عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : لَمَّا قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا آخَى بَيْنَهُ , - يَعْنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيِّ ، فَبَاتَ عِنْدَهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ، قَالَ لَهُ سَعْدٌ : مَرْحَبًا بِكَ وَأَهْلًا يَا أَخِي ، إِنِّي مِنْ أَحْسَنِ الْأَنْصَارِ امْرَأَتَيْنِ ، وَأَفْضَلِهِ حَائِطَيْنِ ، فَانْظُرْ إِلَى امْرَأَتَيَّ ، فَأَيَّتُهُمَا كَانَتْ أَحْلَى فِي عَيْنِكَ ، فَارَقْتُهَا ، ثُمَّ تَزَوَّجْهَا ، فَإِنَّ قَوْمَهَا لَا يُخَالِفُونِي ، وَخُذْ حَائِطَيَّ اللَّذَيْنِ هُمَا بِالسَّافِلَةِ ، فَإِنَّهُ أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنْ حَائِطَيَّ اللَّذَيْنِ هُمَا بِالْعَالِيَةِ ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : " بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ ، وَمَالِكَ ، أَرْشِدْنِي إِلَى السُّوقِ " فَذَهَبَ إِلَى السُّوقِ ، فَانْقَلَبَ مِنْهُ بِنِصْفِ مُدٍّ رِبْحًا ، ثُمَّ جَعَلَ يَخْتَلِفُ إِلَى السُّوقِ ، حَتَّى كَسَبَ زِنَةَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ ، فَتَزَوَّجَ بِهَا امْرَأَةً ، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " تَزَوَّجْتَ ؟ " قَالَ : نَعَمْ ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " كَمْ سُقْتَ إِلَيْهَا ؟ " قَالَ : زِنَةَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ ، قَالَ : " أَوْلِمْ بِشَاةٍ "
وَمَا قَدْ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ الْمُرَادُيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : لَمَّا قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا آخَى بَيْنَهُ , - يَعْنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - ، وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيِّ ، فَبَاتَ عِنْدَهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ، قَالَ لَهُ سَعْدٌ : مَرْحَبًا بِكَ وَأَهْلًا يَا أَخِي ، إِنِّي مِنْ أَحْسَنِ الْأَنْصَارِ امْرَأَتَيْنِ ، وَأَفْضَلِهِ حَائِطَيْنِ ، فَانْظُرْ إِلَى امْرَأَتَيَّ ، فَأَيَّتُهُمَا كَانَتْ أَحْلَى فِي عَيْنِكَ ، فَارَقْتُهَا ، ثُمَّ تَزَوَّجْهَا ، فَإِنَّ قَوْمَهَا لَا يُخَالِفُونِي ، وَخُذْ حَائِطَيَّ اللَّذَيْنِ هُمَا بِالسَّافِلَةِ ، فَإِنَّهُ أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنْ حَائِطَيَّ اللَّذَيْنِ هُمَا بِالْعَالِيَةِ ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ ، وَمَالِكَ ، أَرْشِدْنِي إِلَى السُّوقِ فَذَهَبَ إِلَى السُّوقِ ، فَانْقَلَبَ مِنْهُ بِنِصْفِ مُدٍّ رِبْحًا ، ثُمَّ جَعَلَ يَخْتَلِفُ إِلَى السُّوقِ ، حَتَّى كَسَبَ زِنَةَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ ، فَتَزَوَّجَ بِهَا امْرَأَةً ، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : تَزَوَّجْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : كَمْ سُقْتَ إِلَيْهَا ؟ قَالَ : زِنَةَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ ، قَالَ : أَوْلِمْ بِشَاةٍ فَكَانَ قَوْلُ سَعْدٍ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ : أَيَّ زَوْجَتَيَّ هَوَيْتَ نَزَلْتُ لَكَ عَنْهَا ، لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ عَلَى زَوْجَتَيْهِ جَمِيعًا , وَإِنَّمَا كَانَ عَلَى إِحْدَاهُمَا ، فَمِثْلُ ذَلِكَ قَوْلُ الرَّجُلِ : أَعْتِقْ أَيَّ عَبِيدِي شِئْتَ ، يَكُونُ ذَلِكَ عَلَى وَاحِدٍ مِنْ عَبِيدِهِ ، لَا عَلَى جَمِيعِهِمْ . فَاحْتَجْنَا إِلَى حُكْمِ الْوُقُوفِ عَلَى حُكْمِ ( أَيِّ ) فِي هَذَيْنِ الْمَعْنَيَيْنِ اللَّذَيْنِ ذَكَرْنَاهُمَا ، فَكَانَتْ فِي الْآثَارِ الَّتِي بَدَأْنَا بِذِكْرِهَا فِي هَذَا الْبَابِ عَلَى مَنْ لَا يُحْصَى عَدَدُهُ ، وَلَا يُوقَفُ عَلَى عَدَدِهِ ، وَلَا يَتَهَيَّأُ اسْتِعْمَالُهَا فِي أَهْلِهِ ، حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُمْ أَحَدٌ ، وَكَانَتْ فِي الْفَصْلِ الثَّانِي مِنْهُمَا عَلَى مَا عَدَدُهُ مَعْلُومٌ ، وَعَلَى مَا قَائِلُهَا فِيهِ قَادِرٌ عَلَى جَمِيعِهِ ، فَعَقَلْنَا بِذَلِكَ : أَنَّهَا عَلَى مَا لَا يُحْصَى عَدَدُهُ ، وَعَلَى مَا لَا يَقْدِرُ عَلَى الْإِتْيَانِ عَلَى كُلِّهِ يَكُونُ عَلَى مَا اسْتُعْمِلَتْ مِمَّا اسْتَعْمَلَهَا الْمَقُولُ لَهُ عَلَى مَا قِيلَتْ لَهُ ، وَأَنَّهَا فِيمَا يُحْصَى عَدَدُهُ ، وَيُوقَفُ عَلَى مِقْدَارِهِ ، فَيَكُونُ عَلَى وَاحِدٍ مِنَ الْجِنْسِ الْمَذْكُورِ فِيهِ ، لَا عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ، كَمَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ فِيهِ ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ .