عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، " أَنَّهُ كَانَ يُؤَخِّرُ الْعَصْرَ "
وَحَدَّثُونَا عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى ، قَالَ : أنا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ أَبِي الْمُنَبِّهِ السَّعْدِيِّ ، عَنْ سَوَّارِ بْنِ شَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ كَانَ يُؤَخِّرُ الْعَصْرَ وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ طَاوُسٍ ، وَأَبِي قِلَابَةَ وَابْنِ سِيرِينَ وَحُكِيَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ ، أَنَّهُ قَالَ : إِنَّمَا سُمِّيَتِ الْعَصْرُ لِتَعْصُرَ ، وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ وَرُوِّينَا عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَهَمَّامٍ وَعَلْقَمَةَ أَنَّهُمْ كَانُوا يُؤَخِّرُونَ الْعَصْرَ . وَقَالَ أَصْحَابُ الرَّأْيِ : يُصَلَّى الْعَصْرَ فِي آخِرِ وَقْتِهَا وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ لَمْ تَغَيَّرْ فِي الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ، وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ : أَوَّلُ وَقْتِ الْعَصْرِ إِذَا كَانَ ظِلُّكَ مِثْلَكَ إِلَى أَنْ يَكُونَ ظِلُّكَ مِثْلَيْكَ وَإِنْ صَلَّى مَا لَمْ تَغَيَّرِ الشَّمْسُ أَجْزَتْهُ . قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَقَدِ احْتَجَّ بَعْضُ مَنْ يَرَى أَنَّ تَعْجِيلَ الْعَصْرَ أَفْضَلُ بِالْأَخْبَارِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا وَبِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، وَاحْتَجَّ بِأَنَّ اللَّهَ خَصَّهَا مِنْ بَيْنِ الصَّلَوَاتِ فَأَمَرَنَا بِالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا فَقَالَ {{ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ }} الْآيَةَ وَقَدْ دَلَّتِ الْأَخْبَارُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِأَنَّهَا الْعَصْرُ ، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى التَّغْلِيظِ عَلَى مُؤَخِّرِ الْعَصْرِ وَأَمْرُ تَعْظِيمِ صَلَاةِ الْعَصْرِ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : الَّذِي تَفُوتُهُ الْعَصْرُ فَكَأَنَّمَا وَتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ ، وَقَوْلُهُ : عَجِّلُوا بِالْعَصْرِ فِي يَوْمِ الْغَيْمِ فَإِنَّهُ مَنْ تَرَكَ الْعَصْرَ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ