عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ قَالَ : " خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ تَبُوكَ ، حَتَّى إِذَا جِئْنَا وَادِي الْقُرَى جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَلِكُ أَيْلَةَ ، فَأَهْدَى لَهُ بَغْلَةً بَيْضَاءَ ، فَكَسَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُرْدًا ، وَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَحْرِهِمْ "
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُسَ قَالَ : حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالُ قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَامَ تَبُوكَ ، حَتَّى إِذَا جِئْنَا وَادِي الْقُرَى جَاءَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَلِكُ أَيْلَةَ ، فَأَهْدَى لَهُ بَغْلَةً بَيْضَاءَ ، فَكَسَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بُرْدًا ، وَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِبَحْرِهِمْ فَقَالَ قَائِلٌ : مَا مَعْنَى كِتَابِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِبَحْرِ أَيْلَةَ لَمِلِكِهَا عَلَى مَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ ؟ فَكَانَ جَوَابُنَا لَهُ فِي ذَلِكَ بِتَوْفِيقٍ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَوْنِهِ : أَنَّهُ قَدْ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْبَحْرُ الْمُرَادُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ : السَّعَةُ الَّتِي يَدْخُلُ فِيهَا بَحْرُ الْمَاءِ ، وَمَا سِوَاهُ ، كَذَلِكَ يَقُولُ أَهْلُ اللُّغَةِ فِي الْبَحْرِ ، وَيَقُولُونَ : إِنَّمَا سُمِّيَتْ بِحَارُ الْمَاءِ بِحَارًا ، لِسَعَتِهَا ، وَانْبِسَاطِهَا ، حَتَّى قَالُوا مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ إِذَا اسْتَبْحَرَ الْمَكَانُ بِدُخُولِ الْمَاءِ إِيَّاهُ ، وَانْبِسَاطِهِ فِيهِ : قَدِ اسْتَبْحَرَ الْمَكَانُ ، وَمِنْهُ قَالُوا : قَدِ اسْتَبْحَرَ فُلَانٌ فِي الْعِلْمِ : إِذَا اتَّسَعَ فِيهِ ، وَبَحَرْتَ الشَّيْءَ : إِذَا شَقَقْتَهُ ، وَبَحَرْتَ النَّاقَةَ : إِذَا شَقَقْتَ أُذُنَهَا طُولًا ، وَمِنْهُ : الْبَحِيرَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ فِي كِتَابِهِ ، لِمَا شُقَّ مِنْ أُذُنِهَا وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي الْفَرَسِ الَّذِي رَكِبَهُ لِأَبِي طَلْحَةَ : إِنَّهُ بَحْرٌ ، وَإِنَّا وَجَدْنَاهُ بَحْرًا وَمِنْهُ قَوْلُ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ : وَلَكِنْ أَبَى ذَلِكَ الْبَحْرُ يَعْنِي : ابْنَ عَبَّاسٍ لِسَعَةِ مَا كَانَ عَلَيْهِ عِنْدَهُ فِي الْمَعْنَى الَّذِي قَالَ فِيهِ هَذَا الْقَوْلَ ثُمَّ طَلَبْنَا كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي ذَلِكَ ، كَيْفَ كَانَ ؟ لِنَقِفَ عَلَى الْمَعَانِي الْمُرَادَةِ بِمَا فِيهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ