كَانَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ , يَنْهَى عَنِ الْكَيِّ فَابْتُلِيَ فَكَانَ يَقْعُدُ وَيَقُولُ : " لَقَدِ اكْتَوَيْتُ كَيَّةً بِنَارٍ , فَمَا أَبْرَأَتْنِي مِنْ إِثْمٍ , وَلَا شَفَتْنِي مِنْ سَقَمٍ "
فَذَكَرَ مَا حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ شُعَيْبٍ قَالَ : ثنا أَبُو جَابِرٍ قَالَ : ثنا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ : كَانَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ , يَنْهَى عَنِ الْكَيِّ فَابْتُلِيَ فَكَانَ يَقْعُدُ وَيَقُولُ : لَقَدِ اكْتَوَيْتُ كَيَّةً بِنَارٍ , فَمَا أَبْرَأَتْنِي مِنْ إِثْمٍ , وَلَا شَفَتْنِي مِنْ سَقَمٍ قِيلَ لَهُ : قَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْكَيُّ الَّذِي كَانَ عِمْرَانُ يَنْهَى عَنْهُ , هُوَ الْكَيُّ يُرَادُ بِهِ , لَا لِلْعِلَاجِ مِنَ الْبَلَاءِ الَّذِي قَدْ حَلَّ , وَلَكِنْ لِمَا يُفْعَلُ قَبْلَ حُلُولِ الْبَلَاءِ , مِمَّا كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ يَدْفَعُ الْبَلَاءَ فَلَمَّا ابْتُلِيَ بِمَا كَانَ ابْتُلِيَ بِهِ , اكْتَوَى عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَانَ عِلَاجًا لِمَا بِهِ مِنَ الْبَلَاءِ . فَلَمَّا لَمْ يَبْرَأْ بِذَلِكَ عَلِمَ أَنَّ كَيَّهُ لَمْ يُوَافِقْ بَلَاهُ , وَلَمْ يَكُنْ عِلَاجًا لَهُ , فَأَشْفَقَ أَنْ يَكُونَ بِهَا إِثْمًا فَقَالَ : مَا شَفَتْنِي مِنْ سَقَمٍ , وَلَا أَبْرَأَتْنِي مِنْ إِثْمٍ . أَيْ : لَمْ أَعْلَمْ أَنِّي بَرِيءٌ مِنَ الْإِثْمِ , مَعَ أَنَّهُ لَمْ يُحَقِّقْ أَنَّهُ صَارَ آثِمًا بِهَا , لِأَنَّهُ إِنَّمَا كَانَ أَرَادَ بِهَا الدَّوَاءَ لَا غَيْرَ ذَلِكَ وَالدَّوَاءُ مُبَاحٌ لِلنَّاسِ جَمِيعًا , وَهُمْ مَأْمُورُونَ بِهِ . وَقَدْ جَاءَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ آثَارٌ تَنْهَى عَنِ التَّمَائِمِ . فَمِمَّا رُوِيَ فِي ذَلِكَ