ فَهَلُمَّ لِتَقْرَأَهُ ، فَمَضَيْتُ إِلَيْهَا فَجَعَلَتْ تَشْغَلُنِي بِالْحَدِيثِ حَتَّى صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ ، ثُمَّ أَظْهَرَتْ لِي مَا فِي نَفْسِهَا مِنِّي ، وَدَعَتْنِي إِلَى الشَّرِّ فَأَبَيْتُ ذَلِكَ ، فَقَالَتْ : وَاللَّهِ لَئِنْ لَمْ تَفْعَلْ لَأَصِيحَنَّ وَلَأَقُولَنَّ : إِنَّكَ لِصٌّ ، فَخِفْتُهَا وَاللَّهِ أَيُّهَا الْأَمِيرُ عَلَى نَفْسِي ، فَقُلْتُ : أَمْهِلِي حَتَّى اللَّيْلِ ، فَلَمَّا صَلَّيْتُ الْعَتَمَةَ وَثِقْتُ بِشِدَّةِ حَرَسِ الْأَمِيرِ ، فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهَا هَارِبًا ، وَكَانَ الْقَتْلُ أَيْسَرَ عَلَيَّ مِنْ خِيَانَةِ أَخِي ، فَلَقِيَنِي عَسَسُ الْأَمِيرِ فَأَخَذُونِي ، وَقَدْ قُلْتُ فِي ذَلِكَ شِعْرًا . قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : {
} رُبَّ بَيْضَاءَ بَضَّةٍ ذَاتِ دَلٍّ {
}قَدْ دَعَتْنِي لِوَصْلِهَا فَأَبَيْتُ {
}{
} لَمْ يَكُنْ شَأْنِيَ الْعَفَافَ , وَلَكِنْ {
}كُنْتُ نَدْمَانَ زَوْجِهَا فَاسْتَحَيْتُ {
}
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ ، عَنْ رُكَيْنٍ ، يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : عَرَضَ الْحَجَّاجُ سِجْنَهُ يَوْمًا : فَأُتِيَ بِرَجُلٍ فَقَالَ لَهُ : مَا كَانَ جُرْمُكَ ؟ فَقَالَ : أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ ، أَخَذَنِي عَسَسُ الْأَمِيرِ ، وَأَنَا مُخْبِرٌ بِخَبَرِي ، فَإِنْ يَكُنِ الْكَذِبُ يُنَجِّي فِالصِّدْقُ أَوْلَى بِالنَّجَاةِ ، فَقَالَ : وَمَا قِصَّتُكَ ؟ قَالَ : كُنْتُ أَخًا لِفُلَانٍ فَضَرَبَ الْأَمِيرُ عَلَيْهِ الْبَعْثَ إِلَى خُرَاسَانَ ، وَكَانَتِ امْرَأَتُهُ تَهْوَانِي وَأَنَا لَا أَشْعُرُ ، فَبَعَثَتْ إِلَيَّ ذَاتَ يَوْمٍ رَسُولًا أَنْ قَدْ جَاءَنَا كِتَابُ صَاحِبِكَ فَهَلُمَّ لِتَقْرَأَهُ ، فَمَضَيْتُ إِلَيْهَا فَجَعَلَتْ تَشْغَلُنِي بِالْحَدِيثِ حَتَّى صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ ، ثُمَّ أَظْهَرَتْ لِي مَا فِي نَفْسِهَا مِنِّي ، وَدَعَتْنِي إِلَى الشَّرِّ فَأَبَيْتُ ذَلِكَ ، فَقَالَتْ : وَاللَّهِ لَئِنْ لَمْ تَفْعَلْ لَأَصِيحَنَّ وَلَأَقُولَنَّ : إِنَّكَ لِصٌّ ، فَخِفْتُهَا وَاللَّهِ أَيُّهَا الْأَمِيرُ عَلَى نَفْسِي ، فَقُلْتُ : أَمْهِلِي حَتَّى اللَّيْلِ ، فَلَمَّا صَلَّيْتُ الْعَتَمَةَ وَثِقْتُ بِشِدَّةِ حَرَسِ الْأَمِيرِ ، فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهَا هَارِبًا ، وَكَانَ الْقَتْلُ أَيْسَرَ عَلَيَّ مِنْ خِيَانَةِ أَخِي ، فَلَقِيَنِي عَسَسُ الْأَمِيرِ فَأَخَذُونِي ، وَقَدْ قُلْتُ فِي ذَلِكَ شِعْرًا . قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : رُبَّ بَيْضَاءَ بَضَّةٍ ذَاتِ دَلٍّ قَدْ دَعَتْنِي لِوَصْلِهَا فَأَبَيْتُ لَمْ يَكُنْ شَأْنِيَ الْعَفَافَ , وَلَكِنْ كُنْتُ نَدْمَانَ زَوْجِهَا فَاسْتَحَيْتُ