حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ عُذْرَةَ قَالَ : " كَانَ فِينَا فَتًى ظَرِيفٌ غَزِلٌ ، وَكَانَ كَثِيرًا يَتَحَدَّثُ إِلَى النِّسَاءِ ، فَهَوَى جَارِيَةً مِنَ الْحَيِّ فَرَاسَلَهَا فَأَظْهَرَتْ لَهُ جَفْوَةً ، فَوَقَعَ مُضْنًى مُدْنِفًا ، وَظَهَرَ أَمْرُهُ وَبِينَتْ دَنَفُهُ ، فَلَمْ تَزَلِ النِّسَاءُ مِنْ أَهْلِهِ وَأَهْلِهَا يُكَلِّمُونَهَا حَتَّى إِجَابَتْهُ فَصَارَتْ إِلَيْهِ عَائِدَةً وَمُسَلِّمَةً ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا تَحَدَّرَتْ عَيْنَاهُ بِالدُّمُوعِ ، وَأَنْشَأَ يَقُولُ : {
} أُرِيتُكِ إِنْ مَرَّتْ عَلَيْكِ جَنَازَتِي {
}تَلُوحُ بِهَا أَيْدٍ طُوَالٍ وَشُرَّعِ {
}{
} أَمَا تَبْتَغِينَ النَّعْشَ حَتَّى تُسَلِّمِي {
}عَلَى رَمْسِ مَيْتٍ فِي الْحُفَيْرَةِ مُودَعِ {
}قَالَ : فَبَكَتْ رَحْمَةً لَهُ وَقَالَتْ : مَا ظَنَنْتُ أَنَّ الْأَمْرَ قَدْ بَلَغَ بِكَ كُلَّ هَذَا ، فَوَاللَّهِ لَأُسَاعِدَنَّكَ ، لَأُدَاوِمَنَّ عَلَى وَصْلِكَ ، فَهَمِلَتْ عَيْنَاهُ بِالدُّمُوعِ وَأَنْشَأَ يَقُولُ : {
} دَنَتْ وَظِلَالُ الْمَوْتِ بَيْنِي وَبَيْنَهَا {
}وَمَنَّتْ بِوَصْلٍ حِينَ لَا يَنْفَعُ الْوَصْلُ {
}ثُمَّ شَهِقَ شَهْقَةً خَرَجَتْ نَفْسُهُ ، فَوَقَعَتْ عَلَيْهِ تِلْثِمُهُ وَتَبْكِي ، فَرُفِعَتْ عَنْهُ مَغْشِيًّا عَلَيْهَا ، فَمَا مَكَثَتْ بَعْدَهُ إِلَّا أَيَّامًا حَتَّى مَاتَتْ "
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبَّاسٍ الصَّائِغُ قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ عُذْرَةَ قَالَ : كَانَ فِينَا فَتًى ظَرِيفٌ غَزِلٌ ، وَكَانَ كَثِيرًا يَتَحَدَّثُ إِلَى النِّسَاءِ ، فَهَوَى جَارِيَةً مِنَ الْحَيِّ فَرَاسَلَهَا فَأَظْهَرَتْ لَهُ جَفْوَةً ، فَوَقَعَ مُضْنًى مُدْنِفًا ، وَظَهَرَ أَمْرُهُ وَبِينَتْ دَنَفُهُ ، فَلَمْ تَزَلِ النِّسَاءُ مِنْ أَهْلِهِ وَأَهْلِهَا يُكَلِّمُونَهَا حَتَّى إِجَابَتْهُ فَصَارَتْ إِلَيْهِ عَائِدَةً وَمُسَلِّمَةً ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا تَحَدَّرَتْ عَيْنَاهُ بِالدُّمُوعِ ، وَأَنْشَأَ يَقُولُ : أُرِيتُكِ إِنْ مَرَّتْ عَلَيْكِ جَنَازَتِي تَلُوحُ بِهَا أَيْدٍ طُوَالٍ وَشُرَّعِ أَمَا تَبْتَغِينَ النَّعْشَ حَتَّى تُسَلِّمِي عَلَى رَمْسِ مَيْتٍ فِي الْحُفَيْرَةِ مُودَعِ قَالَ : فَبَكَتْ رَحْمَةً لَهُ وَقَالَتْ : مَا ظَنَنْتُ أَنَّ الْأَمْرَ قَدْ بَلَغَ بِكَ كُلَّ هَذَا ، فَوَاللَّهِ لَأُسَاعِدَنَّكَ ، لَأُدَاوِمَنَّ عَلَى وَصْلِكَ ، فَهَمِلَتْ عَيْنَاهُ بِالدُّمُوعِ وَأَنْشَأَ يَقُولُ : دَنَتْ وَظِلَالُ الْمَوْتِ بَيْنِي وَبَيْنَهَا وَمَنَّتْ بِوَصْلٍ حِينَ لَا يَنْفَعُ الْوَصْلُ ثُمَّ شَهِقَ شَهْقَةً خَرَجَتْ نَفْسُهُ ، فَوَقَعَتْ عَلَيْهِ تِلْثِمُهُ وَتَبْكِي ، فَرُفِعَتْ عَنْهُ مَغْشِيًّا عَلَيْهَا ، فَمَا مَكَثَتْ بَعْدَهُ إِلَّا أَيَّامًا حَتَّى مَاتَتْ