عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَدِمَ نَفَرٌ مِنْ جَيْشَانَ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ ، فَقَالَوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، سَمِعْنَا بِذِكْرِكَ ، فَأَحْبَبْنَا أَنْ نَأْتِيَكَ ، فَنَسْمَعَ مِنْكَ ، فَقَالَ : النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا " ، قَالَ : فَأَسْلَمُوا ، وَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مُرْنَا وَانْهَنَا ، فَإِنَّا نَرَى أَنَّ الْإِسْلَامَ قَدْ نَهَانَا عَنْ أَشْيَاءَ كُنَّا نَأْتِيَهَا ، وَأَمَرَنَا بِأَشْيَاءَ لَمْ نَكُنْ نَقْرَبُهَا ، قَالَ : فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَنَهَاهُمْ ، ثُمَّ خَرَجُوا ، حَتَّى جَاءُوا رِحَالِهِمْ ، وَقَدْ خَلَّفُوا فِيهَا رَجُلًا ، فَقَالَوا : اذْهَبْ ، فَضَعْ مِنْ إِسْلَامِكَ عَلَى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِثْلَ الَّذِي وَضَعْنَا ، وَسَلْهُ عَنْ شَرَابِنَا ، فَإِنَّا نَسِينَا أَنْ نَسْأَلَهُ ، وَقَدْ كَانَ مِنْ أَهُمُ الْأَمْرِ عِنْدَنَا ، فَجَاءَ ذَلِكَ الْفَتَى ، فَأَسْلَمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ النَّفْرَ الَّذِينَ جَاءُوكَ ، وَأَسْلَمُوا عَلَى يَدَيْكَ قَدْ أَمَرُونِي أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ شَرَابٍ يَشْرَبُونَهُ ، بِأَرْضِهِمْ مِنَ الذُّرَةِ ، يُقَالُ لَهُ : الْمِزْرُ ، وَأَرْضُهُمْ أَرْضٌ بَارِدَةٌ ، وَهُمْ يَعْمَلُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ، وَلَيْسَ لَهُمْ مَنْ يَمْتَهِنُ الْأَعْمَالَ دُونَهُمْ ، وَإِذَا شَرِبُوهُ قَوَوا بِهِ عَلَى الْعَمَلِ ، قَالَ : " أَوَمُسْكِرٌ هُوَ ؟ " ، قَالَ : اللَّهُمَّ نَعَمْ ، قَالَ : النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " ، قَالَ : فَأَفْزَعَهُمْ ذَلِكَ ، فَخَرَجُوا بِأَجْمَعِهِمْ ، حَتَّى جَاءُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضٌ بَارِدَةٌ ، وَإِنَّا نَعْمَلُ لِأَنْفُسِنَا ، وَلَيْسَ لَنَا مِنْ يُمْتَهَنُ دُونَ أَنْفُسِنَا ، وَإِنَّمَا شَرَابٌ نَشْرَبُهُ بِأَرْضِنَا مِنَ الذُّرَةِ ، يُقَالُ لَهُ : الْمِزْرُ ، وَإِذَا شَرِبْنَاهُ ، فَأُعِنَّا عَلَى الْبَرْدِ ، وَقَوِينَا عَلَى الْعَمَلِ ، فَقَالَ : " أَمُسْكِرٌ هُوَ ؟ " ، قَالُوا : نَعَمْ ، فَقَالَ : النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ، إِنَّ عَلَى اللَّهِ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ مُسْكِرًا ، أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ " ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ ؟ ، قَالَ : " عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ " ، أَوْ " عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ الصَّائِغُ ، قَالَ : ثَنَا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ ، أَوِ ابْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَدِمَ نَفَرٌ مِنْ جَيْشَانَ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ ، فَقَالَوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، سَمِعْنَا بِذِكْرِكَ ، فَأَحْبَبْنَا أَنْ نَأْتِيَكَ ، فَنَسْمَعَ مِنْكَ ، فَقَالَ : النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا ، قَالَ : فَأَسْلَمُوا ، وَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مُرْنَا وَانْهَنَا ، فَإِنَّا نَرَى أَنَّ الْإِسْلَامَ قَدْ نَهَانَا عَنْ أَشْيَاءَ كُنَّا نَأْتِيَهَا ، وَأَمَرَنَا بِأَشْيَاءَ لَمْ نَكُنْ نَقْرَبُهَا ، قَالَ : فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَنَهَاهُمْ ، ثُمَّ خَرَجُوا ، حَتَّى جَاءُوا رِحَالِهِمْ ، وَقَدْ خَلَّفُوا فِيهَا رَجُلًا ، فَقَالَوا : اذْهَبْ ، فَضَعْ مِنْ إِسْلَامِكَ عَلَى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، مِثْلَ الَّذِي وَضَعْنَا ، وَسَلْهُ عَنْ شَرَابِنَا ، فَإِنَّا نَسِينَا أَنْ نَسْأَلَهُ ، وَقَدْ كَانَ مِنْ أَهُمُ الْأَمْرِ عِنْدَنَا ، فَجَاءَ ذَلِكَ الْفَتَى ، فَأَسْلَمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ النَّفْرَ الَّذِينَ جَاءُوكَ ، وَأَسْلَمُوا عَلَى يَدَيْكَ قَدْ أَمَرُونِي أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ شَرَابٍ يَشْرَبُونَهُ ، بِأَرْضِهِمْ مِنَ الذُّرَةِ ، يُقَالُ لَهُ : الْمِزْرُ ، وَأَرْضُهُمْ أَرْضٌ بَارِدَةٌ ، وَهُمْ يَعْمَلُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ، وَلَيْسَ لَهُمْ مَنْ يَمْتَهِنُ الْأَعْمَالَ دُونَهُمْ ، وَإِذَا شَرِبُوهُ قَوَوا بِهِ عَلَى الْعَمَلِ ، قَالَ : أَوَمُسْكِرٌ هُوَ ؟ ، قَالَ : اللَّهُمَّ نَعَمْ ، قَالَ : النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ، قَالَ : فَأَفْزَعَهُمْ ذَلِكَ ، فَخَرَجُوا بِأَجْمَعِهِمْ ، حَتَّى جَاءُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضٌ بَارِدَةٌ ، وَإِنَّا نَعْمَلُ لِأَنْفُسِنَا ، وَلَيْسَ لَنَا مِنْ يُمْتَهَنُ دُونَ أَنْفُسِنَا ، وَإِنَّمَا شَرَابٌ نَشْرَبُهُ بِأَرْضِنَا مِنَ الذُّرَةِ ، يُقَالُ لَهُ : الْمِزْرُ ، وَإِذَا شَرِبْنَاهُ ، فَأُعِنَّا عَلَى الْبَرْدِ ، وَقَوِينَا عَلَى الْعَمَلِ ، فَقَالَ : أَمُسْكِرٌ هُوَ ؟ ، قَالُوا : نَعَمْ ، فَقَالَ : النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ، إِنَّ عَلَى اللَّهِ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ مُسْكِرًا ، أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ ؟ ، قَالَ : عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ ، أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ