عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، : قَالَ : إِنَّهُمُ اجْتَمَعُوا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَشَى مَعَهُمْ حَتَّى بَلَغَ إِلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ ، فَقَالَ : " انْطَلِقُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ ، اللَّهُمَّ أَعِنْهُمْ " وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِهِ قَالَ : فَأَقْبَلُوا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى حِصْنِهِ يَعْنِي كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ فَهَتَفَ أَبُو نَائِلَةَ بِهِ ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ وَهُوَ حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ إِنَّكَ مُحَارِبٌ وَإِنَّ صَاحِبَ الْحَرْبِ لَا يَنْزِلُ فِي مِثْلِ هَذِهِ السَّاعَةِ ، فَقَالَ لَهَا : إِنَّهُ أَبُو نَائِلَةَ وَاللَّهِ لَوْ وَجَدَنِي نَائِمًا مَا أَيْقَظَنِي ، فَقَالَتْ : وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْرِفُ فِي صَوْتِهِ الشَّرَّ ، فَقَالَ لَهَا : لَوْ يُدْعَى الْفَتَى لِطَعْنَةٍ لَأَجَابَ ، فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ ، فَتَحَدَّثُوا سَاعَةً ، ثُمَّ قَالُوا : لَوْ مَشَيْنَا إِلَى شِعْبِ الْعَجُوزِ فَتَحَدَّثْنَا لَيْلَتَنَا هَذِهِ ، فَإِنَّهُ لَا عَهْدَ لَنَا بِذَلِكَ قَالَ : نَعَمْ فَخَرَجُوا يَمْشُونَ ثُمَّ إِنَّ . . . . . شَامَ يَدَهُ فِي فَوْدِ رَأْسِهِ ، فَقَالَ : مَا رَأَيْتُ كَاللَّيْلَةِ عِطْرًا أَطْيَبَ ، ثُمَّ مَشَى سَاعَةَ ، ثُمَّ عَادَ لِمِثْلِهَا حَتَّى اطْمَأَنَّ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي فَوْدِ رَأْسِهِ ، فَأَخَذَ شَعْرَهُ ، ثُمَّ قَالَ : اضْرِبُوا عَدُوَّ اللَّهِ قَالَ : فَاخْتَلَفَتْ عَلَيْهِ أَسْيَافُهُمْ قَالَ : وَصَاحَ عَدُوُّ اللَّهِ صَيْحَةً فَلَمْ يَبْقَ حِصْنٌ إِلَّا أُوقِدَتْ عَلَيْهِ نَارٌ ، قَالَ : وَأُصِيبَتْ رِجْلُ الْحَارِثِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ : فَلَمَّا رَأَيْتُ السُّيُوفَ لَا تَعْنِي شَيْئًا ذَكَرْتُ مِغْوَلًا فِي سَيْفِي فَأَخَذْتُهُ فَوَضَعْتُهُ عَلَى سُرَّتِهِ فَتَحَامَلْتُ عَلَيْهِ ، حَتَّى بَلَغَ عَانَتَهُ فَوَقَعَ ، ثُمَّ خَرَجْنَا فَسَلَكْنَا عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ ، ثُمَّ عَلَى بَنِي قُرَيْظَةَ ، ثُمَّ عَلَى بُعَاثَ ، ثُمَّ أَسْرَيْنَا فِي حَرَّةِ الْعُرَيْضِ ، وَأَبْطَأَ الْحَارِثُ وَنَزَفَ الدَّمُ فَوَقَفْنَا لَهُ ، ثُمَّ احْتَمَلْنَاهُ حَتَّى جِئْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ وَهُوَ يُصَلِّي ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَأَخْبَرْنَاهُ بِقَتْلِ عَدُوِّ اللَّهِ ، قَالَ : فَتَفَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جُرْحِ الْحَارِثِ فَرَجَعْنَا بِهِ إِلَى بَيْتِهِ ، وَتَفَرَّقَ الْقَوْمُ إِلَى رِحَالِهِمْ ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا خَافَتْ يَهُودُ لِوَقْعَتِنَا بِعَدُوِّ اللَّهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ وَجَدْتُمُوهُ مِنْ رِجَالِ يَهُودَ فَاقْتُلُوهُ " فَوَثَبَ مُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ عَلَى ابْنِ سَنِينَةَ رَجُلٍ مِنْ تُجَّارِ يَهُودَ ، وَكَانَ يُبَايِعُهُمْ وَيُخَالِطُهُمْ فَقَتَلَهُ ، قَالَ : فَجَعَلَ حُوَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ ، وَكَانَ أَسَنَّ مِنْهُ يَضْرِبُهُ وَيَقُولُ : أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ أَقَتَلْتَهُ ، وَاللَّهِ لَرُبَّ شَحْمٍ فِي بَطْنِكَ مِنْ مَالِهِ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ ، لَقَدْ أَمَرَنِي بِقَتْلِهِ رَجُلٌ لَوْ أَمَرَنِي بِقَتْلِكَ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ قَالَ : آللَّهِ لَوْ أَمَرَكَ مُحَمَّدٌ بِقَتْلَى لَقَتَلْتَنِي ؟ قَالَ : نَعَمْ وَاللَّهِ فَقَالَ : وَاللَّهِ ، إِنَّ دِينًا بَلَغَ هَذَا لَدِينٌ عَجَبٌ ، فَكَانَ أَوَّلُ إِسْلَامِ حُوَيْصَةَ مِنْ قِبَلِ قَوْلِ أَخِيهِ ، فَقَالَ مُحَيِّصَةُ فِي ذَلِكَ شِعْرًا "
قَالَ إِسْحَاقُ : أنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، ثنا أَبِي ، قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ ، يَقُولُ : حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، : قَالَ : إِنَّهُمُ اجْتَمَعُوا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَمَشَى مَعَهُمْ حَتَّى بَلَغَ إِلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ ، فَقَالَ : انْطَلِقُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ ، اللَّهُمَّ أَعِنْهُمْ وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى بَيْتِهِ قَالَ : فَأَقْبَلُوا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى حِصْنِهِ يَعْنِي كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ فَهَتَفَ أَبُو نَائِلَةَ بِهِ ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ وَهُوَ حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ إِنَّكَ مُحَارِبٌ وَإِنَّ صَاحِبَ الْحَرْبِ لَا يَنْزِلُ فِي مِثْلِ هَذِهِ السَّاعَةِ ، فَقَالَ لَهَا : إِنَّهُ أَبُو نَائِلَةَ وَاللَّهِ لَوْ وَجَدَنِي نَائِمًا مَا أَيْقَظَنِي ، فَقَالَتْ : وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْرِفُ فِي صَوْتِهِ الشَّرَّ ، فَقَالَ لَهَا : لَوْ يُدْعَى الْفَتَى لِطَعْنَةٍ لَأَجَابَ ، فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ ، فَتَحَدَّثُوا سَاعَةً ، ثُمَّ قَالُوا : لَوْ مَشَيْنَا إِلَى شِعْبِ الْعَجُوزِ فَتَحَدَّثْنَا لَيْلَتَنَا هَذِهِ ، فَإِنَّهُ لَا عَهْدَ لَنَا بِذَلِكَ قَالَ : نَعَمْ فَخَرَجُوا يَمْشُونَ ثُمَّ إِنَّ . . . . . شَامَ يَدَهُ فِي فَوْدِ رَأْسِهِ ، فَقَالَ : مَا رَأَيْتُ كَاللَّيْلَةِ عِطْرًا أَطْيَبَ ، ثُمَّ مَشَى سَاعَةَ ، ثُمَّ عَادَ لِمِثْلِهَا حَتَّى اطْمَأَنَّ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي فَوْدِ رَأْسِهِ ، فَأَخَذَ شَعْرَهُ ، ثُمَّ قَالَ : اضْرِبُوا عَدُوَّ اللَّهِ قَالَ : فَاخْتَلَفَتْ عَلَيْهِ أَسْيَافُهُمْ قَالَ : وَصَاحَ عَدُوُّ اللَّهِ صَيْحَةً فَلَمْ يَبْقَ حِصْنٌ إِلَّا أُوقِدَتْ عَلَيْهِ نَارٌ ، قَالَ : وَأُصِيبَتْ رِجْلُ الْحَارِثِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ : فَلَمَّا رَأَيْتُ السُّيُوفَ لَا تَعْنِي شَيْئًا ذَكَرْتُ مِغْوَلًا فِي سَيْفِي فَأَخَذْتُهُ فَوَضَعْتُهُ عَلَى سُرَّتِهِ فَتَحَامَلْتُ عَلَيْهِ ، حَتَّى بَلَغَ عَانَتَهُ فَوَقَعَ ، ثُمَّ خَرَجْنَا فَسَلَكْنَا عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ ، ثُمَّ عَلَى بَنِي قُرَيْظَةَ ، ثُمَّ عَلَى بُعَاثَ ، ثُمَّ أَسْرَيْنَا فِي حَرَّةِ الْعُرَيْضِ ، وَأَبْطَأَ الْحَارِثُ وَنَزَفَ الدَّمُ فَوَقَفْنَا لَهُ ، ثُمَّ احْتَمَلْنَاهُ حَتَّى جِئْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ وَهُوَ يُصَلِّي ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَأَخْبَرْنَاهُ بِقَتْلِ عَدُوِّ اللَّهِ ، قَالَ : فَتَفَلَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى جُرْحِ الْحَارِثِ فَرَجَعْنَا بِهِ إِلَى بَيْتِهِ ، وَتَفَرَّقَ الْقَوْمُ إِلَى رِحَالِهِمْ ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا خَافَتْ يَهُودُ لِوَقْعَتِنَا بِعَدُوِّ اللَّهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَنْ وَجَدْتُمُوهُ مِنْ رِجَالِ يَهُودَ فَاقْتُلُوهُ فَوَثَبَ مُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ عَلَى ابْنِ سَنِينَةَ رَجُلٍ مِنْ تُجَّارِ يَهُودَ ، وَكَانَ يُبَايِعُهُمْ وَيُخَالِطُهُمْ فَقَتَلَهُ ، قَالَ : فَجَعَلَ حُوَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ ، وَكَانَ أَسَنَّ مِنْهُ يَضْرِبُهُ وَيَقُولُ : أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ أَقَتَلْتَهُ ، وَاللَّهِ لَرُبَّ شَحْمٍ فِي بَطْنِكَ مِنْ مَالِهِ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ ، لَقَدْ أَمَرَنِي بِقَتْلِهِ رَجُلٌ لَوْ أَمَرَنِي بِقَتْلِكَ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ قَالَ : آللَّهِ لَوْ أَمَرَكَ مُحَمَّدٌ بِقَتْلَى لَقَتَلْتَنِي ؟ قَالَ : نَعَمْ وَاللَّهِ فَقَالَ : وَاللَّهِ ، إِنَّ دِينًا بَلَغَ هَذَا لَدِينٌ عَجَبٌ ، فَكَانَ أَوَّلُ إِسْلَامِ حُوَيْصَةَ مِنْ قِبَلِ قَوْلِ أَخِيهِ ، فَقَالَ مُحَيِّصَةُ فِي ذَلِكَ شِعْرًا هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ مُتَّصِلٌ ، أَخْرَجَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ مِنْهُ إِلَى قَوْلِهِ : اللَّهُمَّ أَعِنْهُمْ فَقَطْ ، وَهُوَ الْمَرْفُوعُ مِنْهُ الْمَوْصُولُ ، وَالْبَاقِي مُدْرَجٌ وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ