عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِذَا كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ نَادَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رِضْوَانَ خَازِنَ الْجَنَّةِ يَقُولُ : يَا رِضْوَانُ ، فَيَقُولُ : لَبَّيْكَ سَيِّدِي وَسَعْدَيْكَ ، فَيَقُولُ : زَيِّنِ الْجِنَانَ لِلصَّائِمِينَ وَالْقَائِمِينَ مِنْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ لَا يُغْلِقُهَا حَتَّى يَنْقَضِيَ شَهْرُهُمْ ، ثُمَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ أَوْحَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى جِبْرِيلَ : يَا جِبْرِيلُ اهْبِطْ إِلَى الْأَرْضِ فَضَلِّلْ مَرَدَةَ الشَّيَاطِينِ وَعُتَاةَ الْجِنِّ كَيْ لَا يُفْسِدُوا عَلَى عِبَادِي صَوْمَهُمْ " . ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَكًا رَأْسُهُ تَحْتَ عَرْشِ الرَّحْمَنِ وَرِجْلَاهُ فِي تُخُومِ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَى ، لَهُ جَنَاحَانِ أَحَدُهُمَا بِالْمَشْرِقِ وَالْآخَرُ بِالْمَغْرِبِ ، أَحَدُهُمَا مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ وَالْآخَرُ مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَرَ ، يُنَادِي فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ : هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَيُتَابُ عَلَيْهِ ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَيُغْفَرُ لَهُ ، هَلْ مِنْ صَاحِبِ حَاجَةٍ فَيُسْعَفُ بِحَاجَتِهِ ؟ يَا طَالِبَ الْخَيْرِ أَبْشِرْ ، وَيَا طَالِبَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَأَبْصِرْ . ثُمَّ قَالَ : أَلَا وَإِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي كُلِّ لَيْلَةٍ عِنْدَ السَّحُورِ وَالْإِفْطَارِ سَبْعَةَ آلَافِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ قَدِ اسْتَوْجَبُوا الْعَذَابَ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ . ثُمَّ قَالَ : فَإِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ هَبَطَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي كَبْكَبَةٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَهُ جَنَاحَانِ أَخْضَرَانِ مَنْضُوضَانِ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ لَا يَنْشُرُهُمَا جِبْرِيلُ فِي كُلِّ سَنَةٍ إِلَّا لَيْلَةً وَاحِدَةً ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ : {{ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا }} أَمَّا الْمَلَائِكَةُ فَمِنْ تَحْتِ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ، وَأَمَّا الرُّوحُ فَهُوَ جَبْرَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَيَمْسَحُ بِجَنَاحَيْهِ يُسَلِّمُ عَلَى الْقَائِمِ وَالنَّائِمِ وَالْمُصَلِّي مَنْ فِي الْبَرِّ وَمَنْ فِي الْبَحْرِ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُؤْمِنُ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُؤْمِنُ ، حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ صَعِدَ جَبْرَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمَعَهُ الْمَلَائِكَةُ يَتَلَقَّاهُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ فَيَقُولُونَ : يَا جَبْرَائِيلُ ، مَا فَعَلَ الرَّحْمَنُ بِالصَّائِمِينَ شَهْرَ رَمَضَانَ ؟ فَيَقُولُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : خَيْرًا ، ثُمَّ يَسْجُدُ جِبْرِيلُ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَيَقُولُ الْجَبَّارُ عَزَّ وَجَلَّ : يَا مَلَائِكَتِي ، ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ ، أُشْهِدُكُمْ أَنَّى قَدْ غَفَرْتُ لِلصَّائِمِينَ شَهْرَ رَمَضَانَ إِلَّا لِمَنْ أَبَى أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ . قَالَ : وَجِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَا يُسَلِّمُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ عَلَى مُدْمِنِ خَمْرٍ ، وَلَا عَشَّارٍ ، وَلَا شَاعِرٍ ، وَلَا صَاحِبِ طَوِيَّةًٍ ، وَلَا عَرْطَبَةٍ ، وَلَا عَاقِّ وَالِدَيْهِ . ثُمَّ قَالَ : فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْفِطْرِ نَزَلَتِ الْمَلَائِكَةُ فَوَقَفَتْ عَلَى أَفْوَاهِ الطَّرِيقِ يَقُولُونَ : يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ، اغْدُوا إِلَى رَبٍّ كَرِيمٍ ، فَإِذَا صَارُوا إِلَى الْمُصَلَّى نَادَى الْجَبَّارُ فَقَالَ : يَا مَلَائِكَتِي ، مَا جَزَاءُ الْأَجِيرِ إِذَا فَرَغَ مِنْ عَمَلِهِ ؟ قَالُوا : رَبَّنَا ، جَزَاؤُهُ أَنْ يُوَفَّى أَجْرَهُ ، قَالَ : فَإِنَّ هَؤُلَاءِ عِبَادِي وَبَنُو عِبَادِي ، أَمَرْتُهُمْ بِالصِّيَامِ فَصَامُوا وَأَطَاعُونِي وَقَضَوْا فَرِيضَتِي ، قَالَ : فَيُنَادِي مُنَادٍ : يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ، ارْجِعُوا رَاشِدِينَ فَقَدْ غُفِرَ لَكُمْ "
وَمِنْ حَدِيثِهِ : مَا حَدَّثَنَاهُ جَبْرُونُ بْنُ عِيسَى الْمَغْرِبِيُّ ، بِمِصْرَ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْقُرَشِيُّ ، مَوْلًى لَهُمْ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِذَا كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ نَادَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رِضْوَانَ خَازِنَ الْجَنَّةِ يَقُولُ : يَا رِضْوَانُ ، فَيَقُولُ : لَبَّيْكَ سَيِّدِي وَسَعْدَيْكَ ، فَيَقُولُ : زَيِّنِ الْجِنَانَ لِلصَّائِمِينَ وَالْقَائِمِينَ مِنْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، ثُمَّ لَا يُغْلِقُهَا حَتَّى يَنْقَضِيَ شَهْرُهُمْ ، ثُمَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ أَوْحَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى جِبْرِيلَ : يَا جِبْرِيلُ اهْبِطْ إِلَى الْأَرْضِ فَضَلِّلْ مَرَدَةَ الشَّيَاطِينِ وَعُتَاةَ الْجِنِّ كَيْ لَا يُفْسِدُوا عَلَى عِبَادِي صَوْمَهُمْ . ثُمَّ قَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَكًا رَأْسُهُ تَحْتَ عَرْشِ الرَّحْمَنِ وَرِجْلَاهُ فِي تُخُومِ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَى ، لَهُ جَنَاحَانِ أَحَدُهُمَا بِالْمَشْرِقِ وَالْآخَرُ بِالْمَغْرِبِ ، أَحَدُهُمَا مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ وَالْآخَرُ مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَرَ ، يُنَادِي فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ : هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَيُتَابُ عَلَيْهِ ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَيُغْفَرُ لَهُ ، هَلْ مِنْ صَاحِبِ حَاجَةٍ فَيُسْعَفُ بِحَاجَتِهِ ؟ يَا طَالِبَ الْخَيْرِ أَبْشِرْ ، وَيَا طَالِبَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَأَبْصِرْ . ثُمَّ قَالَ : أَلَا وَإِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي كُلِّ لَيْلَةٍ عِنْدَ السَّحُورِ وَالْإِفْطَارِ سَبْعَةَ آلَافِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ قَدِ اسْتَوْجَبُوا الْعَذَابَ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ . ثُمَّ قَالَ : فَإِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ هَبَطَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي كَبْكَبَةٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَهُ جَنَاحَانِ أَخْضَرَانِ مَنْضُوضَانِ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ لَا يَنْشُرُهُمَا جِبْرِيلُ فِي كُلِّ سَنَةٍ إِلَّا لَيْلَةً وَاحِدَةً ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ : {{ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا }} أَمَّا الْمَلَائِكَةُ فَمِنْ تَحْتِ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ، وَأَمَّا الرُّوحُ فَهُوَ جَبْرَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَيَمْسَحُ بِجَنَاحَيْهِ يُسَلِّمُ عَلَى الْقَائِمِ وَالنَّائِمِ وَالْمُصَلِّي مَنْ فِي الْبَرِّ وَمَنْ فِي الْبَحْرِ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُؤْمِنُ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُؤْمِنُ ، حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ صَعِدَ جَبْرَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمَعَهُ الْمَلَائِكَةُ يَتَلَقَّاهُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ فَيَقُولُونَ : يَا جَبْرَائِيلُ ، مَا فَعَلَ الرَّحْمَنُ بِالصَّائِمِينَ شَهْرَ رَمَضَانَ ؟ فَيَقُولُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : خَيْرًا ، ثُمَّ يَسْجُدُ جِبْرِيلُ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَيَقُولُ الْجَبَّارُ عَزَّ وَجَلَّ : يَا مَلَائِكَتِي ، ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ ، أُشْهِدُكُمْ أَنَّى قَدْ غَفَرْتُ لِلصَّائِمِينَ شَهْرَ رَمَضَانَ إِلَّا لِمَنْ أَبَى أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ . قَالَ : وَجِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَا يُسَلِّمُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ عَلَى مُدْمِنِ خَمْرٍ ، وَلَا عَشَّارٍ ، وَلَا شَاعِرٍ ، وَلَا صَاحِبِ طَوِيَّةًٍ ، وَلَا عَرْطَبَةٍ ، وَلَا عَاقِّ وَالِدَيْهِ . ثُمَّ قَالَ : فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْفِطْرِ نَزَلَتِ الْمَلَائِكَةُ فَوَقَفَتْ عَلَى أَفْوَاهِ الطَّرِيقِ يَقُولُونَ : يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ، اغْدُوا إِلَى رَبٍّ كَرِيمٍ ، فَإِذَا صَارُوا إِلَى الْمُصَلَّى نَادَى الْجَبَّارُ فَقَالَ : يَا مَلَائِكَتِي ، مَا جَزَاءُ الْأَجِيرِ إِذَا فَرَغَ مِنْ عَمَلِهِ ؟ قَالُوا : رَبَّنَا ، جَزَاؤُهُ أَنْ يُوَفَّى أَجْرَهُ ، قَالَ : فَإِنَّ هَؤُلَاءِ عِبَادِي وَبَنُو عِبَادِي ، أَمَرْتُهُمْ بِالصِّيَامِ فَصَامُوا وَأَطَاعُونِي وَقَضَوْا فَرِيضَتِي ، قَالَ : فَيُنَادِي مُنَادٍ : يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ، ارْجِعُوا رَاشِدِينَ فَقَدْ غُفِرَ لَكُمْ وَلَهُ عَنْ أَنَسٍ فِيهَا مَنَاكِيرُ كَثِيرَةٌ