" كَوَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْدًا أَوْ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ مِنَ الذَّبْحَةِ فِي حَلْقِهِ "
حَدَّثَنَا فَهْدٌ ، قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، قَالَ : ثنا زُهَيْرٌ ، قَالَ : ثنا أَبُو الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ بَعْضِ ، أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : كَوَى رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ سَعْدًا أَوْ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ مِنَ الذَّبْحَةِ فِي حَلْقِهِ فَفِي هَذِهِ الْأَخْبَارِ إِبَاحَةُ الْكَيِّ لِلدَّاءِ الْمَذْكُورِ , فِيهَا وَفِي الْآثَارِ الْأُوَلِ , النَّهْيُ عَنِ الْكَيِّ . فَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى الَّذِي كَانَتْ لَهُ الْإِبَاحَةُ فِي هَذِهِ الْآثَارِ , غَيْرَ الْمَعْنَى الَّذِي كَانَ لَهُ النَّهْيُ فِي الْآثَارِ الْأُوَلِ . وَذَلِكَ أَنَّ قَوْمًا كَانُوا يَكْتَوُونَ قَبْلَ نُزُولِ الْبَلَاءِ بِهِمْ , يَرَوْنَ أَنَّ ذَلِكَ يَمْنَعُ الْبَلَاءَ أَنْ يَنْزِلَ بِهِمْ , كَمَا تَفْعَلُ الْأَعَاجِمُ . فَهَذَا مَكْرُوهٌ لِأَنَّهُ لَيْسَ عَلَى طَرِيقِ الْعِلَاجِ وَهُوَ شِرْكٌ لِأَنَّهُمْ يَفْعَلُونَهُ لِيَدْفَعَ قَدَرَ اللَّهِ عَنْهُمْ . فَأَمَّا مَا كَانَ بَعْدَ نُزُولِ الْبَلَاءِ , إِنَّمَا يُرَادُ بِهِ الصَّلَاحُ , وَالْعِلَاجُ مُبَاحٌ مَأْمُورٌ . وَقَدْ بَيَّنَ ذَلِكَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ