عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ ، وَعِنْدَهُ عِصَابَةٌ حَمْرَاءُ ، أَوْ قَالَ : صَفْرَاءُ ، فَقَالَ : " ابْنَ عَمِّ ، خُذْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ ، فَاشْدُدْ بِهَا رَأْسِي " فَشَدَدْتُ بِهَا رَأْسَهُ ، قَالَ : ثُمَّ تَوَكَّأَ عَلَيَّ حَتَّى دَخَلْنَا الْمَسْجِدَ ، فَقَالَ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ، وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ قَرَبَ مِنِّي الرَّحِيلُ مِنْ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ، فَمَنْ كُنْتُ قَدْ أَصَبْتُ مِنْ عِرْضِهِ ، أَوْ مِنْ بَشَرِهِ أَوْ مِنْ شَعْرِهِ ، أَوْ مِنْ مَالِهِ شَيْئًا ، فَهَذَا عِرْضُ مُحَمَّدٍ ، وَشَعْرُهُ ، وَبَشَرُهُ ، وَمَالُهُ ، فَلْيَقُمْ فَلْيَقْتَصَّ ، وَلَا يَقُولَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ : إِنِّي أَتَخَوَّفُ مِنْ مُحَمَّدٍ الْعَدَاوَةَ وَالشَّحْنَاءَ ، إِلَّا إِنَّهُمَا لَيْسَا مِنْ طَبِيعَتِي ، وَلَيْسَا مِنْ خُلُقِي " قَالَ : ثُمَّ انْصَرَفَ ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَيْتُهُ ، فَقَالَ : " ابْنَ عَمِّي ، لَا أَحْسَبُ أَنَّ مَقَامِيَ بِالْأَمْسِ أَجْزَأَ عَنِّي ، خُذْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ فَاشْدُدْ بِهَا رَأْسِي " قَالَ : فَشَدَدْتُ بِهَا رَأْسَهُ ، قَالَ : ثُمَّ تَوَكَّأَ عَلَيَّ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ ، فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ بِالْأَمْسِ ، ثُمَّ قَالَ : " إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيْنَا مَنِ اقْتَصَّ " قَالَ : فَقَامَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ يَوْمَ أَتَاكَ السَّائِلُ فَسَأَلَكَ ، فَقُلْتَ : " مَنْ مَعَهُ شَيْءٌ يُقْرِضُنَا ؟ " فَأَقْرَضْتُكَ ثَلَاثَةَ دَارِهِمَ فَقَالَ : قُمْ يَا فَضْلُ ، أَعْطِهِ ، فَأَعْطَيْتُهُ ، ثُمَّ قَالَ : " وَمَنْ غُلِبَ عَلَيْهِ ، فَلْيَسْأَلْنَا نَدْعُ لَهُ " قَالَ : فَقَامَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي رَجُلٌ جَبَانٌ كَثِيرُ النَّوْمِ ، فَدَعَا لَهُ قَالَ الْفَضْلُ : فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ أَشْجَعَنَا ، وَأَقَلَّنَا نَوْمًا قَالَ : ثُمَّ أَتَى بَيْتَ عَائِشَةَ ، فَقَالَ لِلنِّسَاءِ مِثْلَ مَا قَالَ لِلرِّجَالِ "
قَالَ أَبُو يَعْلَى : ثنا عُبَيْدُ بْنُ جُنَادٍ ، ثنا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ ، وَعِنْدَهُ عِصَابَةٌ حَمْرَاءُ ، أَوْ قَالَ : صَفْرَاءُ ، فَقَالَ : ابْنَ عَمِّ ، خُذْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ ، فَاشْدُدْ بِهَا رَأْسِي فَشَدَدْتُ بِهَا رَأْسَهُ ، قَالَ : ثُمَّ تَوَكَّأَ عَلَيَّ حَتَّى دَخَلْنَا الْمَسْجِدَ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ، وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ قَرَبَ مِنِّي الرَّحِيلُ مِنْ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ، فَمَنْ كُنْتُ قَدْ أَصَبْتُ مِنْ عِرْضِهِ ، أَوْ مِنْ بَشَرِهِ أَوْ مِنْ شَعْرِهِ ، أَوْ مِنْ مَالِهِ شَيْئًا ، فَهَذَا عِرْضُ مُحَمَّدٍ ، وَشَعْرُهُ ، وَبَشَرُهُ ، وَمَالُهُ ، فَلْيَقُمْ فَلْيَقْتَصَّ ، وَلَا يَقُولَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ : إِنِّي أَتَخَوَّفُ مِنْ مُحَمَّدٍ الْعَدَاوَةَ وَالشَّحْنَاءَ ، إِلَّا إِنَّهُمَا لَيْسَا مِنْ طَبِيعَتِي ، وَلَيْسَا مِنْ خُلُقِي قَالَ : ثُمَّ انْصَرَفَ ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَيْتُهُ ، فَقَالَ : ابْنَ عَمِّي ، لَا أَحْسَبُ أَنَّ مَقَامِيَ بِالْأَمْسِ أَجْزَأَ عَنِّي ، خُذْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ فَاشْدُدْ بِهَا رَأْسِي قَالَ : فَشَدَدْتُ بِهَا رَأْسَهُ ، قَالَ : ثُمَّ تَوَكَّأَ عَلَيَّ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ ، فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ بِالْأَمْسِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيْنَا مَنِ اقْتَصَّ قَالَ : فَقَامَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ يَوْمَ أَتَاكَ السَّائِلُ فَسَأَلَكَ ، فَقُلْتَ : مَنْ مَعَهُ شَيْءٌ يُقْرِضُنَا ؟ فَأَقْرَضْتُكَ ثَلَاثَةَ دَارِهِمَ فَقَالَ : قُمْ يَا فَضْلُ ، أَعْطِهِ ، فَأَعْطَيْتُهُ ، ثُمَّ قَالَ : وَمَنْ غُلِبَ عَلَيْهِ ، فَلْيَسْأَلْنَا نَدْعُ لَهُ قَالَ : فَقَامَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي رَجُلٌ جَبَانٌ كَثِيرُ النَّوْمِ ، فَدَعَا لَهُ قَالَ الْفَضْلُ : فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ أَشْجَعَنَا ، وَأَقَلَّنَا نَوْمًا قَالَ : ثُمَّ أَتَى بَيْتَ عَائِشَةَ ، فَقَالَ لِلنِّسَاءِ مِثْلَ مَا قَالَ لِلرِّجَالِ