• 2856
  • أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِيرَاثِ رَجُلٍ مِنْ خُزَاعَةَ ، فَقَالَ : " اطْلُبُوا لَهُ وَارِثًا " . فَطَلَبُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ ، فَقَالَ : " اطْلُبُوا لَهُ قَرَابَةً " . فَطَلَبُوا فَلَمْ يَجِدُوا , فَقَالَ : " اطْلُبُوا لَهُ ذَا رَحِمٍ " . فَطَلَبُوا فَلَمْ يَجِدُوا ، فَقَالَ : " ادْفَعُوا مَالَهُ إِلَى أَكْبَرِ خُزَاعَةَ " .

    كَمَا حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، وَمُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ ، قَالَا : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جِبْرِيلُ بْنُ أَحْمَرَ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أُتِيَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِمِيرَاثِ رَجُلٍ مِنْ خُزَاعَةَ ، فَقَالَ : اطْلُبُوا لَهُ وَارِثًا . فَطَلَبُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ ، فَقَالَ : اطْلُبُوا لَهُ قَرَابَةً . فَطَلَبُوا فَلَمْ يَجِدُوا , فَقَالَ : اطْلُبُوا لَهُ ذَا رَحِمٍ . فَطَلَبُوا فَلَمْ يَجِدُوا ، فَقَالَ : ادْفَعُوا مَالَهُ إِلَى أَكْبَرِ خُزَاعَةَ . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : مَا كَانَ عِنْدَ يُونُسَ لِعَمْرِو بْنِ خَالِدٍ إِلَّا حَدِيثَانِ : هَذَا الْحَدِيثُ ، وَآخَرُ . وَكَمَا حَدَّثَنَا فَهْدٌ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جِبْرِيلُ بْنُ أَحْمَرَ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أُتِيَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِمِيرَاثِ رَجُلٍ مِنْ خُزَاعَةَ . ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : فَكَانَ مَا رَوَاهُ سِوَى شَرِيكٍ ، فَهَذَا الْحَدِيثُ عَلَيْهِ أَوْلَى عِنْدَنَا مِمَّا رَوَاهُ شَرِيكٌ عَلَيْهِ ؛ لِعَدَدِهِمْ ، وَلِأَنَّ ثَلَاثَةً أَوْلَى بِالْحِفْظِ مِنْ وَاحِدٍ ، وَلِاسْتِحَالَةِ بَعْضِ مَا فِي حَدِيثِ شَرِيكٍ مِمَّا ذُكِرَ فِيهِ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : اطْلُبُوا لَهُ ذَا رَحِمٍ ، وَهَذَا لَا يَجُوزُ فِي الْعَرَبِ ؛ لِأَنَّ الْعَرَبَ لَا تُوَرِّثُ بِالْأَرْحَامِ ، وَإِنَّمَا تُوَرِّثُ بِالْعَصَبَاتِ ، إِلَّا حَيْثُ وَرَّثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَوِي الْفَرَائِضِ الْمُسَمَّاةِ مِنْهُمْ ، وَالْأَخَوَاتِ لِلْأَبِ وَالْأُمِّ ، أَوْ لِلْأَبِ مَعَ الْبَنَاتِ ؛ لِأَنَّهُمْ إِذَا لَمْ يُوجَدْ عَصَبَاتُهُمْ مِنْ أَفْخَاذِهِمْ وُجِدَتْ مِنَ الْأَفْخَاذِ الَّتِي تَتْلُو أَفْخَاذَهُمْ ، كَمَا يُفْعَلُ فِيهِمْ فِي عُقُولِ جِنَايَاتِهِمْ ، تُحْمَلُ أَفْخَاذُهُمُ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ أُرُوشَ الْجِنَايَاتِ ، فَإِنْ قَصُرَ عَدَدُهُمْ عَنِ احْتِمَالِ أُرُوشِهَا ، رُدَّ ذَلِكَ إِلَى مَنْ يَتْلُوهُمْ مِنَ الْأَفْخَاذِ ، وَإِنَّمَا التَّوَارُثُ بِالْأَرْحَامِ الْمُخَالِفَةِ لِمَا ذَكَرْنَا فِي غَيْرِ الْعَرَبِ مِنَ الْعَجَمِ الَّذِينَ لَا يَرْجِعُونَ إِلَى شُعُوبٍ وَلَا إِلَى قَبَائِلَ ، وَإِنَّمَا يَرْجِعُونَ إِلَى بُلْدَانٍ لَا إِلَى مَا سِوَاهَا ، كَمَا قَدْ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِمَّا قَدْ حَمَلَهُ مَنْ رَوَاهُ عَنْ أَصْحَابِهِ عَلَى ذَلِكَ