أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ يَسْأَلُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْنَ هُوَ ؟ حَتَّى دُفِعَ إِلَى قَوْمٍ جُلُوسٍ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أَيْنَ النَّبِيُّ فَأَرَوْهُ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ : أَيْ نَبِيَّ اللَّهِ أَتَيْتُكَ فَأُقَبِّلُ ؟ قَالَ : " نَعَمْ " قَالَ : أُقَبِّلُ رِجْلَيْكَ ؟ قَالَ : " نَعَمْ " فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، إِنِّي أَتَيْتُكَ مُسْلِمًا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ذَلِكَ خَيْرٌ لَكَ " فَقَالَ : إِنَّهُ عَرَضَ لِي أَمْرٌ لَا أَدْرِي مَا هُوَ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ أَنْ أَكُونَ فِي شَكٍّ مِنْ شَأْنِي ، وَلَكِنِّي قَدْ أَنْكَرْتُ نَفْسِي . قَالَ : " فَمَا تُرِيدُ " قَالَ : أُرِيدُ أَنْ تَدْعُوَ تِلْكَ الشَّجَرَةَ الْخَضْرَاءَ فَتَأْتِيَكَ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَعَالَىْ يَا شَجَرَةُ " فَاتَّكَأْتِ الشَّجَرَةُ عَلَى أَصْلِهَا يَمِينًا وَشِمَالًا ، ثُمَّ اتَّكَأَتْ حَتَّى قَبَضَتْ عَرُوقَهَا ، ثُمَّ اسْتَوَتْ ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ تَمْشِي إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَجُرُّ عَرُوقَهَا وَفَرُوعَهَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بِمَ تَشْهَدِينَ يَا شَجَرَةُ ؟ قَالَتْ : أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ . قَالَ : " صَدَقْتِ " فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْأَعْرَابِيِّ فَقَالَ : " مَهْ " فَقَالَ مُرْهَا فَلْتَرْجِعْ إِلَى مَكَانِهَا . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للشجرةِ : " ارْجِعِي إِلَى مَكَانِكِ وَكُونِي كَمَا كُنْتِ " فَرَجَعَتِ الشَّجَرَةُ إِلَى حُفْرَتِهَا ثُمَّ دَلَّتْ عُرُوقَهَا فِي الْحُفْرَةِ فَرَجَعَ كُلُّ عِرْقٍ فِي مَكَانِهِ الَّذِي كَانَ فِيهِ ، ثُمَّ الْتَأَمَتْ عَلَيْهِ الْأَرْضُ . فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ : الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنِّي مَا كَانَ عَرَضَ لِي ، أَرْجِعُ إِلَى قَوْمِي وَأَهْلِي فَأُخْبِرُهُمُ الْخَبَرَ لَعَلِّي آتِيكَ بِطَائِفَةٍ مِنْهُمْ مُؤْمِنِينَ . قَالَ : " ارْجِعْ فَقَدْ أَذِنْتُ لَكَ " فَاسْتَثْنَى الْأَعْرَابِيُّ وَلَمْ يَأْلُ . قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْجُدُ لَكَ ؟ قَالَ : " لَا ، إِنَّمَا السَّجْدَةُ لِلَّهِ ، وَلَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي بِالسُّجُودِ لِغَيْرِ اللَّهِ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا "
نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، نا تَمِيمُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ ، نا صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ : أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ يَسْأَلُ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَيْنَ هُوَ ؟ حَتَّى دُفِعَ إِلَى قَوْمٍ جُلُوسٍ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : أَيْنَ النَّبِيُّ فَأَرَوْهُ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ : أَيْ نَبِيَّ اللَّهِ أَتَيْتُكَ فَأُقَبِّلُ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : أُقَبِّلُ رِجْلَيْكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، إِنِّي أَتَيْتُكَ مُسْلِمًا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : ذَلِكَ خَيْرٌ لَكَ فَقَالَ : إِنَّهُ عَرَضَ لِي أَمْرٌ لَا أَدْرِي مَا هُوَ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ أَنْ أَكُونَ فِي شَكٍّ مِنْ شَأْنِي ، وَلَكِنِّي قَدْ أَنْكَرْتُ نَفْسِي . قَالَ : فَمَا تُرِيدُ قَالَ : أُرِيدُ أَنْ تَدْعُوَ تِلْكَ الشَّجَرَةَ الْخَضْرَاءَ فَتَأْتِيَكَ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : تَعَالَىْ يَا شَجَرَةُ فَاتَّكَأْتِ الشَّجَرَةُ عَلَى أَصْلِهَا يَمِينًا وَشِمَالًا ، ثُمَّ اتَّكَأَتْ حَتَّى قَبَضَتْ عَرُوقَهَا ، ثُمَّ اسْتَوَتْ ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ تَمْشِي إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تَجُرُّ عَرُوقَهَا وَفَرُوعَهَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : بِمَ تَشْهَدِينَ يَا شَجَرَةُ ؟ قَالَتْ : أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ . قَالَ : صَدَقْتِ فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى الْأَعْرَابِيِّ فَقَالَ : مَهْ فَقَالَ مُرْهَا فَلْتَرْجِعْ إِلَى مَكَانِهَا . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ للشجرةِ : ارْجِعِي إِلَى مَكَانِكِ وَكُونِي كَمَا كُنْتِ فَرَجَعَتِ الشَّجَرَةُ إِلَى حُفْرَتِهَا ثُمَّ دَلَّتْ عُرُوقَهَا فِي الْحُفْرَةِ فَرَجَعَ كُلُّ عِرْقٍ فِي مَكَانِهِ الَّذِي كَانَ فِيهِ ، ثُمَّ الْتَأَمَتْ عَلَيْهِ الْأَرْضُ . فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ : الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنِّي مَا كَانَ عَرَضَ لِي ، أَرْجِعُ إِلَى قَوْمِي وَأَهْلِي فَأُخْبِرُهُمُ الْخَبَرَ لَعَلِّي آتِيكَ بِطَائِفَةٍ مِنْهُمْ مُؤْمِنِينَ . قَالَ : ارْجِعْ فَقَدْ أَذِنْتُ لَكَ فَاسْتَثْنَى الْأَعْرَابِيُّ وَلَمْ يَأْلُ . قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْجُدُ لَكَ ؟ قَالَ : لَا ، إِنَّمَا السَّجْدَةُ لِلَّهِ ، وَلَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي بِالسُّجُودِ لِغَيْرِ اللَّهِ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا ، ونا أَبُو عَلِيٍّ الرُّزِّيُّ ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ ، نا حَبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَعْرَابِيًّا ، جَاءَ يَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ