• 2557
  • عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَنَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَقَدْ نَحَرُوا جَزُورًا فِي نَاحِيَةِ مَكَّةَ ، فَبَعَثُوا فَجَاءُوا مِنْ سَلَاهَا فَطَرَحُوهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ فَطَرَحَتْهُ عَنْهُ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ : وَكَانَ يَسْتَحِبُّ ثَلَاثًا ، قَالَ : " اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ - ثَلَاثًا - بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ ، وَبِعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، وَبِشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، وَبِالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ ، وَبِأُمَيَةَ بْنَ خَلَفَ ، وَبِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ " ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ قَتْلَى فِي قَلِيبِ بَدْرٍ - أَوْ فِي قَلِيبٍ -

    حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُصَلِّي فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَنَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَقَدْ نَحَرُوا جَزُورًا فِي نَاحِيَةِ مَكَّةَ ، فَبَعَثُوا فَجَاءُوا مِنْ سَلَاهَا فَطَرَحُوهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ فَطَرَحَتْهُ عَنْهُ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ : وَكَانَ يَسْتَحِبُّ ثَلَاثًا ، قَالَ : اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ - ثَلَاثًا - بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ ، وَبِعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، وَبِشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، وَبِالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ ، وَبِأُمَيَةَ بْنَ خَلَفَ ، وَبِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ قَتْلَى فِي قَلِيبِ بَدْرٍ - أَوْ فِي قَلِيبٍ - قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ : وَنَسِيتُ السَّابِعَ

    نحروا: النحر : الذبح
    جزورا: الجَزُور : البَعِير ذكرا كان أو أنثى، إلا أنَّ اللَّفْظة مُؤنثة، تقول الجَزُورُ، وَإن أردْت ذكَرا، والجمْع جُزُرٌ وجَزَائر
    قليب: القَلِيب : البِئر التي لم تُطْو
    اللَّهُمَّ عَلَيْكَ الْمَلَأَ مِنْ قُرَيْشٍ ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ أَبَا جَهْلِ
    حديث رقم: 237 في صحيح البخاري كتاب الوضوء باب إذا ألقي على ظهر المصلي قذر أو جيفة، لم تفسد عليه صلاته
    حديث رقم: 507 في صحيح البخاري كتاب الصلاة باب المرأة تطرح عن المصلي، شيئا من الأذى
    حديث رقم: 3775 في صحيح البخاري كتاب المغازي باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش شيبة، وعتبة، والوليد، وأبي جهل بن هشام، وهلاكهم
    حديث رقم: 2805 في صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة
    حديث رقم: 3039 في صحيح البخاري كتاب الجزية باب طرح جيف المشركين في البئر، ولا يؤخذ لهم ثمن
    حديث رقم: 3675 في صحيح البخاري كتاب مناقب الأنصار باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة
    حديث رقم: 3437 في صحيح مسلم كِتَابُ الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ بَابُ مَا لَقِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَذَى الْمُشْرِكِينَ
    حديث رقم: 3439 في صحيح مسلم كِتَابُ الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ بَابُ مَا لَقِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَذَى الْمُشْرِكِينَ
    حديث رقم: 3438 في صحيح مسلم كِتَابُ الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ بَابُ مَا لَقِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَذَى الْمُشْرِكِينَ
    حديث رقم: 307 في السنن الصغرى للنسائي كتاب الطهارة باب فرث ما يؤكل لحمه يصيب الثوب
    حديث رقم: 763 في صحيح ابن خزيمة كِتَابُ الصَّلَاةِ جُمَّاعُ أَبْوَابِ اللِّبَاسِ فِي الصَّلَاةِ
    حديث رقم: 3665 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
    حديث رقم: 3616 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
    حديث رقم: 3845 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
    حديث رقم: 6690 في صحيح ابن حبان كِتَابُ التَّارِيخِ ذِكْرُ طَرْحِ الْمُشْرِكِينَ سَلَى الْجَزُورِ عَلَى ظَهْرِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    حديث رقم: 287 في السنن الكبرى للنسائي ذِكْرُ مَا يَنْقُضُ الْوُضُوءَ وَمَا لَا يَنْقُضُهُ فَرْثُ مَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ يُصِيبُ الثَّوْبَ
    حديث رقم: 8398 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ السِّيَرِ سَحْبُ جِيَفِ الْمُشْرِكِينَ إِلَى الْقَلِيبِ
    حديث رقم: 8399 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ السِّيَرِ طَرْحُ جِيَفِ الْمُشْرِكِينَ فِي الْبِئْرِ
    حديث رقم: 35889 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ الْمَغَازِي فِي أَذَى قُرَيْشٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا لَقِيَ مِنْهُمْ
    حديث رقم: 36001 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ الْمَغَازِي غَزْوَةُ بَدْرٍ الْكُبْرَى وَمَتَى كَانَتْ وَأَمْرُهَا
    حديث رقم: 768 في المعجم الأوسط للطبراني بَابُ الْأَلِفِ مَنِ اسْمُهُ أَحْمَدُ
    حديث رقم: 16506 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ السِّيَرِ بَابُ مُبْتَدَأِ الْفَرْضِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ عَلَى
    حديث رقم: 319 في مسند الطيالسي مَا أَسْنَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا أَسْنَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 618 في المسند للشاشي مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا رَوَى عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
    حديث رقم: 1469 في الطبقات الكبير لابن سعد المجلد الثاني غَزْوَةُ بَدْرٍ ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدْرُ الْقِتَالِ ، وَيُقَالُ بَدْرٌ الْكُبْرَى ، قَالُوا : لَمَّا تَحَيَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصِرَافَ الْعِيرِ مِنَ الشَّأْمِ الَّتِي كَانَ خَرَجَ لَهَا يُرِيدُهَا حَتَّى بَلَغَ ذَا الْعُشَيْرَةِ بَعَثَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيَّ وَسَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ يَتَحَسَّسَانِ خَبَرَ الْعِيرِ ، فَبَلَغَا التَّجْبَارَ مِنْ أَرْضِ الْحَوْرَاءِ ، فَنَزَلَا عَلَى كَشَدٍّ الْجُهَنِيِّ فَأَجَارَهُمَا وَأَنْزَلَهُمَا وَكَتَمَ عَلَيْهِمَا حَتَّى مَرَّتِ الْعِيرُ ثُمَّ خَرَجَا وَخَرَجَ مَعَهُمَا كَشَدٌّ خَفِيرًا حَتَّى أَوْرَدَهُمَا ذَا الْمَرْوَةِ ، وَسَاحَلَتِ الْعِيرُ وَأَسْرَعَتْ فَسَارُوا بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فَرَقًا مِنَ الطَّلَبِ ، فَقَدِمَ طَلْحَةُ وَسَعِيدٌ الْمَدِينَةَ لِيُخْبِرَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ الْعِيرِ فَوَجَدَاهُ قَدْ خَرَجَ وَكَانَ قَدْ نَدَبَ الْمُسْلِمِينَ لِلْخُرُوجِ مَعَهُ وَقَالَ : هَذِهِ عِيرُ قُرَيْشٍ فِيهَا أَمْوَالُهُمْ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُغْنِمَكُمُوهَا ، فَأَسْرَعَ مَنْ أَسْرَعِ إِلَى ذَلِكَ وَأَبْطَأَ عَنْهُ بَشَرٌ كَثِيرٌ وَكَانَ مَنْ تَخَلَّفَ لَمْ يُلَمْ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَخْرُجُوا عَلَى قِتَالٍ إِنَّمَا خَرَجُوا لِلْعِيرِ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَدِينَةِ يَوْمَ السَّبْتِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَى رَأْسِ تِسْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ ، وَذَلِكَ بَعْدَمَا وَجَّهَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَسَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ بِعَشْرِ لَيَالٍ ، وَخَرَجَ مَنْ خَرَجَ مَعَهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ، وَخَرَجَتْ مَعَهُ الْأَنْصَارُ فِي هَذِهِ الْغَزَاةِ وَلَمْ يَكُنْ غَزَا بِأَحَدٍ مِنْهُمْ قَبْلَ ذَلِكَ وَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَسْكَرَهُ بِبِئْرِ أَبِي عِنَبَةَ ، وَهِيَ عَلَى مِيلٍ مِنَ الْمَدِينَةِ فَعَرَضَ أَصْحَابَهُ وَرَدَّ مَنِ اسْتَصْغَرَ وَخَرَجَ فِي ثَلَاثِمِائَةِ رَجُلٍ وَخَمْسَةِ نَفَرٍ كَانَ الْمُهَاجِرُونَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةً وَسَبْعِينَ رَجُلًا ، وَسَائِرُهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ وَثَمَانِيَةٌ تَخَلَّفُوا لِعِلَّةٍ ضَرَبَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسِهَامِهِمْ وَأُجُورِهِمْ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ : عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ خَلَّفَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى امْرَأَتِهِ رُقَيَّةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ مَرِيضَةً فَأَقَامَ عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَتْ ، وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ بَعَثَهُمَا يَتَحَسَّسَانِ خَبَرَ الْعِيرِ وَخَمْسَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ أَبُو لُبَابَةَ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ خَلَّفَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ ، وَعَاصِمُ بْنُ عَدِيٍّ الْعَجْلَانِيُّ خَلَّفَهُ عَلَى أَهْلِ الْعَالِيَةِ ، وَالْحَارِثُ بْنُ حَاطِبٍ الْعُمَرِيُّ رَدَّهُ مِنَ الرَّوْحَاءِ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ لِشَيْءٍ بَلَغَهُ عَنْهُمْ ، وَالْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ كُسِرَ بِالرَّوْحَاءِ ، وَخَوَّاتُ بْنُ جُبَيْرٍ كُسِرَ أَيْضًا فَهَؤُلَاءِ ثَمَانِيَةٌ لَا اخْتِلَافَ فِيهِمْ عِنْدَنَا وَكُلُّهُمْ مُسْتَوْجِبٌ وَكَانَتِ الْإِبِلُ سَبْعِينَ بَعِيرًا يَتَعَاقَبُ النَّفَرُ الْبَعِيرَ وَكَانَتِ الْخَيْلُ فَرَسَيْنِ : فَرَسٌ لِلْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو وَفَرَسٌ لِمَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَامَهُ عَيْنَيْنِ لَهُ إِلَى الْمُشْرِكِينَ يَأْتِيَانِهِ بِخَبَرِ عَدُوِّهِ وَهُمَا : بَسْبَسُ بْنُ عَمْرٍو ، وَعَدِيُّ بْنُ أَبِي الزَّغْبَاءِ وَهُمَا مِنْ جُهَيْنَةَ حَلِيفَانِ لِلْأَنْصَارِ فَانْتَهَيَا إِلَى مَاءِ بَدْرٍ فَعَلِمَا الْخَبَرَ ، وَرَجَعَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ بَلَغَ الْمُشْرِكِينَ بِالشَّأْمِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْصُدُ انْصِرَافَهُمْ فَبَعَثُوا ضَمْضَمَ بْنَ عَمْرٍو حِينَ فَصَلُوا مِنَ الشَّأْمِ إِلَى قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ يُخْبِرُونَهَمْ بِمَا بَلَغَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَأْمُرُونَهُمْ أَنْ يَخْرُجُوا فَيَمْنَعُوا عِيرَهُمْ فَخَرَجَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ سِرَاعًا وَمَعَهُمُ الْقِيَانُ ، وَالدُّفُوفُ وَأَقْبَلَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ بِالْعِيرِ وَقَدْ خَافُوا خَوْفًا شَدِيدًا حِينَ دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ وَاسْتَبْطَؤُوا ضَمْضَمًا وَالنَّفِيرَ حَتَّى وَرَدَ بَدْرًا وَهُو َخَائِفٌ مِنَ الرَّصَدَ ، فَقَالَ لِمَجْدِيِّ بْنِ عَمْرٍو هَلْ أَحْسَسْتَ أَحَدًا مِنْ عُيُونِ مُحَمَّدٍ ؛ فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا بِمَكَّةَ مِنْ قُرَشِيٍّ وَلَا قُرَشِيَّةٍ لَهُ نَشٌّ فَصَاعِدًا إِلَّا قَدْ بَعَثَ بِهِ مَعَنَا ، فَقَالَ مَجْدِيُّ : وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أُنْكِرُهُ إِلَّا رَاكِبَيْنِ أَتَيَا إِلَى هَذَا الْمَكَانِ وَأَشَارَ لَهُ إِلَى مُنَاخِ عَدِيٍّ وَبَسْبَسٍ ، فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ فَأَخَذَ أَبْعَارًا مِنْ بَعِيرَيْهِمَا فَفَتَّهُ فَإِذَا فِيهِ نَوًى ، فَقَالَ : عَلَائِفُ يَثْرِبَ هَذِهِ عُيُونُ مُحَمَّدٍ ، فَضَرَبَ وُجُوهَ الْعِيرِ فَسَاحَلَ بِهَا وَتَرَكَ بَدْرًا يَسَارًا ، وَانْطَلَقَ سَرِيعًا ، وَأَقْبَلَتْ قُرَيْشٌ مِنْ مَكَّةَ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ قَيْسَ بْنَ امْرِئِ الْقَيْسِ يُخْبِرُهُمْ أَنَّهُ قَدْ أَحْرَزَ الْعِيرَ وَيَأْمُرُهُمْ بِالرُّجُوعِ ، فَأَبَتْ قُرَيْشٌ أَنْ تَرْجِعَ وَرَدُّوا الْقِيَانَ مِنَ الْجُحْفَةِ ، وَلَحِقَ الرَّسُولُ أَبَا سُفْيَانَ بِالْهَدَّةِ وَهِيَ عَلَى سَبْعَةِ أَمْيَالٍ مِنْ عُسْفَانَ إِذَا رُحْتَ مِنْ مَكَّةَ عَنْ يَسَارِ الطَّرِيقِ وَسُكَّانُهَا بَنُو ضَمْرَةَ وَنَاسٌ مِنْ خُزَاعَةَ ، فَأَخْبَرَهُ بِمُضِيِّ قُرَيْشٍ ، فَقَالَ : وَاقَوْمَاهُ هَذَا عَمَلُ عَمْرِو بْنِ هِشَامٍ يَعْنِي أَبَا جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ وَقَالَ : وَاللَّهِ لَا نَبْرَحُ حَتَّى نَرِدَ بَدْرًا ، وَكَانَتْ بَدْرٌ مَوْسِمًا مِنْ مَوَاسِمِ الْجَاهِلِيَّةِ يَجْتَمِعُ بِهَا الْعَرَبُ بِهَا سُوقٌ ، وَبَيْنَ بَدْرٍ وَالْمَدِينَةِ ثَمَانِيَةُ بُرُدٍ وَمِيلَانِ وَكَانَ الطَّرِيقُ الَّذِي سَلَكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَدْرٍ عَلَى الرَّوْحَاءِ وَبَيْنَ الرَّوْحَاءِ وَالْمَدِينَةِ أَرْبَعَةُ أَيَّامٍ ثُمَّ بَرِيدٌ بِالْمُنْصَرَفِ ، ثُمَّ بَرِيدٌ بِذَاتِ أَجْذَالً ، ثُمَّ بَرِيدٌ بِالْمَعْلَاةِ وَهِيَ : خَيْفُ السَّلَمِ ، ثُمَّ بَرِيدٌ بِالْأَثِيلِ ، ثُمَّ مِيلَانِ إِلَى بَدْرٍ ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ قَدْ أَرْسَلَتْ فُرَاتَ بْنَ حَيَّانَ الْعِجْلِيَّ ، وَكَانَ مُقِيمًا بِمَكَّةَ حِينَ فَصَلَتْ قُرَيْشٌ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ يُخْبِرُهُ بِمَسِيرِهَا وَفُصُولِهَا فَخَالَفَ أَبَا سُفْيَانَ فِي الطَّرِيقِ ، فَوَافَى الْمُشْرِكِينَ بِالْجُحْفَةِ فَمَضَى مَعَهُمْ فَجُرِحَ يَوْمَ بَدْرٍ جِرَاحَاتٍ وَهَرَبَ عَلَى قَدَمَيْهِ وَرَجَعَتْ بَنُو زُهْرَةَ مِنَ الْجُحْفَةِ ، أَشَارَ عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ الْأَخْنَسُ بْنُ شَرِيقٍ الثَّقَفِيُّ وَكَانَ حَلِيفًا لَهُمْ وَكَانَ فِيهِمْ مُطَاعًا وَكَانَ اسْمُهُ أُبَيُّ فَلَمَّا رَجَعَ بِبَنِي زُهْرَةَ قِيلَ : خَنَسَ بِهِمْ فَسُمِّيَ الْأَخْنَسُ ، وَكَانَ بَنُو زُهْرَةَ يَوْمَئِذٍ مِائَةُ رَجُلٍ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ بَلْ كَانُوا ثَلَاثَمِائَةِ رَجُلٍ ، وَكَانَ بَنُو عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ مَعَ النَّفِيرِ ، فَلَمَّا بَلَغُوا ثَنِيَّةَ لِفَتٍ عَدَلُوا فِي السَّحَرِ إِلَى السَّاحِلِ مُنْصَرِفِينَ إِلَى مَكَّةَ ، فَصَادَفَهُمْ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ ، فَقَالَ : يَا بَنِي عَدِيٍّ ، كَيْفَ رَجَعْتُمْ لَا فِي الْعِيرِ وَلَا فِي النَّفِيرِ فَقَالُوا أَنْتَ أَرْسَلْتَ إِلَى قُرَيْشٍ أَنْ تَرْجِعَ ، وَيُقَالُ : بَلْ لَقِيَهُمْ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ فَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَحَدٌ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ وَلَا مِنْ بَنِي عَدِيٍّ ، وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كَانَ دُونَ بَدْرٍ أَتَاهُ الْخَبَرُ بِمَسِيرِ قُرَيْشٍ فَأَخْبَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ وَاسْتَشَارَهُمْ ، فَقَالَ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو الْبَهْرَانِيُّ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، لَوْ سِرْتَ بِنَا إِلَى بَرْكِ الْغُمَادِ لَسِرْنَا مَعَكَ حَتَّى نَنْتَهِيَ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَشِيرُوا عَلَيَّ وَإِنَّمَا يُرِيدُ الْأَنْصَارَ ، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ، فَقَالَ : أَنَا أُجِيبُ عَنِ الْأَنْصَارِ ، كَأَنَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تُرِيدُنَا ، قَالَ : أَجَلْ ، قَالَ : فَامْضِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ لِمَا أَرَدْتَ ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، لَوِ اسْتَعْرَضْتَ هَذَا الْبَحْرَ فَخُضْتَهُ لَخُضْنَاهُ مَعَكَ ، مَا بَقِيَ مِنَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سِيرُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ وَعَدَنِي إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ ، فَوَاللَّهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَصَارِعِ الْقَوْمِ ، وَعَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ الْأَلْوِيَةَ وَكَانَ لِوَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ الْأَعْظَمُ لِوَاءُ الْمُهَاجِرِينَ مَعَ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ ، وَلِوَاءُ الْخَزْرَجِ مَعَ الْحُبَابِ بْنِ الْمُنْذِرِ ، وَلِوَاءُ الْأَوْسِ مَعَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِعَارَ الْمُهَاجِرِينَ : يَا بَنِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَشِعَارُ الْخَزْرَجِ : يَا بَنِي عَبْدِ اللَّهِ ، وَشِعَارُ الْأَوْسِ يَا بَنِي عُبَيْدِ اللَّهِ ، وَيُقَالُ : بَلْ كَانَ شِعَارُ الْمُسْلِمِينَ جَمِيعًا يَوْمَئِذٍ : يَا مَنْصُورُ أَمِتْ . وَكَانَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ ثَلَاثَةُ أَلْوِيَةٍ : لِوَاءٌ مَعَ أَبِي عَزِيزِ بْنِ عُمَيْرٍ ، وَلِوَاءٌ مَعَ النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ ، وَلِوَاءٌ مَعَ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، وَكُلُّهُمْ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَدْنَى بَدْرٍ عِشَاءَ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَبَعَثَ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَبَسْبَسَ بْنَ عَمْرٍو يَتَحَسَّسُونَ خَبَرَ الْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمَاءِ ، فَوَجَدُوا رَوَايَا قُرَيْشٍ فِيهَا سُقَّاؤُهُمْ فَأَخَذُوهُمْ . وَبَلَغَ قُرَيْشاً خَبَرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَنَّهُ قَدْ أَخَذَ سُقَّاؤُهُمْ ، فَمَاجَ الْعَسْكَرُ وَأُتِيَ بِالسُّقَّاءِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أَيْنَ قُرَيْشٌ ، فَقَالُوا : خَلْفَ هَذَا الْكَثِيبِ الَّذِي تَرَى ، قَالَ : كَمْ هُمْ ؟ ، قَالُوا : كَثِيرٌ ، قَالَ : كَمْ عَدَدُهُمْ ؟ ، قَالُوا : لَا نَدْرِي ، قَالَ : كَمْ يَنْحَرُونَ ؟ ، قَالُوا : يَوْمًا عَشْرًا ، وَيَوْمًا تِسْعًا ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْقَوْمُ مَا بَيْنَ الْأَلْفِ وَالتِّسْعِمِائَةِ ، فَكَانُوا تِسْعَمِائَةٍ وَخَمْسِينَ إِنْسَانًا ، وَكَانَتْ خَيْلُهُمْ مِائَةُ فَرَسٍ وَقَالَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الْمَكَانَ الَّذِي أَنْتَ بِهِ لَيْسَ بِمَنْزِلٍ ، انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أَدْنَى مَاءٍ إِلَى الْقَوْمِ فَإِنِّي عَالِمٌ بِهَا وَبِقُلُبِهَا بِهَا قَلِيبٌ قَدْ عَرَفْتُ عُذُوبَةَ مَائِهِ لَا يُنْزَحُ ، ثُمَّ نَبْنِي عَلَيْهِ حَوْضًا فَنَشْرَبُ وَنُقَاتِلُ وَنُعَوِّرُ مَا سِوَاهُ مِنَ الْقُلُبِ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الرَّأْي مَا أَشَارَ بِهِ الْحُبَابُ ، فَنَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَعَلَ ذَلِكَ فَكَانَ الْوَادِي دَهْسًا فَبَعَثَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى السَّمَاءَ ، فَلَبَّدَتِ الْوَادِيَ وَلَمْ يَمْنَعِ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْمَسِيرِ ، وَأَصَابَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الْمَطَرِ مَا لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَرْتَحِلُوا مَعَهُ وَإِنَّمَا بَيْنَهُمْ قَوْزٌ مِنَ الرَّمْلِ وَأَصَابَ الْمُسْلِمِينَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ النُّعَاسُ ، وَبُنِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرِيشٌ مِنْ جَرِيدٍ فَدَخَلَهُ النَّبِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ، وَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ عَلَى بَابِ الْعَرِيشِ مُتَوَشِّحًا بِالسَّيْفِ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ صَفَّ أَصْحَابَهُ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ قُرَيْشٌ وَطَلَعَتْ قُرَيْشٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَفِّفُ أَصْحَابَهُ ، وَيُعَدِّلُهُمْ كَأَنَّمَا يُقَوِّمُ بِهِمُ الْقَدَحَ ، وَمَعَهُ يَوْمَئِذٍ قَدَحٌ يُشِيرُ بِهِ إِلَى هَذَا تَقَدَّمْ وَإِلَى هَذَا تَأَخَّرْ حَتَّى اسْتَوَوْا ، وَجَاءَتْ رِيحٌ لَمْ يَرَوْا مِثْلَهَا شِدَّةً ثُمَّ ذَهَبَتْ ، فَجَاءَتْ رِيحٌ أُخْرَى ثُمَّ ذَهَبَتْ ، فَجَاءَتْ رِيحٌ أُخْرَى ، فَكَانَتِ الْأُولَى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالثَّانِيَةُ مِيكَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَنْ مَيْمَنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالثَّالِثَةُ إِسْرَافِيلُ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَنْ مَيْسَرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ سِيمَاءُ الْمَلَائِكَةِ عَمَائِمُ قَدْ أَرْخُوهَا بَيْنَ أَكْتَافِهِمْ خُضْرٌ ، وَصُفْرٌ ، وَحُمْرٌ مِنْ نُورٍ وَالصُّوفُ فِي نَوَاصِي خَيْلِهِمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ : إِنَّ الْمَلَائِكَةَ قَدْ سَوَّمَتْ ، فَسَوِّمُوا ، فَأَعْلَمُوا بِالصُّوفِ فِي مَغَافِرِهِمْ وَقَلَانِسِهِمْ ، وَكَانَتِ الْمَلَائِكَةُ يَوْمَ بَدْرٍ عَلَى خَيْلٍ بُلْقٍ ، قَالَ : فَلَمَّا اطْمَأَنَّ الْقَوْمُ بَعَثَ الْمُشْرِكُونَ عُمَيْرَ بْنَ وَهْبٍ الْجُمَحِيَّ وَكَانَ صَاحِبُ قِدَاحٍ ، فَقَالُوا : احْزُرْ لَنَا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ ، فَصَوَّبَ فِي الْوَادِي وَصَعَّدَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ : لَا مَدَدَ لَهُمْ وَلَا كَمِينَ ، الْقَوْمُ ثَلَاثُمِائَةٍ ، إِنْ زَادُوا زَادُوا قَلِيلًا ، وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ بَعِيرًا وَفَرَسَانِ ، يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ الْبَلَايَا تَحْمِلُ الْمَنَايَا نَوَاضِحُ يَثْرِبَ تَحْمِلُ الْمَوْتَ النَّاقِعَ ، قَوْمٌ لَيْسَتْ لَهُمْ مَنَعَةٌ وَلَا مَلْجَأٌ إِلَّا سُيُوفَهُمْ ، أَمَا تَرَوْنَهُمْ خُرْسًا لَا يَتَكَلَّمُونَ ، يَتَلَمَّظُونَ تَلَمُّظَ الْأَفَاعِي ؟ وَاللَّهِ مَا أَرَى أَنْ نَقْتُلَ مِنْهُمْ رَجُلًا حَتَّى يُقْتَلَ مِنَّا رَجُلٌ فَإِذَا أَصَابُوا مِنْكُمْ عَدَدَهُمْ فَمَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ بَعْدَ ذَلِكَ فَرَوْا رَأْيَكُمْ ، فَتَكَلَّمَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ وَمَشَى فِي النَّاسِ ، وَأَتَى شَيْبَةَ وَعُتْبَةَ وَكَانَا ذَوَيْ تَقِيَّةٍ فِي قَوْمِهِمَا فَأَشَارُوا عَلَى النَّاسِ بِالِانْصِرَافِ ، وَقَالَ عُتْبَةُ : لَا تَرُدُّوا نَصِيحَتِي وَلَا تُسَفِّهُوا رَأْيِي ، فَحَسَدَهُ أَبُو جَهْلٍ حِينَ سَمِعَ كَلَامَهُ فَأَفْسَدَ الرَّأْيَ وَحَرَّشَ بَيْنَ النَّاسِ وَأَمَرَ عَامِرَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ أَنْ يُنْشِدَ أَخَاهُ عَمْرًا وَكَانَ قُتِلَ بِنَخْلَةَ فَكَشَفَ عَامِرٌ وَحَثَا عَلَى اسْتِهِ التُّرَابَ وَصَاحَ : وَاعُمَرَاهُ يُخْزِي بِذَلِكَ عُتْبَةَ لِأَنَّهُ حَلِيفُهُ مِنْ بَيْنِ قُرَيْشٍ ، وَجَاءَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ فَنَاوَشَ الْمُسْلِمِينَ فَثَبَتَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى صَفِّهِمْ وَلَمْ يَزُولُوا وَشَدَّ عَلَيْهِمْ عَامِرُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ وَنَشَبَتِ الْحَرْبُ فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ خَرَجَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِهْجَعٌ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَتَلَهُ عَامِرُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ وَكَانَ أَوَّلُ قَتِيلٍ قُتِلَ مِنَ الْأَنْصَارِ حَارِثَةُ بْنُ سُرَاقَةَ وَيُقَالُ قَتَلَهُ حَبَّانُ بْنُ الْعَرِقَةَ وَيُقَالُ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ قَتَلَهُ خَالِدُ بْنُ الْأَعْلَمِ الْعُقَيْلِيُّ ثُمَّ خَرَجَ شَيْبَةُ وَعُتْبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ فَدَعَوْا إِلَى الْبَرَازِ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بَنُو عَفْرَاءَ مُعَاذٌ وَمُعَوِّذٌ وَعَوْفٌ بَنُو الْحَارِثِ ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكُونَ أَوَّلَ قِتَالٍ لَقِيَ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ الْمُشْرِكِينَ فِي الْأَنْصَارِ وَأَحَبَّ أَنْ تَكُونَ الشَّوْكَةُ بِبَنِي عَمِّهِ وَقَوْمِهِ فَأَمَرَهُمْ فَرَجَعُوا إِلَى مَصَافِّهِمْ وَقَالَ لَهُمْ : خَيْرًا ثُمَّ نَادَى الْمُشْرِكُونَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَخْرِجْ إِلَيْنَا الْأَكْفَاءَ مِنْ قَوْمِنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا بَنِي هَاشِمٍ ، قُومُوا قَاتِلُوا بِحَقِّكُمُ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ نَبِيَّكُمْ إِذْ جَاؤُوا بِبَاطِلِهِمْ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ ، فَقَامَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ فَمَشَوْا إِلَيْهِ ، فَقَالَ عُتْبَةُ : تَكَلَّمُوا نَعْرِفْكُمْ ، وَكَانَ عَلَيْهِمُ الْبَيْضُ ، فَقَالَ حَمْزَةُ : أَنَا حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَسَدُ اللَّهِ ، وَأَسَدُ رَسُولِهِ ، فَقَالَ عُتْبَةُ : كُفْءٌ كَرِيمٌ ، وَأَنَا أَسَدُ الْحُلَفَاءِ ، مَنْ هَذَانِ مَعَكَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ : كُفْآنِ كَرِيمَانِ ، ثُمَّ قَالَ لِابْنِهِ : قُمْ يَا وَلِيدُ فَقَامَ إِلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ ، ثُمَّ قَامَ عُتْبَةُ وَقَامَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ فَقَتَلَهُ حَمْزَةُ ، ثُمَّ قَامَ شَيْبَةُ وَقَامَ إِلَيْهِ عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَسَنَّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَرَبَ شَيْبَةُ رِجْلَ عُبَيْدَةَ بِذُبَابِ السَّيْفِ ، يَعْنِي طَرَفَهُ فَأَصَابَ عَضَلَةَ سَاقِهِ ، فَقَطَعَهَا فَكَرَّ حَمْزَةُ وَعَلِيٌّ عَلَى شَيْبَةَ فَقَتَلَاهُ ، وَفِيهِمْ نَزَلَتْ : هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ، وَنَزَلَتْ فِيهِمْ سُورَةُ الْأَنْفَالِ أَوْ عَامَّتُهَا . يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى ، يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ . وَ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ ، وَ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ، قَالَ : فَرُئِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَثَرِهِمْ مُصْلِتًا لِلسَّيْفِ يَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ ، وَأَجَازَ عَلَى جَرِيحِهِمْ وَطَلَبَ مُدْبِرَهُمْ وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا سِتَّةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَثَمَانِيَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ، فِيهِمْ عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَعُمَيْرُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وعَاقِلُ بْنُ أَبِي الْبُكَيْرِ وَمِهْجَعٌ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَصَفْوَانُ ابْنُ بَيْضَاءَ وَسَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ ومُبَشِّرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ وَحَارِثَةُ بْنُ سُرَاقَةَ وعَوْفٌ ومُعَوِّذٌ ابْنَا عَفْرَاءَ ، وَعُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ ، وَرَافِعُ بْنُ مُعَلَّى وَيَزِيدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنُ فُسْحُمِ وَقُتِلَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ سَبْعُونَ رَجُلًا وَأُسِرَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا وَكَانَ فِي مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ شَيْبَةُ وعُتْبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ وَالْعَاصُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَأَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ وَحَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ وَالْحَارِثُ بْنُ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وطُعَيْمَةُ بْنُ عَدِيٍّ وَزَمْعَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ وَنَوْفَلُ بْنُ خُوَيْلِدٍ وَهُوَ ابْنُ الْعَدَوِيَّةِ وَالنَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ قَتَلَهُ صَبْرًا بِالْأَثِيلِ ، وعُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ قَتَلَهُ صَبْرًا بِالصَّفْرَاءِ ، وَالْعَاصُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ خَالُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ وَعَلِيُّ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ وَمُنَبِّهُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، ومَعْبَدُ بْنُ وَهْبٍ ، وَكَانَ فِي الْأُسَارَى نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَأَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ ، وعَدِيُّ بْنُ الْخِيَارِ ، وَأَبُو عَزِيزِ بْنُ عُمَيْرٍ ، وَالْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ ، وَأَبُو عَزَّةَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُمَحِيُّ الشَّاعِرُ ، وَوَهْبُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ وَهْبٍ الْجُمَحِيُّ ، وَأَبُو وَدَاعَةَ بْنُ ضُبَيْرَةَ السَّهْمِيُّ ، وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الْعَامِرِيُّ . وَكَانَ فِدَاءُ الْأُسَارَى كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةَ آلَافٍ إِلَى ثَلَاثَةِ آلَافٍ إِلَى أَلْفَيْنِ إِلَى أَلْفٍ إِلَّا قَوْمًا لَا مَالَ لَهُمْ ، مَنَّ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ أَبُو عَزَّةَ الْجُمَحِيُّ وَغَنِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَصَابَ مِنْهُمْ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْغَنَائِمِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ الْمَازِنِيَّ مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَقَسَّمَهَا رَسُولُ اللَّهِ بِسَيَرِ شِعْبٍ بِالصَّفْرَاءِ وَهِيَ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى ثَلَاثِ لَيَالٍ قَوَاصِدَ وَتَنَفَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيْفًا ذَا الْفَقَّارِ وَكَانَ لِمُنَبِّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ فَكَانَ صَفِيَّهُ يَوْمَئِذٍ ، وَسَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْغَنِيمَةَ كُلَّهَا لِلْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ حَضَرُوا بَدْرًا ، وَلِلثَّمَانِيَةِ النَّفْرِ الَّذِينَ تَخَلَّفُوا بِإِذْنِهِ ، فَضَرَبَ لَهُمْ بِسِهَامِهِمْ وَأُجُورِهِمْ ، وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَهْمَهُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ وَفِيهِ جَمَلُ أَبِي جَهْلٍ وَكَانَ مَهْرِيًّا فَكَانَ يَغْزُو عَلَيْهِ وَيَضْرِبُ فِي لِقَاحِهِ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ بَشِيرًا إِلَى الْمَدِينَةِ يُخْبِرُهُمْ بِسَلَامَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِينَ وَخَبَرِ بَدْرٍ وَمَا أَظْفَرَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ وَغَنْمِهِ مِنْهُمْ وَبَعَثَ إِلَى أَهْلِ الْعَالِيَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ بِمِثْلِ ذَلِكَ ، وَالْعَالِيَةُ : قُبَاءُ ، وَخَطْمَةُ وَوَائِلٌ وَوَاقِفٌ وَبَنُو أُمَيَّةَ بْنُ زَيْدٍ وَقُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ ، فَقَدِمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ الْمَدِينَةَ حِينَ سُوِّيَ عَلَى رُقَيَّةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التُّرَابُ بِالْبَقِيعِ وَكَانَ أَوَّلَ النَّاسِ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ بِمُصَابِ أَهْلِ بَدْرٍ ، وَبِهَزِيمَتِهِمُ الْحَيْسُمَانُ بْنُ حَابِسٍ الْخُزَاعِيُّ ، وَكَانَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ صَبِيحَةَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَى رَأْسِ تِسْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 298 في مسند ابن أبي شيبة مَا رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
    حديث رقم: 298 في مسند ابن أبي شيبة عُقْبَةُ بْنُ مَالِكٍ
    حديث رقم: 5428 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الْجِهَادِ بَيَانُ مُحَارَبَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ الطَّائِفِ ، وانْصِرَافُهُ
    حديث رقم: 5429 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الْجِهَادِ بَيَانُ مُحَارَبَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ الطَّائِفِ ، وانْصِرَافُهُ
    حديث رقم: 195 في دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني الْفَصْلُ السَّدِسَ عَشَرَ الْفَصْلُ الْعِشْرُونَ فِي ذِكْرِ مَا دَارَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ الْفَصْلُ السَّدِسَ عَشَرَ الْفَصْلُ الْعِشْرُونَ فِي ذِكْرِ مَا دَارَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ لَمَّا أَظْهَرَ الدَّعْوَةَ وَمَا جَرَى عَلَيْهِ مِنْ أَحْوَالِهِ إِلَى أَنْ هَاجَرَ وَمَا كَانَ مِنْ صَبْرِهِ عَلَى بَلْوَى الدَّعْوَةِ وَاحْتِمَالِ الْأَذِيَّةِ وَإِيرَادِ الْآيَاتِ وَالْبَرَاهِينِ عَلَيْهَا وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا قَالَهُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَابْنُ شِهَابٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ مِنْ حِينَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ إِلَى أَنْ كُلِّفَ الدَّعْوَةَ وَإِظْهَارَهَا فِيمَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ ثَلَاثَ سِنِينَ لَا يُظْهِرُ الدَّعْوَةَ إِلَّا لِلْمُخْتَصِّينَ بِهِ مِنْهُمْ خَدِيجَةُ وَأَبُو بَكْرٍ وَعَلِيٌّ وَزَيْدٌ وَغَيْرُهُمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ثُمَّ أَعْلَنَ الدَّعْوَةَ وَصَدَعَ بِهَا بِأَمْرِ اللَّهِ نَحْوَ عَشْرِ سِنِينَ فَكَانَ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ لَهُ حَامِيًا وَعَنْهُ دَافِعًا وَذَابًّا فَعَظُمَ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى أَصْحَابِهِ مَنْ أَجَابَهُ إِلَيْهَا الْبَلَاءُ وَاشْتَدَّ وَمُنِعُوا مِنْ إِظْهَارِ التَّوْحِيدِ وَالتَّصْدِيقِ وَيُعَذَّبُونَ وَيُهَانُونَ إِلَى أَنْ أَذِنَ اللَّهُ لَهُمْ فِي هِجْرَةِ الْحَبَشَةِ فَكَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ وَجَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ خَرَجُوا إِلَى النَّجَاشِيِّ فَأَحْسَنَ مُجَاوَرَتَهُمْ وَأَخْرَجَ الْمُشْرِكُونَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَعُمَارَةَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى النَّجَاشِيِّ لِيَرُدَّهُمْ إِلَى قُرَيْشٍ فَخَيَّبَهُمُ النَّجَاشِيُّ وَرَدَّهُمَا خَائِبَيْنِ فَازْدَادَ الْمُشْرِكُونَ فِي الشِّدَّةِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَتَآمَرُوا فِي قَتْلِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَدْخَلُوهُ وَبَنِي هَاشِمٍ الشِّعْبَ وَكَتَبُوا الصَّحِيفَةَ عَلَى أَنْ لَا يُبَايِعُوهُمْ وَلَا يُجَامِعُوهُمْ فَبَقُوا مُحْصَرِينَ ثَلَاثَ سِنِينَ إِلَى أَنْ سَلَّطَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْأَرَضَةَ عَلَى الصَّحِيفَةِ فَلَحِسَتْ مَا فِيهَا مِنَ الْجَوْرِ وَالظُّلْمِ وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَاعِيًا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَخَرَجُوا مِنَ الشِّعْبِ وَتُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ فَلَمْ يَكُنْ فِي عَشِيرَتِهِ وَأَعْمَامِهِ حَامٍ وَلَا ذَابٌّ عَنْهُ فَخَرَجَ إِلَى الطَّائِفِ يَلْتَمِسُ النَّصْرَ مِنْ عِنْدِ أَخْوَالِهِ بَنِي عَبْدِ يَالِيلَ فَلَمْ يَقْبَلُوهُ وَكَانَ يَعْرِضُ نَفْسَهُ فِي الْمَوَاسِمِ عَلَى قَبَائِلِ الْعَرَبِ أَنْ يُؤْوُوهُ أَوْ يَنْصُرُوهُ لِيُبَلِّغَ رِسَالَاتِ رَبِّهِ فَلَمْ يَقْبَلْهُ أَحَدٌ إِلَى أَنْ قَيَّضَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ الْأَنْصَارَ فَبَايَعُوهُ وَأَذِنَ لِأَصْحَابِهِ بِالْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَانْتَظَرَ هُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَأْذَنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ فِي الْهِجْرَةِ
    حديث رقم: 5425 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الْجِهَادِ بَيَانُ مُحَارَبَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ الطَّائِفِ ، وانْصِرَافُهُ
    حديث رقم: 5424 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الْجِهَادِ بَيَانُ مُحَارَبَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ الطَّائِفِ ، وانْصِرَافُهُ
    حديث رقم: 5426 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الْجِهَادِ بَيَانُ مُحَارَبَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ الطَّائِفِ ، وانْصِرَافُهُ
    حديث رقم: 5427 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الْجِهَادِ بَيَانُ مُحَارَبَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ الطَّائِفِ ، وانْصِرَافُهُ
    حديث رقم: 1155 في شرح أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة للالكائي بَابُ جُمَّاعِ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَابْتِدَاءِ الْوَحْيِ إِلَيْهِ وَفَضَائِلِهِ وَمُعْجِزَاتِهِ سِيَاقُ مَا رَوَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ابْتِدَاءِ الْوَحْيِ ، وَصِفَتِهِ ، وَأَنَّهُ بُعِثَ وَأُنْزِلَ إِلَيْهِ وَلَهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً
    حديث رقم: 2353 في الأوسط لابن المنذر كِتَابُ السَّفَرِ جِمَاعُ أَبْوَابِ اللِّبَاسِ فِي الصَّلَاةِ
    حديث رقم: 3324 في مُشكِل الآثار للطحاوي مُشكِل الآثار للطحاوي بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    حديث رقم: 3326 في مُشكِل الآثار للطحاوي مُشكِل الآثار للطحاوي بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    حديث رقم: 3327 في مُشكِل الآثار للطحاوي مُشكِل الآثار للطحاوي بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات