عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ : {{ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ }} قَالَ جَمَاعَةٌ : صُورَةٌ ، مِثْلُ قَوْلِهِمْ : سُورَةٌ ، وَسُوَرٌ ، قَالَ الْعَجَّاجُ : {
} فَرُبَّ ذِي سُرَدَاقٍ مَحْجُورِ {
}سِرْتُ إِلَيْهِ فِي أَعَالِي السُّورِ {
}وَمِنْهَا سُورَةُ الْمَجْدِ : أَعَالِيهِ قَالَ جَرِيرٌ : {
} لَمَّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ {
}سُوَرُ الْمَدِينَةِ وَالْجِبَالُ الْخُشَّعُ {
}
مَا قَدْ حَدَّثَنَا وَلَّادٌ النَّحْوِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْمَصَادِرِيُّ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ : {{ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ }} قَالَ جَمَاعَةٌ : صُورَةٌ ، مِثْلُ قَوْلِهِمْ : سُورَةٌ ، وَسُوَرٌ ، قَالَ الْعَجَّاجُ : فَرُبَّ ذِي سُرَدَاقٍ مَحْجُورِ سِرْتُ إِلَيْهِ فِي أَعَالِي السُّورِ وَمِنْهَا سُورَةُ الْمَجْدِ : أَعَالِيهِ قَالَ جَرِيرٌ : لَمَّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ سُوَرُ الْمَدِينَةِ وَالْجِبَالُ الْخُشَّعُ وَمَا ذَكَرَهُ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي رِوَايَةِ الْأَثْرَمِ فِي هَذَا الْكِتَابِ : {{ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ }} ، جَمْعُ صُورَةٍ ، فَخَرَجَتْ مَخْرَجَ بُسْرَةٍ ، وَبُسْرٍ ، لَمْ تُحْمَلْ عَلَى ظُلْمَةٍ ، وَظُلَمٍ ، وَلَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ لَقِيلَتْ : صُوَرٌ ، فَخَرَجَتُ الْوَاوُ بِالْفَتْحَةِ كَسُورَةِ الْمَدِينَةِ ، وَالْجَمِيعُ سُوَرٌ وَمَا ذَكَرَهُ الْفَرَّاءُ فِي كِتَابِهِ فِي مَعَانِي الْقُرْآنِ وَمُشْكِلِ إِعْرَابِهِ قَالَ : وَقَدْ يُقَالَ : إِنَّ الصُّورَ قَرْنٌ ، وَيُقَالَ : هُوَ جَمْعُ الصُّوَرِ ، يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فِي الْمَوْتَى ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِصَوَابِ ذَلِكَ وَفِي الْآيَةِ الَّتِي تَلَوْنَا مِنْ سُورَةِ يس ، مَا قَدْ دَلَّ أَنَّهُمْ كَانُوا فِي أَجْدَاثِهِمْ لَا أَرْوَاحَ فِي أَبْدَانِهِمْ ، حَتَّى أَعَادَ اللَّهُ إِلَيْهَا أَرْوَاحُهُمْ بِمَا شَاءَ أَنْ يُعِيدَهَا إِلَيْهِمْ بِهِ وَفِي سُورَةِ النَّمْلِ : {{ وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ }} فَكَانَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ : أَنَّ ذَلِكَ النَّفْخَ فِي الصُّورِ كَانَ وَهُمْ أَحْيَاءٌ فَمَاتُوا بِذَلِكَ ، وَكَذَلِكَ مَا فِي سُورَةِ الزُّمَرِ مِنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ }} ، ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَجَلَّ : {{ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى }} ، فَدَلَّ ذَلِكَ أَنَّ الْمَنْفُوخَ فِيهِ شَيْءٌ وَاحِدٌ ، لَا أَشْيَاءَ مُخْتَلِفَةً ، وَفِي ذَلِكَ مَا قَدْ دَلَّ عَلَى صَوَابِ مَا قَالَ أَهْلُ الْآثَارِ مِمَّا قَدْ ذَكَرْنَاهُ عَنْهُمْ فِي هَذَا الْبَابِ ، وَعَادَ مَا قَدْ تَلَوْنَا مِنْ أَيِ الْقُرْآنِ فِي هَذَا الْبَابِ فِي الصُّورِ مَا اسْتَدْلَلْنَا بِهِ فِي بَعْضِهَا : أَنَّ النَّاسَ كَانُوا أَمْوَاتًا حِينَئِذٍ ، فَرُدَّتْ إِلَيْهِمْ أَرْوَاحُهُمْ بِذَلِكَ ، وَهُوَ مَا تَلَوْنَا مِنْ ذَلِكَ مِنْ سُورَةِ يس ، وَكَانَ فِي بَعْضِهَا مَا قَدْ دَلَّ أَنَّهُمْ كَانُوا أَحْيَاءً ، فَمَاتُوا بِذَلِكَ عَلَى مَا تَلَوْنَا مِنْ سُورَةِ النَّمْلِ ، وَمَنْ سُورَةِ الزُّمَرِ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَا يَدُلُّ عَلَى الْمَعْنَى الَّذِي اسْتَدْلَلْنَا عَلَيْهِ بِمَا فِي هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ