ثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ لَمَّا قَدِمَ الْعِرَاقَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : " يَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّكَ رَجُلٌ قَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَرَأَيْتَ عَمَلَهُ وَسَبِيلَهُ وَمِنْهَاجَهُ ، وَهَذَا خَاتَمِي فَلْيَكُنْ فِي يَدِكَ فَلَا أَعْمَلُ شَيْئًا إِلَّا بِأَمْرِكَ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، قَالَ : يَا أَبَا حَمْزَةَ أَخْبِرْنِي بِأَشَدِّ عُقُوبَةٍ عَاقَبَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : قَدِمَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِمْ جَهْدٌ وَضُرٌّ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ آوِنَا وَأَنْفِقْ عَلَيْنَا مِمَّا رَزَقَكَ اللَّهُ ، قَالَ : فَآوَاهُمْ وَأَنْفَقَ عَلَيْهِمْ حَتَّى صَلُحُوا ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ نَحَّيْتَنَا عَنِ الْمَدِينَةِ فَإِنَّهَا أَرْضٌ وَخِمَةٌ فَنَحَّاهُمْ إِلَى جَانِبِ الْحَرَّةِ فِي ذَوْدِ رَاعِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَكَانُوا يُصِيبُونَ مِنْ أَلْبَانِهَا ، فَسَوَّلَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ ، فَقَتَلُوا الرَّاعِيَ وَاسْتَاقُوا الذُّودَ ، وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّرِيخُ فَبَعَثَ فِي آثَارِهِمْ ، فَأُتِيَ بِهِمْ فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ النَّصِيبِيُّ ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ ، وَكَانَ فِي كِتَابِهِ قَبْلَهُ سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ ، وَبَعْدَهُ أَبُو رَوْحٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ ، يُحَدِّثُ فِي بَيْتِ الْحَسَنِ وَالْحَسَنُ شَاهِدٌ ، قَالَ ثَابِتٌ : ثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ لَمَّا قَدِمَ الْعِرَاقَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّكَ رَجُلٌ قَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَرَأَيْتَ عَمَلَهُ وَسَبِيلَهُ وَمِنْهَاجَهُ ، وَهَذَا خَاتَمِي فَلْيَكُنْ فِي يَدِكَ فَلَا أَعْمَلُ شَيْئًا إِلَّا بِأَمْرِكَ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، قَالَ : يَا أَبَا حَمْزَةَ أَخْبِرْنِي بِأَشَدِّ عُقُوبَةٍ عَاقَبَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : قَدِمَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِهِمْ جَهْدٌ وَضُرٌّ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ آوِنَا وَأَنْفِقْ عَلَيْنَا مِمَّا رَزَقَكَ اللَّهُ ، قَالَ : فَآوَاهُمْ وَأَنْفَقَ عَلَيْهِمْ حَتَّى صَلُحُوا ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ نَحَّيْتَنَا عَنِ الْمَدِينَةِ فَإِنَّهَا أَرْضٌ وَخِمَةٌ فَنَحَّاهُمْ إِلَى جَانِبِ الْحَرَّةِ فِي ذَوْدِ رَاعِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَكَانُوا يُصِيبُونَ مِنْ أَلْبَانِهَا ، فَسَوَّلَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ ، فَقَتَلُوا الرَّاعِيَ وَاسْتَاقُوا الذُّودَ ، وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الصَّرِيخُ فَبَعَثَ فِي آثَارِهِمْ ، فَأُتِيَ بِهِمْ فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ . قَالَ أَنَسٌ : فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَحَدَهُمْ فَاغِرًا فَاهُ يَعَضُّ الْأَرْضَ لِيَجِدَ مِنْ بَرْدِهَا مِمَّا يَجِدُ مِنَ الْحَرِّ ، وَالشِّدَّةِ . قَالَ : فَوَثَبَ الْحَجَّاجُ ، فَقَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَتَلَ عَلَى ذَوْدٍ وَقَطَعَ الْأَيْدِيَ وَالْأَرْجُلَ وَسَمَلَ الْأَعْيُنَ ، وَنَحْنُ لَا نَقْتُلُ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ ، قَالَ الْحَسَنُ : وَلَا يَذْكُرُ عَدُوُّ اللَّهِ أَنَّهُمْ حَارَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَقَتَلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ وَسَرَقُوا . قَالَ : فَلَقَدْ رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُعْرِضُ بِوَجْهِهِ وَيَتَمَعَّرُ وَجْهُهُ وَثَابِتٌ يُحَدِّثُ الْحَدِيثَ وَالْحَسَنُ يُعْرِضُ بِوَجْهِهِ يَمِينًا وَشِمَالًا كَرَاهِيَةً كَأَنَّمَا يَلْطِمُ وَجْهَهُ