قَالَ الضَّبِّيُّ : " عَشِقَ كَامِلُ بْنُ الْوَضِينِ أَسْمَاءَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ ابْنَةَ عَمِّهِ ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ الْعِشْقُ حَتَّى صَارَ كَالشَّيْءِ الْبَالِي ، فَشَكَا أَبُوهُ إِلَى أَبِيهَا مَا نَزَلَ بِهِ لِيُزَوِّجَهَا مِنْهُ ، وَلَمْ يَعْلَمْ كَامِلُ بْنُ الْوَضِينِ ، قَالَ : وَإِذَا سَمَّى لَتَسْمَعُ كَلَامِي ؟ قِيلَ : نَعَمْ ، فَشَهِقَ شَهْقَةً وَقُضِيَ مَكَانَهُ ، فَقِيلَ لَهَا : مَاتَ بِغُصَّةِ شَجَنِهِ قَالَتْ : وَاللَّهِ لَأَمُوتَنَّ بِمِثْلِهَا ، وَلَقَدْ كُنْتُ عَلَى زِيَارَتِهِ قَادِرَةً ، فَمَنَعَنِي مِنْهَا قُبْحُ ذِكْرِ الرِّيبَةِ ، وَمَرِضَتْ ، فَلَمَّا اشْتَدَّ بِهَا الْمَرَضُ قَالَتْ لِأَشْفَقِ نِسَائِهَا عَلَيْهَا : صَوِّرِي لِي مِثَالَهُ ؛ فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزُورَهُ قَبْلَ مَوْتِي ، فَفَعَلَتْ ، فَلَمَّا وَصَلَّتِ الصُّورَةُ اعْتَنَقَتْهَا وَشَهِقَتْ فَقُضِيَتْ ، فَطَلَبَ أَبُو الْفَتَى إِلَى أَبِيهَا أَنْ يَدْفِنَهَا بِالْقُرْبِ مِنْ قَبْرِ ابْنِهِ فَفَعَلَ ، وَكَتَبَ عَلَى قَبْرَيْهِمَا : {
} بِنَفْسِي هُمَا لَمْ يُمَتَّعَا بِهَوَاهِمَا {
}عَلَى الدَّهْرِ حَتَّى غُيِّبَا فِي الْمَقَابِرِ {
}{
} أَقَامَا عَلَى غَيْرِ التَّزَاوُرِ بُرْهَةً {
}فَلَمَّا أُصِيبَا قَرَّبَا بِالتَّزَاوُرِ {
}{
} فَيَا حُسْنَ قَبْرٍ زَارَ قَبْرًا يُحِبُّهُ {
}وَيَا زَوْرَةً جَاءَتْ بِرَيْبِ الْمَقَادِرِ {
}
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ قَالَ : قَالَ الضَّبِّيُّ : عَشِقَ كَامِلُ بْنُ الْوَضِينِ أَسْمَاءَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ ابْنَةَ عَمِّهِ ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ الْعِشْقُ حَتَّى صَارَ كَالشَّيْءِ الْبَالِي ، فَشَكَا أَبُوهُ إِلَى أَبِيهَا مَا نَزَلَ بِهِ لِيُزَوِّجَهَا مِنْهُ ، وَلَمْ يَعْلَمْ كَامِلُ بْنُ الْوَضِينِ ، قَالَ : وَإِذَا سَمَّى لَتَسْمَعُ كَلَامِي ؟ قِيلَ : نَعَمْ ، فَشَهِقَ شَهْقَةً وَقُضِيَ مَكَانَهُ ، فَقِيلَ لَهَا : مَاتَ بِغُصَّةِ شَجَنِهِ قَالَتْ : وَاللَّهِ لَأَمُوتَنَّ بِمِثْلِهَا ، وَلَقَدْ كُنْتُ عَلَى زِيَارَتِهِ قَادِرَةً ، فَمَنَعَنِي مِنْهَا قُبْحُ ذِكْرِ الرِّيبَةِ ، وَمَرِضَتْ ، فَلَمَّا اشْتَدَّ بِهَا الْمَرَضُ قَالَتْ لِأَشْفَقِ نِسَائِهَا عَلَيْهَا : صَوِّرِي لِي مِثَالَهُ ؛ فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزُورَهُ قَبْلَ مَوْتِي ، فَفَعَلَتْ ، فَلَمَّا وَصَلَّتِ الصُّورَةُ اعْتَنَقَتْهَا وَشَهِقَتْ فَقُضِيَتْ ، فَطَلَبَ أَبُو الْفَتَى إِلَى أَبِيهَا أَنْ يَدْفِنَهَا بِالْقُرْبِ مِنْ قَبْرِ ابْنِهِ فَفَعَلَ ، وَكَتَبَ عَلَى قَبْرَيْهِمَا : بِنَفْسِي هُمَا لَمْ يُمَتَّعَا بِهَوَاهِمَا عَلَى الدَّهْرِ حَتَّى غُيِّبَا فِي الْمَقَابِرِ أَقَامَا عَلَى غَيْرِ التَّزَاوُرِ بُرْهَةً فَلَمَّا أُصِيبَا قَرَّبَا بِالتَّزَاوُرِ فَيَا حُسْنَ قَبْرٍ زَارَ قَبْرًا يُحِبُّهُ وَيَا زَوْرَةً جَاءَتْ بِرَيْبِ الْمَقَادِرِ